ما معنى اليوم الوطني؟! هو سؤال متجذر تقرأ فيه إجابات متعددة.. لكن محتواه واحد يصب في معنى واحد خاص بالفخر والاعتزاز، وبين هذا وذلك وإن تحملت تبعية أسئلتي إلا أنني أجد أنه يحق لي أن أقتحم مفهوم الوطنية وجوهرها وأتمنى أن أفعل ذلك بهدوء وروية، فبدون شك إن الوطن ليس كلمة أو يوماً بعينه، بقدر ما هو أخلاقيات عميقة ممتدة في الدم والقلب والتراب وكل من ينتمي لك أرضاً ووطناً. في سعوديتنا العظيمة المملكة العربية السعودية.. لا يلتبس علينا مفهوم الوطنية وندركه جيداً من منطق الحق واتباعه، نَهُبّ مدافعين عن قيمنا والحقيقة الصادرة منّا والثبات مع قادتنا في خندق واحد، نرفض المساس بمصداقيتنا وأخلاقنا المتجذرة.. نعمل بما تربينا عليه من مجموعة الأدبيات السامية المنقولة من الآباء والأجداد، من يدرك ذلك من المؤكد أن يعي جيداً أن لا وطنية صادقة بدون التزام أخلاقي بمبادئ الوطن وأهل الوطن وقادته.. منها تعلّمنا كيف نضع حداً فاصلاً وحاسماً بين الصح والخطأ، بين المبادرة المدروسة والتهور، رسّخ فينا كيف نحافظ على هويتنا، وكيف نستمر منتصرين لها. حينما نعايش يومنا الوطني وجب أن تُبصر الكتابة والألفاظ المشاعر.. تستقي المعاني من طفل توشح بالأخضر، ومن فتاة أرادت أن تطل برأسها من سيارة والدها لتكون قريبة من راية التوحيد الخضراء التي تلوح بها.. يوم الوطن هو يوم التذكير بالمنجز، بأبطاله، بمن صنعوا التاريخ، نحتفل بهم،بذكراهم.. ندعو لهم.. والأهم أن ننقل الولاء والحب لهذا الوطن ومؤسسيه ونمده إلى أبنائنا ليضعوا هذا الوطن داخل قلوبهم، نعيد لهم ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا من تضحية وولاء مطلق لهذا الوطن، نرسخها في عقولهم.. نسقيهم حبه نقياً صافياً حلو المذاق. ونؤكد لهم أن الفخر لنا لأن ما نحتفل به هو تاريخ أمة ومسيرة بطل.. مسيرة الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- رجل صنع التاريخ، وحوّل الشتات إلى وحدة، والخوف إلى استقرار وأمن، نبيّن لهم كيف كان الوطن قبل ذلك اليوم المشهود وكيف هو بعده.. وسأقول لهم إن من لا يقشعر بدنه حين سماع نشيد الوطن والأهازيج التي تتغنى به لا يستحق أن يعيش على أرضه. نقول لهم إنه حب الأرض والبلاد والعباد الذين يسكنون فوق هذه الأرض، حب القائد والمنافحين عنه وتمني الخير والسؤدد له بل تفضيله على كل ما سواه، وثمة أمر آخر الإخلاص له الذي يصل إلى تقديم النفس فداء له.. سأعيد ما تربيت عليه على مسامعهم بأن الوطن مرتكز أخلاقي لا يقبل المساومة أو التنازل، عالق بالنفس والبال مع كل هواء نتنفسه مع كل صباح جديد نعيشه، يومنا الذي نعتز فيه. نخاطبهم بكلمات الاعتزاز وشواهد كلها سمو واعتزاز، ليس لأننا نريد أن نتذكر بل لأجل أن نخرج ما في أنفسنا من محبة وانتماء له، تتحول معه مشاعرنا إلى كيانات عاطفية متدفقة لا تتحدث عنه إلا بأفخم العبارات، وأرقى الكلمات، نتذكر فيه المؤسس عبدالعزيز وآباءنا وكل الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، نسترجع أمجادهم وكفاحهم وفداءهم بأنفسهم لأجل ترابه، ندعو لهم على ما فعلوه من خير بنا، والأهم الدعوة بأن يستمر هذا الوطن رائعاً متحاباً متماسكاً حتى يرث الله الأرض وما عليها. وأختم بأن أقول لهم إن ما نحتفل به في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز الزاهر، وولي عهده محمد بن سلمان قائد الرؤية والمسيرة المظفرة، هو امتداد لخير عشناه في كنف هذا الوطن ولأجل مستقبل زاهر مقبلين عليه بإذن الله.. وإنه لا رهان إلا على حب الوطن، مؤكدين ذلك بثقافة وبرنامج عمل لا تنازل عنها، والأكيد أن الانتماء الحقيقي كما كل القيم العالية تعلو وتعلو أكثر إذا رسّخنا ذلك.