الكتابة عن الوطن، أشبه بتطواف أنيق حول سماوات الفرح وفضاءات الألق، لأنها نبرة حرف شجي تنسج صفحات المجد المترعة بعشق التراب الذي صنع "قصة وطن" يعشق الخلود. الكتابة عن الوطن، بوح عال من الوجد والهيام تُطرزه معاني الوفاء وتغزله قيم الولاء، لأنه أي الوطن يستحق الكتابة التي تبحث عن فيافي السحر وخلجات الدهشة. في يوم الوطن، تتأنق الكلمات وتتسامق الأمنيات. في يوم الوطن، تُحلّق الأماني وترقص الأغاني. في يوم الوطن، يُعزف نشيد الفرح وتُرسم لوحة العشق. تلك المقدمة العذبة في حب الوطن، قد تكون مدخلاً جميلاً للكتابة بشيء من الواقعية عن مظاهر التعبير والاحتفال بحب الوطن في يوم ذكراه المجيد. القصائد والأغاني والأهازيج والرقصات والأمسيات واللافتات والعبارات والإعلانات والتهنئات وغيرها من ملامح الفرحة بالوطن، نحتاجها حد التوهج لأنها تعكس معاني الحب والوفاء والولاء لهذا الوطن الرائع، ولكنها رغم أهميتها وروعتها ليست سوى أشكال وأساليب ومستويات بسيطة للتعبير الحقيقي عن حب الوطن. في هذه الأيام الرائعة التي عنوانها الأثير هو حب الوطن، ما أحوجنا لابتكار ألوان وأساليب جديدة ومختلفة للتعبير عن حبنا وعشقنا ووفائنا لهذه الأرض الطيبة التي نفخر بها حد الفرح. ليكن حبنا للوطن، دعوة صادقة نرفعها جميعاً لنبذ كل مظاهر الطائفية والعصبية والقبلية والفئوية والعرقية، لأن هذا الوطن الرائع يزداد جمالاً وتألقاً وقوة بتعدده وتنوعه. ليكن حبنا للوطن، وقفة حازمة نقفها جميعاً ضد كل ملامح الفساد والخداع والغش والسرقة والواسطة والمحسوبية، لأن كل هذه الملامح السلبية وغيرها تسببت ومازالت في تعطيل عجلة التنمية الوطنية. ليكن حبنا للوطن، صورة مشرقة يحملها شبابنا وشاباتنا لاسيما في دول الابتعاث تُبرز منظومة القيم والأخلاقيات والسلوكيات الجميلة التي زُرعت أو هكذا يجب في هذه العقول الفتية والقلوب الطرية، فهم مستقبل الوطن ومصدر فخره. ليكن حبنا للوطن، مراجعة شفافة وشاملة لعلاقتنا التبادلية بهذا الوطن الرائع الذي نعشق الانتماء إليه، وليكبر هذا السؤال في مثل هذه الأيام الوطنية المهمة: ماذا قدمنا لهذا الوطن؟ ليكن حبنا للوطن، صرخة مدوّية في وجه كل من يُريد العبث بمقدراتنا والنيل من وحدتنا الوطنية وزرع الفتنة بيننا، لأن الوطن هو سفينتنا التي ستُبحر بنا جميعاً لشواطئ الأمان والاستقرار والنماء. لنحتفل بوطننا كما نشاء، فهو حق لنا وعلينا، والوطن يستحق كل ذلك وأكثر، ولكننا بحاجة ضرورية حد الإلحاح لأن نرفع شعار "بنا جميعاً بلا استثناء.. وطننا أكثر منعة وقوة". [email protected]