لماذا شهر سبتمبر وخاصة الثالث والعشرين منه له طعم مختلف لدى السعوديين؟! هو ليس سؤالاً صعباً؛ لأن إجابته تغطي كل ما حولنا، بدءاً من بناء دولة متحضرة عظيمة انطلقت من صحراء يقل فيها المطر والغذاء بأجواء صيفها ساخن جداً وشتاؤها قارس، إلى دولة عظيمة أثبتت أن المناخ والصعوبة المعيشية، ليسا عائقاً أمام من يريد الارتقاء، لتنهض بدون موارد وتعلو تحت راية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- قوية بترابط أهلها ووحدتهم مع قيادتهم.. لا يقف أمامهم شيء في سبيل الوطن. وحينما حضرت الموارد ونعم الله كانت سبيلاً في صنع الإبداع كيف لا؟! وهي تتحد وتتوافق مع الفكر الراقي الذي تدار به هذه البلاد لتؤسس المملكة العربية السعودية لنفسها كل أسباب التقدم نحو الأمام، وما زالت تبحث عن الأفضل.. لتظهر كسمة ليست طارئة على هذا البلد أثناء إعلان توحيد البلاد وحتى يومنا هذا.. لتفرح المملكة العربية السعودية ومعها كل من يحبها في 23 سبتمبر وتزهو بأفضل الحضور لأجل استعادة وتجديد مواثيق وعهود الولاء لهذا البلد العظيم. هي فرحة تنبع من الإيجابيات التي وجدها أهل هذه البلاد على مدى 94 عاماً بعدما أرسى المؤسس القواعد وبنى الدولة، لنتذكر ذلك بفرحة استعادة السعودية وحدتها وشخصيتها وهُويتها الطبيعية ،بلد يرفض التبعية والتعدي على الآخرين.. ليكون من حقنا أن نتذكر أصحاب الفضل علينا.. ندعو لهم نتذاكر سيرتهم العظيمة.. لن نغفل والدينا وكل من له فضل علينا، وما بالك إذا كان الفضل استقراراً لك ولأجيالك.. أمن ونعيم دنيوي.. لن نمل من تذكر عبق المؤسس العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-.. هذا الرجل الذي يوجد الآن في قلب الرياض وتحديداً في مقبرة العود، هذا الرجل الذي تمكّن من تحويل حلم أهل الجزيرة العربية إلى حقيقة بإعلان المملكة العربية السعودية البلد العظيم. المسيرة امتدت لملوك ارتقوا بهذه البلاد، وفي العهد الزاهر لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بدا أن الشأن الوطني قد احتاج إلى متغيرات وقفزات ليستمر على رخائه ويوسع خطوات الارتقاء، ولذلك جاء الفكر الذكي المميز الذي حمله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- ليرتقي بها من جديد، هذا الرجل الخلّاق الذي استعان أيضاً بأذكيائها لارتقائها، لتكون رؤية 2030 معبراً أمثل عن المستقبل الذي ننشده وجودة الحياة التي نريدها والخطوات الواسعة التي علينا أن نقطعها لنواكب العالم المتقدم صناعياً واقتصادياً ولا بأس أن يكون أيضاً ثقافياً ومجتمعياً فيما يخدم ذلك الرقي دون أن يخل بما نؤمن به. نعم نحتاج إلى الاحتفال والتذكير بالمنجز، بأبطاله بمن صنعوا التاريخ، نحتفل بهم بذكراهم.. ندعو لهم.. والأهم أن ننقل امتداد الولاء والحب لهذا الوطن ومؤسسيه إلى أبنائنا يضعوا هذا الوطن داخل قلوبهم.. نعيد لهم ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا من تضحية وولاء مطلق لهذا الوطن، نرسخها في عقولهم.. نسقيهم حبه نقياً صافياً حلو المذاق.. نخبرهم أن ما نحتفل به هو تاريخ أمة ومسيرة بطل.. مسيرة الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.. رجل صنع التاريخ.. حوّل الشتات وحدةً، والخوف استقراراً وأمناً، سأخبرهم كيف كان الوطن قبل ذلك اليوم المشهود وكيف هو بعده.. وسأقول لهم إن من لا يقشعر بدنه حين سماع نشيده الوطني والأهازيج التي تتغنى به.. لا يستحق أن يعيش على أرضه.