الأسرة هي حجر الزاوية في المجتمع، وهي نواة من الأب والأم، زوجان أنجبا أطفالاً ذكوراً وإناثاً، هكذا يكون المجتمع، والله سبحان وتعالى يقول: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا)، وكذلك يقول الله سبحانه وتعالى: (كنتم خير أمة تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، و(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )، فالفرد سواء كان ذكراً أو أنثى يتربى في حضن الأسرة وخاصة والدته ثم يدخل مرحلة الطفولة المبكرة والطفولة المتأخرة يحضن بما يحيط به من كلام أو موروث شعبي كالإسفنجة ثم مرحلة المراهقة فالشباب فالكهولة فالشيخوخة، كل هذه المراحل من العمر يمر بها وقد غمرته هذه المرحلة من العمر بجميع جوانب الحياة، من هنا يأتي دور الأسرة في الرفق واللين بالأفراد منذ طفولتهم حتى مماتهم، الرفق مطلوب من الوالدين تجاه أبنائهم ذكوراً وإناثاً، كذلك الرفق مطلوب من المعلم تجاه طلابه؛ لأنهم أفراد المجتمع، وكذلك المعلمة تجاه طالباتها لأنهن من أفراد المجتمع، كذلك (اتجاه المسنين) من كبار السن مطلوب التعامل معهم بليونة ورفق؛ لأنهم أحوج إليها في هذا المرحلة العمرية (الشيخوخة)، (ما كان الرفق في شيء إلا زانه)، كذلك لا ننسى الرفق أيضاً بالعامل والخادم والخادمة؛ لأنهم يعيشون بيننا وفي بيئتنا، البيئة الإسلامية الصحيحة، فمطلوب المعاملة بالرفق والحسنى لأن بيئتنا الإسلامية أو بالأحرى عقيدتنا الإسلامية تحضنا على الأخوة الإسلامية بالتعامل مع هذه العمالة، فديننا الإسلامي يحضنا حتى على الرفق بالحيوان لا نعذبه ولا نقتله ولا نحبسه إلا في أحلك الظروف، إما أنه موذٍ ومتسلط أو ينقل بعض الأمراض، فعندما تكون الأسرة مترابطة، وهي التي تشكل المجتمع فسوف ينعكس هذا على أفراده، يحب بعضه بعضاً ويرفق بعضه ببعض، العطف على الصغير بالرفق واحترام الكبير بالتعامل معه بكل سهولة ويسر، وبهذا نكون قد كونّا أسرة ومجتمعاً، الرفق هو شعارهم ونبراسهم، فلن تجد إن شاء الله بين أفراد المجتمع لا مشاحنات ولا بغضاء إنما حب ووئام وسلام. اللهم احفظ بلدنا من كل مكروه وشر، من أرادنا وبلدنا بشر فاجعل شره في نحره (وآخر دعوانا أن الحمدالله رب العالمين). * عضو هيئة الصحفيين السعوديين