شرعت مئات المؤسسات والشركات المتخصصة، في تدوير الأوراق والمواد البلاستيكية، وصناعة جبس الديكورات، وتوفير قطع غيار المركبات المستعملة، في الانتقال التدريجي من جوار الأحياء السكنية العشوائية والتنظيمية، إلى مجمع كبير سمي بمدينة المعادن ويقع جنوبمكةالمكرمة. أكثر من نصف قرن عمر تغلغل ورش الحدادة، والنجارة، والألمونيوم، وصيانة السيارات، والمخارط، وأحواش تجميع قطع السكراب، ومحلات تجزئة السيارات المستعملة إلى قطع للبيع، داخل الأحياء السكنية، في حي المقرح والزاهر والعتيبية، وشارع الحج، وفي خطوة بلدية جديدة وغير مسبوقة نفذتها أمانة العاصمة المقدسة، تم اقتلاع تلك المواقع التي ظلت جاثمة على شوارع رئيسة بأم القرى، مما يعزز التطوير الحضري الشامل لقبلة العالم مكةالمكرمة، ومتوائمة مع اتجاهات القطاع العام بأذرعه الاستثمارية والتطويرية لتنفيذ مشاريع عملاقة في قطاع المساكن الخاصة، والفنادق، والتسوق، والخدمات الصحية، والترفيه. ورصدت (الرياض) خلال جولتها الميدانية، إغلاق مئات المحلات من الورش ومراكز تشليح السيارات أبوابها فيما تتأهب بقية المواقع إلى الانتقال إلى الموقع الجديد. الانتقال الجديد حقق جملة منافع من شأنها إحداث تغير في المشهد العام لأم القرى، منها توفير مساحات كبيرة من الأراضي القابلة للاستثمار في مجال إسكان الحجاج والمعتمرين وشقق التمليك ومراكز التسوق والترفيه، والمراكز الإدارية بسبب مواقع الاستثمارية المميزة التي تجاور طرق دائرية محورية مثل الدائري الثالث، وقربها من الشوارع المؤدية للحرم المكي، والمخططات السكنية المنظمة والمكتظة بالسكان. توفير فرص للاستثمار ويشير العقاري إبراهيم الحارثي ل»الرياض» إلى أن مئات الآلاف من الأمتار سيتم توفيرها في مراكز حوية تنبض بالحياة والحراك التجاري في أحياء استثمارية مثل شارع الحج والمقرح والمعيصم والجزائر والشهداء، أمام كبرى شركات التطوير العقاري لتحويلها إلى وجهات جديدة، من شأنها رفع عائداتها السنوية وزيادة قيمتها السوقية، وتوفير فرص جديدة أمام المستثمرين في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. متعاملون ومراقبون لأسواق بيع قطع غيار السيارات المستعملة واجهوا انتقادات المتعاملين والمستهلكين ببعد مدينة المعاون بمكةالمكرمة عن كثير من الأحياء السكانية في شمال وشرق وغرب أم القرى، ببروز فرص استثمارية وهي افتتاح محلات للبيع بالتجزئة، عبر محلات توزيع بهدف معالجة بعد المسافة، وتسريع خدمات البيع للعملاء. آثار بيئية إيجابية ومن جهة بيئية أكد متخصصون إلى أن الانتقال الحديث إلى مدينة المعادن من شأنه تقويض مساحات الضجيج، وتلوث الهواء، والتشوه البصري، وقطع حركة مركبات نقل السيارات الخربة ونقل المكائن. وتقع مدينة المعادن جنوبمكةالمكرمة ضمن مخططات ولي العهد وهي مخصصة لأنشطة قطع الغيار المستعملة «التشاليح» وصناعة جبس الديكور، والسكراب، وإعادة تدوير الكرتون والبلاستيك وذلك على مساحة 76777 ألف متر2 احتياجات الموقع الجديد الموقع الجديد صمم بأعلى المعايير الفنية، ويتميز بمساحات كبيرة ومتنوعة، وطرق وممرات فسيحة، إضافة الى احتواءه على الخدمات والمرافق العامة، وكل ما يمكن أن يساهم في توفير الأجواء المناسبة لممارسة هذه الأنشطة. ويأمل مستثمرون ومتعاملون وعاملون، في المدينة الصناعية الجديدة إلى مواكبة تنامي انتقال الشركات والمؤسسات بتوفير مزيد من الخدمات والاحتياجات للشركات والمؤسسات والعمالة والمترديين مثل مساكن خاصة بالعمالة والمطاعم، والتموين الغذائي، وخدمات التوصيل، وأجهزة الصراف الآلي، ومحطة لتعبئة الوقود، وتقوية شبكة الاتصال. مراكز صيانة أغلقت أبوابها ارتفاع وتيرة الانتقال اليومي للورش بيع قطع الغيار المستعملة أول المغادرين