يقول المفكر والكاتب العراقي الدكتور صادق السامرائي: "المجتمعات المحظوظة تولي أمر قيادتها لأذكيائها، والمغضوب عليها يتولاها الأغبياء من أبنائها.. ولو تأملنا الواقع في عدد من الدول العربية كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، لظهر جلياً أن الأغبياء هم سادة الحالات فيها، وأنهم لتماديهم في الغباء أخذوا بلدانهم إلى قيعان الذل والهوان؟!". في البدء أشير إلى أنني حينما هممت أن أكتب عن يومنا الوطني لم أجد أبلغ من قول الدكتور السامرائي عن الأغبياء والأذكياء، ودورهم في ارتقاء بلدانهم، وفق مقاييس أصبح الإنسان البسيط قادراً على إدراكها من خلال المشاهدات والدلائل التي عليها البلاد والعباد.. والواقع واضح وجلي بين ما نحن كسعوديين عليه وبين من أشار إليهم الدكتور.. وفق حسابات الذكاء والغباء! ومع احتفالنا بيومنا الوطني لم أجد وصفاً أبلغ من أن الأذكياء هم من أوصلوا هذه البلاد إلى ما هي عليه من تقدم ورقي وكذلك رخاء.. ولذلك نحن من حقبة إلى أخرى نعيش ألقاً حتى بلغنا أن نكون ضمن المتميزين العشرين عالمياً اقتصادياً.. وفي الطريق بإذن الله تقنية وصناعة.. والسبب أننا دولة يقودها الأذكياء، فهل هناك مشروع لدولة أخرى يجاري رؤيتنا 2030 وكيف حققت هذه الرؤية شأناً عظيماً حتى قبل أن تصل إلى مداها.. هل أحدثكم عن الصحة والأمن والتعليم.. والأهم الاستقرار السياسي والنفسي، وكيف لها أن ترتقي لولا أنها تدار بآلية ذكية متطورة هدفها الصلاح والخير للجميع. مع يومنا الوطني ومع الرقي المجتمعي الذي نجده، جدير أن نستذكر مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.. ذلك الرجل الذي حوّل الشتات إلى وحدة، والخوف إلى استقرار وأمن، وكيف أن ذكاءه وعبقريته وإيمانه هي من قادت إلى إنشاء الوطن العظيم، وتأسيس مبادئ العيش والتلاحم فيه، والأهم أنه زرع في شعبه والأجيال المتلاحقة أن الوطن أخلاقيات عميقة ممتدة في الدم والقلب والتراب ولكل من ينتمي لك وطناً. المسيرة امتدت لملوك ارتقوا بهذه البلاد، وفي العهد الزاهر لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدا أن الشأن الوطني قد احتاج إلى متغيرات وقفزات ليستمر على رخائه ويوسع خطوات الارتقاء، ولذلك جاء الفكر الذكي المتميز الذي حمله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليرتقي بها من جديد، هذا الرجل الخلّاق الذي استعان أيضاً بأذكيائها لارتقائها، لتكون رؤية 2030 معبراً أمثل عن المستقبل الذي ننشده وجودة الحياة التي نريدها والخطوات الواسعة التي علينا أن نقطعها لنواكب العالم المتقدم صناعياً واقتصادياً، ولا بأس أن يكون أيضاً ثقافياً ومجتمعياً فيما يخدم ذلك الرقي دون أن يخل بما نؤمن به. ختام القول إن القيادة الذكية نبراس ومعين لما تريده السعودية وشعبها.. وما تتمناه وتتطلع إليه.. وإلى مزيد من الرقي المجتمعي والرخاء الاقتصادي، والاتساع الفكري واستيعاب كل ما هو جديد يا بلادي.