أوصتْ الأكاديميةُ الأمريكية لطب الأطفال (عام 2014)، بسرعة اعتمادِ تأخير وقتِ بداية الحصّة الأولى للمدارس إلى ما بعد الساعة (8:30 صباحا) ليتوافق هذا التوقيت مع إيقاع النوم البيولوجي الخاص بالأطفال والمراهقين، إذ يميلون للشعور بالنعاس والنوم في وقت متأخّر نسبيًا (بعد الساعة 11 مساء)، وهو ما يستدعي منطقيًا إعطاءَهم فرصة النوم لساعاتٍ أطول، والحضور للمدرسة في توقيتٍ متأخر نسبيًا، استنادًا على حقيقة أن السّاعة الحيوية للإنسان تكون في بدايةِ أوج عملها من حوالي الساعة (9 صباحا). وأظهرتْ دراساتٌ متواترة أن الحرمان المزمن من النوم خلال الليل لدى الأطفال والمراهقين، يرتبطُ بارتفاع نسبةِ حوادث السّيارات واضطراباتِ المزاج وزيادةِ الوزن، وانخفاضِ جودةِ الحياة ومستوياتِ العلامات والتحصيلِ الدراسي لديهم، مما حدا بالمركز الأمريكي للسّيطرة على الأمراض والتحكّم بها (عام 2015) أن يوصي بأن تبدأ دراسةِ طلاب المدارس في وقت مُتأخّر من الصّباح، حيثُ من المعلوم احتياج الأطفال والمراهقين إلى النوم بمعدّلٍ يتراوح (بين 8.5 إلى 9.5 ساعة) ليليًا، وهو ما يتعارضُ مع التوقيت التقليدي المبكّر جدًا لبداية اليوم الدراسي. وحديثًا (عام 2019)، أقرّت الأكاديميةُ الأمريكية لطب النوم، الإرشادات العلمية بضرورة تأخيرِ وقت بداية اليوم المدرسي إلى حوالي السّاعة (8:45 صباحًا)، لتحسّن الأداءِ الذهني والأكاديمي لطلاّب المدارس والحفاظ على مُقدّراتهم العقلية والنفسية، وتجنّب تأخّرهم وغيابهم عن المدرسة، وهو متوافقٌ مع ما يؤيّده الدكتور باول كيلي، المُتخصّص في علم النوم والأعصاب ونمطِ السّاعة الحيوية ببريطانيا. أرى ضرورة دراسة ومراجعة أوقات بدء الدوام الصباحي للمدارس في المجتمع السّعودي، واعتماد أُسس وآلياتٍ علْمية واجتماعية وعَمَلية تُحاول ضمان نوم الأطفال والمراهقين لساعاتٍ كافية خلال الليل، ثم استيقاظهم للمشاركة المُتأنّية في النشاطاتِ الصباحية التعبّدية أو الرياضية أو الاجتماعية قبل انخراطهم في نشاطهم الذّهني التعليمي، حيث اتضح علميًا ما لتأخير وقت الحصّة الأولى من أثرٍ إيجابي على صحّتهم البدنية والنفسية وتحصيلهم الدّراسي، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بضبطِ واختصار جدول التوقيت الزمني المُخصّص للحصصِ التعليمية والأنشطة المُختلفة بشكلٍ يضمن الجودةَ والفعالية وحفظ أوقات وطاقات المُدرسين والطلبة، كما أقترحُ إجراء استقصاءٍ للرأي بهذا الخُصوص يشمل المُدرّسين والقادة، العاملين في أرضِ الميدان الدراسي.