ما أجمل الكتابة للوطن وعن الوطن، ما أجملها حدّ الانتشاء والارتواء، فهي كتابة لا تُشبهها كتابة وتطواف باذخ حول رياض العز والألق، وتحليق عال نحو سماوات الفخر والمجد. تعيش المملكة العربية السعودية في مثل هذه الأيام الرائعة أجمل أيامها الموشحة بلون الفرح الذي يرسم مجد وطن يعشق النهار ويزهو بالفخر. فالوطن الذي بنته سواعد الآباء وحمته دعوات الأمهات، هو "بيت القصيد" الذي تتألق أشعاره المجيدة وتتأنق قوافيه الفريدة. تمر الذكرى ال 94 لتأسيس هذا الوطن الشامخ الذي أصبح علامة فارقة في مسيرة الأمم، ليتحوّل الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام إلى مبايعة وطنية عفوية، توثقها قلوب وعقول أبناء وبنات هذه الدولة العزيزة، تجديداً لعهد الولاء وتأكيداً على معنى الوفاء. في يوم الوطن الذي لا يُعادله يوم، يتوشح الوطن، كل الوطن، بحلته الخضراء التي تغطي كل الميادين والمدن والقرى والمباني والبيوت والشاشات، ولكن قبل كل ذلك، توشحت بها القلوب والأرواح المتيمة بعشق هذا الوطن الجميل. الثالث والعشرون من سبتمبر ليس مجرد يوم في روزنامة الأيام، بل هو "قصة وطن" يعشق الريادة ويتوق للصدارة، في يوم الوطن ترقص "العرضة السعودية" على إيقاع الرجال، ويصدح النهام بمواويل البحر واليامال، وتتبختر "الخطوة الجنوبية" في جيد الجمال. ما أجمل الكتابة التي بوصلتها نحو الوطن، فهي كتابة تعشق الكتابة، بل هي كتابة تتحدى الكتابة. الكتابة للوطن أمنية مضمخمة بالعشق. الكتابة للوطن رحلة ماتعة إلى سماوات الفخر. في يوم الوطن المجيد تتوحد الدعوات والأمنيات وتنتشي الأفراح والأغنيات، ويُرفرف "الخفاق الأخضر" لهذا الوطن الذي "يحمل النور المسطَّر". يمر "يوم الوطن" ونحن نعيش أجمل الأيام وأزهى الأمنيات التي تتحقق أمام أعيننا وقلوبنا. نعم، فنحن نحلم ونُحقق كل تلك الأمنيات والأحلام التي نراها تتجسد على أرض الواقع في كل لحظة وعلى امتداد الوطن، كل الوطن.. حفظ الله وطننا وزاده رفعة ومكانة، في ظل قيادة حكيمة ورشيدة، وضعته في صدارة الفخر والمجد.