حدثني عن التاريخ أحدثك عن سالم، بعيدا عن المقارنات مع أساطير الزعيم على مر تاريخ هذه القلعة العريقة، يبقى سالم الدوسري أهم اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية، عطفا على ما قدمه من أرقام وإنجازات. وما يحسب لسالم الدوسري هو قدرته على التوهج في أصعب الظروف، خصوصا أن التورنيدو تعرض لحملة شرسة خلال الفترة الماضية ولمجرد إضاعة ركلة جزاء، إلا أن سالم عاد وبقوة في مواجهة العين تسجيلا وصناعة، وشخصية قيادية نجحت في تجاوز عقبة العين بكل جدارة واستحقاق. ما قدمه سالم وما يقدمه الزعيم في المواسم الماضية وحتى الآن أمر خرافي بكل ما تعنيه الكلمة، فالعين المدجج بالنجوم وفي عقر داره، لم ينجح في التفوق على الزعيم رغم النقص العددي لمدة نصف ساعة من عمر المباراة بعد إشهار البطاقة الحمراء للبليهي، ورغم غياب أسطورة حراسة المرمى ياسين بونو، ورغم قوة المنافس والكثير من الأمور. وإلى جانب ما قدمه الزعيم، كان المشهد الأجمل دائما هو القوة الزرقاء جمهور الهلال المرعب الذي أبى أن يترك الكتيبة الزرقاء بمفردها في مواجهة العين، وشكلت الهتافات والمؤازرة لوحة فنية جميلة دائما ما ترسم بحب الزعيم. نبض كويتي يستشعر كل من يتابع الرياضة الكويتية في الوقت الحالي نبضا وحيوية كبيرة على صعيد مشاركات الأندية الكويتية خارجيا في بطولات دوري أبطال آسيا، ودوري أبطال الخليج، وأيضا كأس التحدي الآسيوي، إلى جانب استضافة الكويت تصفيات آسيا تحت 17 سنة المؤهلة لكأس العالم 2025 في السعودية، لكن ورغم الجهود تبقى حلقة مفقودة على مستوى تحقيق الاستفادة من تلك الاستضافات والمشاركات، فعلي سبيل المثال لا الحصر فإن استضافة الكويت لمنافسات المجموعة السابعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم تحت 17 سنة، لم يواكبها أي نوع من الدعاية التي تجذب الجماهير للحضور ودعم المنتخب الكويتي في مهمته الكبيرة، وهو ما يفقد مثل هذه الاستضافات والمشاركات فائدتها، لذلك بات واجبا على القائمين على اتحاد الكرة الكويتي العمل وبأقصى سرعة استقطاب أصحاب الاختصاص في مثل الأمور، لتفادي أن تقام بطولة مهمة في الكويت «ولا من شاف ولا من دري»!.