أكد الرئيس التنفيذي للأكاديمية المالية مانع بن محمد آل خمسان "أن ملتقى الأكاديمية المالية 2024 يمثّل الحدث الأكبر على المستوى الوطني في مجال تنمية وتطوير الكوادر البشرية في القطاع المالي السعودي". وقال يجمع الملتقى قادة القطاع والخبراء لتبادل الأفكار والخبرات حول أفضل الممارسات والحلول المبتكرة التي تساهم في تعزيز التطور المؤسسي ويتيح الملتقى فرصة استثنائية لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، واستكشاف التجارب العالمية الناجحة لتطبيقها في تطوير السوق المالي بالمملكة. وأضاف آل خمسان، "يعد الملتقى عنصراً محورياً في المبادرات الاستراتيجية الهادفة لدفع عجلة تطور القطاع المالي والحفاظ على استقراره ومتانته، وهو أحد الملتقيات الهادفة لبناء وإعداد القدرات البشرية؛ للإسهام في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، وتطوير القطاع المالي وفق استراتيجية مستقبلية متكاملة وشاملة".. وإليكم ما دار في الحوار: كيف تقيمون واقع التدريب في قطاع الخدمات المالية في المملكة، وما الاستراتيجيات التي تتبعها الأكاديمية المالية لمعالجة التحديات وتعزيز الفرص في هذا المجال ؟ * عملت الأكاديمية المالية على دراسة واقع التدريب في قطاع الخدمات المالية لتحديد التحديات والفرص المتاحة. وقد كشفت الدراسة أن حجم الإنفاق على التدريب في عام 2022 بلغ 788 مليون ريال سعودي، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.017 مليار ريال سعودي بحلول عام 2026. هذا النمو يعكس أهمية التدريب في تعزيز كفاءة العاملين وتطوير مهاراتهم بما يتماشى مع التحولات التي يشهدها القطاع. أحد التحديات الرئيسة التي تم تحديدها هو جودة البرامج التدريبية المتاحة محليًا، لا سيما في التدريب التقني والقيادي. وقد استجابت الأكاديمية لهذا التحدي من خلال جهود متواصلة لتحسين جودة البرامج التدريبية المقدمة محليًا. نعمل على تطوير شراكات استراتيجية مع مؤسسات تدريبية دولية لتقديم برامج تلبي احتياجات القطاع بمعايير عالمية داخل المملكة، مما يسهم في توفير تدريب عالي الجودة دون الحاجة إلى الاستعانة بالبرامج الخارجية. إلى جانب ذلك، تركز الأكاديمية على تطوير المهارات التقنية التي تشهد طلبًا متزايدًا، مثل التكنولوجيا المالية والمدفوعات الرقمية، والتي تعد محورية للتحول الرقمي في القطاع المالي. كما نحرص على تقديم برامج تدريبية محدثة تتماشى مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى الشهادات المهنية المعترف بها عالميًا، لتعزيز قدرة المتدربين على مواكبة التطورات السريعة في هذا المجال. يعد الملتقى منصة فريدة للحوار المباشر غنية بالمحتوى الحصري والمتخصص، ما أهم الموضوعات داخل القطاع المالي التي سيتناولها الملتقى ؟ * يمثّل ملتقى الأكاديمية المالية 2024 الحدث الأكبر على مستوى المملكة في مجال تنمية وتطوير الكوادر البشرية في القطاع المالي حيث يجمع الملتقى قادة القطاع والخبراء لتبادل الأفكار والخبرات حول أفضل الممارسات والحلول المبتكرة التي تساهم في تعزيز التطور المؤسسي. ويتيح الملتقى فرصة استثنائية لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، واستكشاف التجارب العالمية الناجحة لتطبيقها في تطوير السوق المالي بالمملكة. وتشمل جلسات الملتقى مناقشة مواضيع رئيسية مثل "القيادة في عصر التقنية والابتكار" و"التفوق في ظل المتغيرات المتسارعة: بناء ثقافة التعلم المستمر"، و"دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية في بيئات العمل الحديثة" و"التدريب وتطوير المواهب لتحقيق الاستدامة". وستشهد الجلسات مشاركة نخبة من أصحاب المعالي والرؤساء التنفيذيين والخبراء الماليين، الذين سيقدمون رؤاهم حول هذه الموضوعات الحيوية. إلى جانب ذلك، سيُقام على هامش الملتقى مجموعة من ورش العمل التفاعلية التي تمنح المشاركين فرصة النقاش حول موضوعات مهمة مثل دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير المواهب، وقياس أثر التدريب لتحسين تجربة المتدربين، بالإضافة إلى التركيز على الاستدامة المؤسسية من خلال ربط تطوير الكفاءات بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG). هذه الورش والأنشطة تعكس التزام الأكاديمية بتطوير رأس المال البشري بما يتوافق مع الاحتياجات العالمية والتحديات المستقبلية تاريخ طويل بدأت فيه الأكاديمية المالية أعمالها في مجال التدريب.. إلى أين وصلتم بعد كل تلك الخبرات ؟ * منذ إنشائها في عام 2020 م، تسعى الأكاديمية المالية إلى تسخير كافة إمكاناتها المادية والبشرية لتقديم خدمات تخصصية عالية المستوى تُساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتطوير القطاع المالي وفق استراتيجية مستقبلية متكاملة وشاملة، إضافة إلى تقديم مُنتجات ومهارات مُتطورة وتعزيز الابتكار في مجال الخدمات المالية لأعلى المستويات العالمية. ومع تواصل الجهود لتطوير القطاع المالي ليكون ركيزة أساسية في ترسيخ محاور رؤية المملكة نحو مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، فإن الأكاديمية قدمت منذ نشأتها أكثر من 4500 برنامج تدريبي استفاد منها أكثر من 80 ألف متدرب، كما قدمت 43 شهادة مهنية تقدم لها أكثر من 220 ألف مختبر. من شركاء النجاح للأكاديمية المالية ؟ وكيف يتم التعاون والتنسيق بينكم ؟ * شركاء النجاح للأكاديمية المالية هم جزء أساسي من مسيرتها نحو تحقيق التميز. تتعاون الأكاديمية مع أكثر من 40 مؤسسة محلية ودولية رائدة، بما في ذلك جامعات عالمية وكليات ومراكز تدريبية متخصصة، مما يتيح لها تقديم برامج متطورة وحلول مبتكرة تلبي احتياجات السوقين المحلي والدولي. يتم التعاون والتنسيق مع هذه الشراكات الاستراتيجية عبر إقامة شراكات طويلة الأمد تركز على تطوير الكفاءات البشرية، وتعزيز جودة البرامج التدريبية، والابتكار في تقديم الحلول المتخصصة. من خلال هذه الشراكات، تتمكن الأكاديمية من تحقيق نمو مستدام، تحسين استخدام الموارد، وتعزيز قدرتها على الابتكار. الشراكات الفعالة تمثّل ركيزة أساسية لدفع عجلة التطور وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للأكاديمية. مع تعزيز العلاقات الوثيقة مع أصحاب المصلحة لضمان استمرارية النجاح المشترك. ما أبرز البرامج التي تقدمها الأكاديمية المالية في تطوير القادة ؟ * عملنا على تلبية الاحتياجات التدريبية للقطاع المالي من خلال دراسة دقيقة لتلك الاحتياجات وتخطيط برامج متخصصة تلبي متطلبات القادة الحاليين والمستقبليين. يأتي ذلك ضمن جهود الأكاديمية لدعم مسيرة التطوير المؤسسي وتحقيق التميز في القيادة المالية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. تتميز هذه البرامج بالتنوع والمرونة، حيث تم تصميمها بالشراكة مع خبراء محليين ودوليين لتقديم تجربة تدريبية عالية الجودة تلبي متطلبات السوق المالية المتغيرة. ومن أبرز البرامج التي تقدمها الأكاديمية: برنامج "قادة المستقبل المالي" الذي يركز على تأهيل المديرين التنفيذيين والمرشحين للمناصب القيادية لمواجهة التحولات السريعة في القطاع المالي. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز مهارات استشراف المستقبل وإدارة المخاطر، ويتميز بتعاونه مع خبراء دوليين، مما يضمن تقديم حلول تدريبية مبتكرة تواكب التطورات العالمية. برنامج "الرئيس التنفيذي القادم" الذي تم تصميمه خصيصًا للأكاديمية المالية لتلبية احتياجات القادة التنفيذيين. يعتمد هذا البرنامج على مزيج من الزيارات الميدانية ومقابلات مع صناع القرار والرؤساء التنفيذيين، مما يتيح للمشاركين فرصة فريدة لاكتساب الخبرات العملية المباشرة وتبادل الأفكار مع القيادات العليا في القطاع. كما تتعاون الأكاديمية مع جامعات ومعاهد دولية لتقديم "برامج تدريبية دولية"، مثل برنامج "الحوسبة السحابية وإدارة البيانات المالية" بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا بيركلي. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز مهارات القادة في استخدام التكنولوجيا المالية وتحليل البيانات، بما يعزز من قدرتهم على تحسين الأداء المؤسسي في ظل التحولات الرقمية المستمرة. تسهم هذه البرامج في بناء جيل من القادة الماليين المتمكنين من مواجهة تحديات المستقبل، مع تركيز على الابتكار والتحول الرقمي لدعم استدامة القطاع المالي. كيف تتعاون الأكاديمية المالية مع المؤسسات المالية والجهات الرقابية لتحديد الفجوات في المهارات وتصميم برامج التدريب وفقاً لذلك ؟ * تتعاون الأكاديمية المالية بشكل وثيق مع المؤسسات المالية والجهات الرقابية لتحديد الفجوات في المهارات التي يحتاجها القطاع المالي. يتم هذا التعاون من خلال إجراء دراسات دقيقة وتحليلات سوقية شاملة بالتنسيق مع هذه الجهات لتقييم احتياجات الكوادر البشرية وتحديد المهارات التي تتطلب تطويرًا. بناءً على هذه التحليلات، تعمل الأكاديمية على تصميم برامج تدريبية مخصصة تهدف إلى سد هذه الفجوات وتطوير الكفاءات بما يتماشى مع المتطلبات الحالية والمستقبلية للقطاع المالي. هذه البرامج لا تُصمم فقط لتلبية الاحتياجات الفورية، بل تركّز أيضًا على التطور المهني المستمر للمتدربين، مما يضمن قدرتهم على مواكبة التطورات السريعة في القطاع المالي. علاوة على ذلك، يتم مراجعة وتحديث هذه البرامج بشكل دوري بالتعاون مع الشركاء لضمان ملاءمتها لأحدث المعايير التنظيمية وأفضل الممارسات العالمية، مما يعزز من فعالية التدريب ويضمن رفع مستوى الأداء في المؤسسات المالية. عملت الأكاديمية المالية على دراسة واقع التدريب في قطاع الخدمات المالية لتحديد التحديات