الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الندوات والمؤتمرات واللقاءات الصحفية والمعارض تقام بعد الظهر وليس في الفترة الصباحية، أتساءل عن السبب في اختيار هذا الوقت انطلاقا من قناعة أن الصباح هو الأنسب لمثل هذه الأنشطة على اعتبار أن المشاركين -سواء متحدثين أو حضورًا- سيحضرون بطاقة الصباح بعد نوم كاف في الليل ثم وجبة فطور مهمة هي من أهم الوجبات حسب رأي المختصين. هذه الأنشطة يكون حضورها أحيانا من داخل وخارج المملكة وأظن أن وقت الصباح وقت عالمي مشترك وهو الأصل، في حين أن فترة ما بعد الظهر هي الاستثناء. المشاركة الصباحية للقادمين من خارج المملكة ستجعلهم يستفيدون من فترة ما بعد الظهر للزيارات المفتوحة والتسوق. من زاوية أخرى، حين تكون الفعالية هي النشاط الأول في صباح يوم جديد فهذا يعني التركيز الذهني والحضور النفسي والطاقة، وكل ذلك سيزيد فعالية المشاركة ويزيد عدد المشاركين، وهناك دراسات تربط بين الاستيقاظ المبكر والإنتاجية، ولعل السبب في ذلك أن الاستيقاظ المبكر هو نتيجة نوم مبكر، وهل هناك شك في الفوائد الصحية للنوم المبكر؟، وهذا يفسر لنا أن المدارس تبدأ في ساعة مبكرة. معرض الكتاب في الرياض هذا العام كان يبدأ في الساعة الحادية عشرة صباحا وهذا موعد متأخر من وجهة نظر شخصية، وقد يكون للمنظمين مبررات لهذا التوقيت. بشكل عام لا أحد يغيب عنه فائدة الصباح ومتعة الصباح وطاقة الصباح، ولن نقترح بداية الفعاليات في السادسة صباحا فهذا غير واقعي وقد لا يتفق مع نمط الحياة السائد الآن رغم أن الرأي العلمي يقول إن المدة من الساعة السادسة صباحا حتى العاشرة هي الوقت المثالي لنشاط الدماغ وإنتاجية الفرد التي تتضاعف في هذه الفترة مقارنة بفترة الظهر، لكن الموعد المتعارف عليه على مستوى العالم هو الساعة التاسعة صباحا وهو موعد غير مبكر وغير متأخر، وربما يكون مناسبا للجميع، والمعروف أن ساعات العمل حاليا في كثير من القطاعات تبدأ في هذا التوقيت. لعل هذا الموضوع يطرحه منظمو الفعاليات للنقاش وتبادل الرأي للوصول إلى البدائل المناسبة.