المملكة العربية السعودية كواحدة من أعظم الدول في العالم، تعد أثراً حياً ونموذجياً للقائد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي لم يكن فضله على أهل الجزيرة العربية حينما كان يحارب لأجل ارتقائهم الاجتماعي والاقتصادي والأمني فحسب، بل نبراساً للمسلمين بضمان أداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمان قائم.. في يوم العيد، نتذكر أصحاب الفضل علينا.. ندعو لهم، ونتذاكر سيرتهم العظيمة.. بالتأكيد لن نغفل بذلك عن والدينا وكل من له فضل علينا، فما بالك إذا كان الفضل استقراراً لك ولأبنائك.. أمناً ونعيماً دنيوياً.. من يكون صانع هذا بعد الله..؟ لن تكون الإجابة صعبة حتى لو وجهتها لإنسان بسيط.. بلا شك سيذكر المؤسس العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، هذا الرجل الذي يوجد الآن في قلب الرياض وتحديداً في مقبرة العود، هذا العظيم الذي تمكّن من تحويل حلم أهل الجزيرة العربية إلى حقيقة بصدور قرار توحيد المملكة العربية السعودية في 19 سبتمبر 1932. حديث الوحدة وبذل النفس والتضحية والإيثار لن يكفيه سطور عن رجل جمع شتات هذا البلد لأكثر من نصف قرن من الكفاح، فعبّر عن تطلعاتهم المشروعة وأحلامهم العزيزة بالعيش الآمن.. بعد أن عاشوا في فوضى حقيقية وفقر مدقع وتناحر جاثم وتهديد خارجي مستمر.. لقد صاغ ذلك في أهداف ملموسة، وحارب بلا هوادة من أجل الاستقرار والمعيشة الكريمة في شبه الجزيرة العربية، كانت قصة هذا الرجل العظيم إلهاماً حقيقياً لدولة أصبحت الآن من الأهم في العالم. في هذا العيد وكل عيد كما في ذكرى التأسيس ويومنا الوطني نستذكره.. وقد كتب أحد أهم قارئي التاريخ ومحلليه ومنظريه في القرن العشرين المؤرخ الصيني البروفيسور يانغ يان هونغ: "لقد كان الملك عبدالعزيز أحد العباقرة الذين قدموا لأممهم وأوطانهم خدمات جليلة بجهودهم الجبارة التي لا تعرف الكلل أو الملل، وأثروا في تطور المجتمعات البشرية وتقدمها نحو الغاية المنشودة، وسجلوا مآثر عظيمة في السجل التاريخي المفعم بالأمجاد الخالدة". في يوم العيد ندرك كما العالم والتاريخ أن مؤسس بلادنا شخصية عظيمة بحساب كل الموازين وكل المقاييس بل إنه ليفوق بعظمته كثيراً من الشخصيات التاريخية المألوفة لنا، فليس الملك عبدالعزيز زعيماً لأمة قائمة تحدَّدَ كيانها وتميزت مقوماتها، بل إنه زعيم لأمة حديثة أنشأها في أحلك الظروف الدولية وقادها إلى الحرية والرخاء وأقام لها كيانها الجغرافي والاجتماعي والثقافي والحضاري، وهذه ميزة كبرى لم يحظَ بها زعيم من زعماء العالم إلا القليلون، وبلا شك هو في أولهم لما اجتمعت له من خصال أخرى عديدة صنعت عظمته وأكدت زعامته فوق زعامة الزعماء. المملكة العربية السعودية كواحدة من أعظم الدول في العالم، تعد أثراً حياً ونموذجياً للقائد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي لم يكن فضله على أهل الجزيرة العربية حينما كان يحارب لأجل ارتقائهم الاجتماعي والاقتصادي والأمني فحسب، بل نبراساً للمسلمين بضمان أداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمان قائم، وحّد شبه الجزيرة المتبعثرة والمتناحرة تحت مظلة الكيان الواحد، وحارب لجعلهم يحصلون على وطن.. كان قائداً في الحرب.. وأخاً لطيفاً متسامحاً في السلم بشخصية قوية آسرة ومهابة تأثر بها كل من قابله، وبعدم تكلّفه في الحديث مع أبناء شعبه ورعيته، فضلًا عن كرمه وسخائه مع الجميع، فلم يكن ملكًا فقط، بل كان قدوة في أفعاله وسلوكياته. إن العيد بدون الذكرى العظيمة للملك المؤسس ليس خاصاً بنا، يتذكره السعوديون فقط.. ولكن يتذكره العالم، لقد جمع شتاتاً، وأقام دولة، وأسس كياناً واستقراراً لأعظم ثروة اقتصادية نقلت البشرية إلى آفاق أكبر، إنه باني الأمة وصانع المعجزة.. غفر الله له.. وأسعدنا بأبنائه جميعاً إلى الملك سلمان باني الدولة الحديثة.. وولي عهده محمد قائدنا للمستقبل وعين الصقر التي نرى فيها كل صفات المؤسس وعظمته وتطلعه للانتقال لمرحلة سعودية أكبر وأشمل وأقوى بإذن الله.