على مدى تاريخها الحافل بالعطاء رسخت المملكة مكانتها كواحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في العالم، ووصل فيض هذه المساعدات ل(171) دولة حول العالم في مسيرة عطاء تتمثل كنهر خير من أجل الإنسان، دون أن ترتبط هذه المساعدات بهدف تحقيق مكاسب دبلوماسية أو التأثير على قرار سياسي، وكذلك دون النظر إلى دين أو عرق. مملكة العطاء وحاضنة الخير قدمت للعالم ومازالت تجارب مضيئة في دعم الإنسانية ومساعدة الفقراء والمتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات، بل وتذهب إلى أبعد من ذلك بتقديم المساعدات التنموية الإنسانية الهادفة لاستدامة التنمية بما يعود على الشعوب بالخير العظيم والمنفعة الدائمة، ويصون كرامة الإنسان. المملكة تعيش حالة تفاعل دائم مع قضايا الإنسان في كل مكان عند وجود أي محن أو كوارث، فتسيّر الجسور الجوية وتجنّد المتطوعين لإغاثة الضحايا؛ مستشعرة دورها الإنساني المستمد من الشرع القويم. وفي سياق هذا التفاعل أعلنت المملكة عن تقديم دعم مالي شهري للأشقاء في فلسطين، للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، لتخفيف آثار المعاناة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة للقوانين كافة والأعراف الدولية، وكذلك تقديم مساعدات طبية وإغاثية للشعب اللبناني الشقيق لمساندته في مواجهة الظروف الحرجة الراهنة، وهو ما يؤكد على مركزية قضية فلسطين والاهتمام بالقضايا العربية باعتبارها قائدة للعالم العربي والإسلامي ودولة ذات تأثير كبير في هذا العالم. في كل مرة تؤكد المملكة ريادتها، حاملة لواء الإنسانية، حتى باتت أيقونة عطاء تلهم العالم وتقدم أنموذجاً في دعم البشرية، يؤكد ذلك الأرقام والحقائق وتشهد عليه شعوب العالم التي وصلت إليها المساعدات السعودية، وتقول به المنظمات الدولية. وفي عالم تتقاذفه الصراعات تبرز المملكة كدولة سلام مستلهمة ذلك من قيادتها الحكيمة وشعبها الأصيل، لتواصل نهجها في خدمة الإنسانية.