كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء عن "خطة النصر" المرتقبة منذ مدة طويلة لوضع حد للغزو الروسي، رافضا التنازل عن أي أراض وداعيا لتكثيف الدعم الغربي، بما في ذلك الحصول على دعوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وبعدما تصدّت للقوات الروسية في بداية الغزو في شباط/فبراير 2022، باتت كييف تواجه ضغوطا متزايدة لإيجاد مخرج بعدما تعرّضت قواتها إلى خسائر ميدانية وفي وقت تكثّف موسكو ضرباتها على بنيتها التحتية. وسيطرت روسيا على قرابة خمس الأراضي الأوكرانية منذ بدأ الغزو وحوّلت مدنا وبلدات إلى ركام فيما قتل آلاف المدنيين. لكن في خطابه أمام البرلمان في كييف الأربعاء، استبعد زيلينسكي احتمال تخلي أوكرانيا عن جزء من أراضيها مقابل تحقيق السلام ورفض أي تجميد للنزاع. وقال في خطابه أمام النواب حيث رفع علما أوكرانيا والاتحاد الأوروبي إن "على روسيا أن تخسر الحرب أمام أوكرانيا. ذلك لا يعني تجميد القتال أو أي مبادلة لأراضي أوكرانيا أو سيادتها". وأشار إلى أن الأولوية في "خطة النصر" المكوّنة من خمس نقاط هي التكامل بشكل أفضل مع حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال إن "النقطة الأولى في دعوة إلى الناتو الآن"، مشيرا إلى أن موسكو تقوّض أمن أوروبا منذ عقود نظرا إلى أن كييف ليست طرفا في لحلف العسكري. في هذا الصدد، أعلن الأمين العام للحلف مارك روته أن "خطة النصر" ستناقش في قمة وزراء دفاع دول الناتو التي تبدأ الخميس في بروكسل وتستمر يومين. وقال روته "لا شك أنها ستكون على الطاولة هذا الأسبوع"، مضيفا أن "من الواضح" أن الحلفاء يناقشون الخطة التي تدعو إلى زيادة الدعم الغربي بما في ذلك دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. * الكرملين يراها خطة "عابرة" - دعا الرئيس الأوكراني حلفاء بلاده الغربيين أيضا إلى رفع القيود على استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى ليكون بإمكان كييف استهداف المواقع العسكرية الروسية في عمق روسيا كما داخل الأراضي الأوكرانية المحتلة. من جهته، سارع الكرملين للتقليل من أهمية خطة زيلينسكي واصفا إياها بأنها "خطة سلام عابرة". وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "خطة السلام الوحيدة الواردة هي بأن يدرك نظام كييف مدى عقم السياسة التي يتبعها ويفهم بأن عليه أن يصحو". بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن خطة زيلينسكي تعني "متاعب لأوكرانيا والشعب الأوكراني". وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن زيلينسكي "يدفع دول حلف شمال الأطلسي الى الدخول في نزاع مباشر مع بلادنا" مضيفة "إنها بالتأكيد ليست خطة، إنها مجموعة من الشعارات غير المتماسكة... الصادرة عن قاتل من النازيين الجدد". طالبت روسيا كييف بالتخلي عن الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل في شرق وجنوب أوكرانيا كشرط لمحادثات السلام. وأعلن الجيش الروسي أثناء خطاب زيلينسكي بأن قواته سيطرت على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا حيث تتقدم بشكل ثابت. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأنه تم "تحرير" قريتي نيفسكي وكراسني يار، فيما نشرت تسجيلا مصورا يظهر أبنية مدمّرة في نيفسكي حيث رفعت الأعلام الروسية. * "ائتلاف المجرمين" - في خطابه، انتقد زيلينسكي كلا من الصين وإيران وكوريا الشمالية لدعمها لموسكو، مجددا اتهاماته لبيونغ يانغ بإرسال مواطنيها للعمل في المصانع الروسية والقتال إلى جانب قواتها. وقال للنواب إن "ائتلاف المجرمين إلى جانب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يشمل بالفعل كوريا الشمالية"، مضيفا "يرى الجميع الدعم الذي يقدمه النظام الإيراني لبوتين وتعاون الصين مع روسيا". ورفضت كييف أي خطط أخرى لإنهاء الحرب بما في ذلك تلك التي طرحتها البرازيلوالصين، مشيرة إلى افتقارها إلى الضمانات لأمن أوكرانيا أو سيادتها وسلامة أراضيها. وبخلاف "صيغة السلام" التي وضعها زيلينسكي وتنص بأن على روسيا سحب جميع قواتها من الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليا، لم يقدم الرئيس الأوكراني قبل الأربعاء تفاصيل كثيرة عن "خطة النصر". وزار القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي في مسعى للترويج للخطة وضمان حصولها على أكبر قدر ممكن من الدعم، في وقت يرتبط أي دعم مستقبلي لها من واشنطن بنتيجة الانتخابات الأميركية المقررة الشهر المقبل. وذكر الأربعاء بأنه ناقش ملحقا سريا ل"خطة النصر" مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لنشر "حزمة ردع استراتيجية غير نووية" على الأراضي الأوكرانية تمنع أي هجمات روسية مستقبلية بعد انتهاء الحرب. وأكد بأنه سيستعرض "خطة النصر" كاملة خلال قمة للاتحاد الأوروبي مقررة الخميس، مطالبا بمزيد من الدعم الغربي. من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء إن برلين تريد استكشاف سبل إنهاء الحرب، مؤكدا أن ذلك يجب أن يحدث بالتنسيق مع كييف. وقال شولتس أمام البرلمان الألماني "إلى جانب الدعم الواضح لأوكرانيا، حان الوقت لأن نفعل كل ما في وسعنا لاستكشاف كيفية الوصول إلى وضع لا تستمر فيه هذه الحرب إلى أجل غير مسمى"، مضيفا أنه منفتح على إجراء محادثات تشمل بوتين.