عندما يضيء مصباح صغير، يُحدث بريقًا في الظلام. بينما تتلألأ النجوم في السماء بهدوء، دون أن تُسمع همساتها، تُذكرنا الحكمة التالية: «حين تسقط شجرة، يُسمع دوي سقوطها، لكن عندما تنمو غابة كاملة، لا يُسمع لها أي ضجيج!» هذه العبارات تجسد واقعًا مؤلمًا حيث ينجذب البعض إلى الزلات وينقبون عن الأخطاء، بحثًا عن سلبيات لتقويض إنجازات الآخرين وتحويلهم إلى حديث لمن يحملون ضغينة وخبثًا. في عالم يتسم بالضجيج والسطحية، يتبادر إلى الذهن سؤال مُلح: لماذا تغفل بعض العقول عن الإنجازات العظيمة التي تُحقق بصمت؟ دعونا نغوص في أعماق هذا الموضوع ونستكشف كيف يمكننا تحويل هذا السلوك السلبي إلى قوة دافعة. يجب أن نستفيد من التجارب، ونعتمد قيم الإيجابية والتعاون لنصنع مجتمعًا يعتز بإنجازاته ويحتفل بنجاحاته، عازمًا على مواجهة التحديات بروح التفاؤل والعزيمة. هناك أفراد يضخمون الأمور عمدًا، محاولين زعزعة ثقة المجتمع بواقعه. يقومون بتلفيق الأخبار وتدليسها، ثم يفسرونها بخبث لتمرير أفكارهم المسمومة. يستخدمون أساليب الاتصال السمعية والبصرية والعاطفية للتأثير على أكبر شريحة من الناس. هذه الأساليب لا تقتصر على نشر الشائعات والترويج للأكاذيب، بل تتجاوز ذلك لتصبح أدوات للتلاعب بالعقول وزرع الفتنة لتمرير أجنداتهم الشريرة. ومع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل عليهم الوصول إلى جمهور واسع، مما يعزز تأثيرهم السلبي. لذا، يصبح من الضروري أن نتسلح بالوعي واليقظة تجاه هذه المحاولات الخبيثة، والتحذير منها بقدراتنا النقدية. لنكن أفرادًا يمتلكون الوعي والفطنة، قادرين على التصدي لكل ما يهدد استقرارنا. يظهر الخطر عندما تُستخدم المهارات لزعزعة المبادئ الراسخة في حياة الفرد، عبر التهييج النفسي والتشويش الفكري، والعزف على أوتار خبيثة بسحر الكلمات. يتفاقم الخطر أكثر عندما يتعمد البعض تحجيم الإنجازات، ويزداد سوءًا عندما تُستخدم الأقنعة المُزيفة كغطاء لترويج أفكار ضالة تهدف إلى تدمير الأمة والتآمر عليها. نُشاهد بجلاء منعطفات خطيرة تعصف ببعض البلدان وشعوبها، مما يجعلنا أكثر حذرًا تجاه تلك الوسائل، بعزيمة وإصرار. لذا، يجب أن نلتزم بالطريق الصحيح لمواجهة الأفكار المسمومة التي يروج لها ضعاف النفوس عبر شبكات التواصل الاجتماعية. إن نعمة الأمن والصحة والتعليم والخدمات هي الأسس التي ترتكز عليها أي أمة. ضمان استمرارها مسؤوليتنا جميعًا، ويجب أن نعمل معًا لحماية وطننا ومقدراته. إن الحاضر المُزهر والمستقبل المشرق يتطلبان منا التكاتف والتعاون لنكون صونًا لهذا الوطن وقدوة للنشء، ونحافظ على التضامن والوعي، ونحوّل كل تحدٍ إلى فرصة للنمو والتطور لنجعل صوتنا سلاحًا ضد الفتن، مليئًا بالأمل، ونفخر بإنجازات الوطن المتوالية العظيمة التي تلهم الأجيال المقبلة.