لا عيب في أن تخسر النتيجة في كرة القدم؛ لكن العيب كل العيب هو أن تخسر شخصيتك وهيبتك وسمعتك على صعيد القارة بعد أن استطعت أن تلفت انتباه العالم أمام أبطال العالم في قطر قبل سنتين، وما لم يستطع أن يفعله الإيطالي روبرتو مانشيني بالمنتخب السعودي داخل الملعب أمام المنتخب الياباني أصرَّ أن يكمله في المؤتمر الصحفي حين أكد بشكل فج وغبي أن المنتخب السعودي غير قادر على منافسه اليابان على صدارة المجموعة، وأنَّ طموحه لا يتعدى منافسة المنتخب الأسترالي على البطاقة الثانية!. إن كنت سأتفق مع مانشيني على جزئية فهي أنَّ الأخضر معه قد لا يكون قادرًا حتى على مجاراة المنتخب الأسترالي الذي لا يعيش اليوم أفضل حالاته؛ بل سيضع الجميع قلوبهم حتى أمام منتخبات أقل فنيًا من اليابان وأستراليا، مع بقاء الأمل والدعاء بأن تسير الأمور لصالح الأخضر في المرحلة القادمة!. هذا المدرب فاقد للثقة بالمجموعة التي يدربها، وفاقد الشيء لا يعطيه، وكما أدار ظهره للجميع قبل انتهاء ركلات الترجيح أمام المنتخب الكوري الجنوبي في كأس آسيا الماضية، هاهو يدير ظهره للاعبيه، ويخرج قبل وبعد كل مباراة بأحاديث تؤكد أنَّ هذا المانشيني يسلب من الأخضر أهم أسلحته التي كان يواجه بها منافسيه في الماضي حتى حين كانوا أفضل منه فنيًا، وهو سلاح الروح والقتالية والثقة!. استمرار مانشيني المرتبك بأفعاله وأقواله هو رهان خاسر يقوم به اتحاد القدم على مدرب لم يستطع خلال عامٍ كامل أن يصنع للأخضر السعودي هوية واضحة وشخصية فنية متزنة، ولم يستطع خلال هذا العام أن يضع أي بصمة على أداء منتخبنا؛ وأثبت فشله كذلك في إدارة أمور الأخضر خارج الملعب وفي غرفة الملابس، وفشل في كل مرة يظهر فيها إعلاميًا في إقناع الشارع الرياضي، وفشل في صنع توليفة مستقرة للمنتخب، وظهر ذلك جليًا في اختياراته التي تؤكد أنَّه لا يتابع الدوري السعودي جيدًا، ولا يقرأ الخصوم جيدًا، وفشل فشلًا ذريعًا في التنظيم الدفاعي الكارثي الذي يظهر جليًا في الكرات العرضية التي استقبل منها المنتخب السعودي 3 أهداف في آخر مباراتين، وفشل فشلًا أكبر في الجانب الهجومي الذي ظهر به الأخضر بشكل عشوائي ومخجل خلال هذه المباريات الثلاث بما فيها مباراة الصين التي خطف فيها الأخضر فوزًا صعبًا برأسيتي كادش!. نعم يا سيد مانشيني.. هذا المنتخب السعودي الذي تقدمه لنا لا يستطيع أن ينافس على الصدارة التي حققها في تصفيات 2022 بوجود اليابان وأستراليا، وحينها بالمناسبة كان الدوري السعودي يسمح بتواجد 7 لاعبين أجانب مع كل فريق، ولم يكن هيرفي رينارد يشكو من هذا العدد، ولم يكن يقلل من المنتخب السعودي، ولا من قدرات لاعبيه، ولم يختلق الأعذار قبل وبعد المباريات، بل آمن باللاعبين وعزز فيهم الثقة وفجَّر كل طاقتهم وقدراتهم، ولم يرفع الراية البيضاء حتى حين تأخر فريقه بهدف أمام ميسي ورفاقه في كأس العالم؛ لأنه كان يعمل ويثق بعمله، ولأنه كان يأمل ويقاتل لتحقيق أمله، ولم يكن مدربًا متشبعًا ومشبعًا بالشهرة والغرور، وهو ما يؤكد أنَّ المنتخب السعودي لا يحتاج لمدرب عالمي مشهور بقدر حاجته لمدرب طموح ومقاتل يعمل بلا كلل، ويبحث عن الحلول أكثر من بحثه عن الأعذار كما يفعل مانشيني!.