من نصوص رؤية 2030 التي صاغها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، توقفت عند هذا النص، عندما تلقيت دعوة كريمة لحضور ملتقى الصحة العالمي 1446ه، في "ملهم"، خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر 2024م، برعاية وزارة الصحة، يقول النص: «ما نطمح إليه ليس تعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن طموحنا أن نبنيَ وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحيّة، والسكن، والترفيه، وغيره». وما استوقفني هو تلك الجملة المعبرة، "أن يجد كل مواطن ما يتمناه في الرعاية الصحيّة"، فهذا ما يتسق جيداً مع الأهداف التي يعمل الملتقى على تحقيقها، فشعاره هذا العام هو :"استثمر في الصحة"، حيث يشهد قطاع الرعاية الصحية في المملكة نمواً وتحوّلاً كبيرين، مدفوعاً بمبادرات مهمة، وشراكة متساوية بين القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، بما يتماشى مع رؤية 2030. وتشير الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة إلى عمق وضخامة هذا القطاع، فحجم الاستثمار في البنية التحتية للرعاية الصحية بالمملكة وصل إلى 65 مليار دولار، وسوق الأدوية في المملكة سينمو بحلول عام 2027م ليصل إلى 15.9 مليار دولار، في حين يتوقع لاستثمارات القطاع الخاص في الرعاية الصحية أن تزيد بنسبة 65% بحلول عام 2030م. لذا ليس من المستغرب أن تنظم وزارة الصحة هذا الملتقى الضخم، والذي يأتي امتدادًا للتقدم الصحي الذي تشهده المملكة ضمن رؤية 2030، لتطرح من خلاله العديد من الفرص الاستثمارية، بمشاركة أكثر من 1,000 مستثمر، و60 شركة ناشئة، ومجموعة كبيرة من رواد الأعمال. كما أنه يمثل فرصة كبيرة لاستعراض أفضل الممارسات والابتكارات، والتقنيات الطبية الحديثة، حيث يضم أكثر من 100 جلسة حوارية، إلى جانب العديد من الابتكارات، والمنتجات، في أكثر من 9 مجالات صحية، وذلك بمشاركة أكثر من 500 متحدث. ومن وجهة نظري فإن شعار المؤتمر وهو :"استثمر في الصحة"، لا يقتصر فقط على الدول، والمنظمات والشركات الكبرى، فهو أيضاً يشمل الأفراد ذكوراً وإناثاً، من خلال اتخاذ خطوات فعلية نحو حياة صحية ومستدامة، انطلاقاً من المقولة الشهيرة: "استثمر في صحة شبابك، لتدوم لك صحة مشيبك"، والاستثمار يكون بعمل فحوصات دورية حسب العمر والجنس، واختيار الأغذية الصحية، والترويح عن النفس بالرحلات والسفر، وغيرها من الأدوات المتاحة، للحفاظ على صحة جيدة تعين الإنسان على قضاء أمور حياته بنشاط، ودون أن يعاني من الأمراض التي توهن الطاقة، والذهن.