أفاد مدونون يتابعون الحرب بين روسياوأوكرانيا وبعض وسائل الإعلام بأن أوكرانيا شنت هجوما كبيرا بطائرات مسيرة على روسيا تسبب في انفجار هائل وأدى إلى إجلاء جزئي للسكان قرب موقع ترسانة روسية ضخمة في منطقة تفير الأربعاء. وأظهر مقطع فيديو وصور لم يتسن التأكد من صحتها على وسائل التواصل الاجتماعي كرة ضخمة من اللهب تنفجر عاليا في السماء ليلا مع انفجارات مدوية عند بحيرة في المنطقة الواقعة شمال غربي موسكو والتي لا تبعد كثيرا عن الحدود مع روسيا البيضاء. والتقطت الأقمار الصناعية لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" عدة بؤر ظاهرة بالموقع في ساعة مبكرة الأربعاء، كما رصدت محطات مراقبة الزلازل ما رجحت أجهزة الاستشعارب أنه زلزال صغير في المنطقة. وقال إيجور رودينيا حاكم منطقة تفير في منشور على تطبيق تيليغرام للتراسل إن قوات الإطفاء تحاول احتواء الحريق. ولم يذكر ما الذي نشبت به النيران. ووفقا لتقرير أصدرته وكالة الإعلام الروسية في عام 2018، فإن روسيا كانت تبني ترسانة لتخزين الصواريخ والذخيرة والمتفجرات في توروبتس، وهي بلدة يرجع تاريخها لألف عام ويبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلا عن 11 ألفا. وأشارت وسائل إعلام رسمية روسية إلى أنها ترسانة رئيسية للأسلحة التقليدية. ولم ترد معلومات عن سقوط قتلى أو مصابين. ولم يتسن تأكيد ما أوردته وسائل الإعلام بشأن قصف ترسانة كبيرة. ولم ترد وزارة الدفاع على طلب للتعقيب. وقالت كييف من قبل إن هجماتها على روسيا تستهدف البنية التحتية العسكرية والطاقة والنقل التي تشكل أساس الجهود الحربية الروسية. ونادرا ما يكشف المسؤولون الروس عن الحجم الكامل للأضرار الناجمة عن الهجمات الأوكرانية. ومع تكثيف أوكرانيا لإنتاجها المحلي من الطائرات المسيرة على مدى العامين الماضيين، فقد زادت من هجماتها على الأراضي الروسية. واستهدف أكبر هجوم بطائرات مسيرة تشنه أوكرانيا في تاريخها العاصمة الروسية موسكو في سبتمبر، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وتدمير منازل وتعطيل الرحلات الجوية في مطارات موسكو. من جهتها قالت السلطات بمدينة سومي الواقعة في شمال شرق أوكرانيا امس إن طائرات مسيرة روسية هاجمت منشآت للطاقة في المدينة وأسفرت عن مقتل شخص في مدينة كروبيفنيتسكي بوسط البلاد. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 46 من أصل 52 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا الليلة قبل الماضية، مضيفة أن روسيا استخدمت ثلاثة صواريخ موجهة لم تبلغ أهدافها. وأوضحت السلطات في منطقة كيروفوراد أن الهجوم أسفر عن مقتل شخص وإصابة امرأة تبلغ من العمر 90 عاما مع إلحاق أضرار بعدة مبان سكنية في كروبيفنيتسكي. من جهتها قالت المحللة الأميركية كاثرين ستونر إن أي حكم على الحكمة من استيلاء أوكرانيا على أراض روسية في منطقه كورسك في السادس من أغسطس الماضي، واحتلالها المستمر لمساحة تتجاوز الآن 500 ميل مربع من الأراضي الروسية والتي تتم زيادتها، يجب أن يأخذ في الاعتبار السياق الاوسع الذي حدث فيه هذا التوغل. ومع خروج القوات المسلحة الأوكرانية من ساحات القتال الرئيسية في جنوب شرق البلاد، يبدو أنها ربما كانت خطوة تكتيكية حكيمة، إذا نظرنا إلى مدى ملائمتها لأهداف أوكرانيا الاستراتيجية الأوسع نطاقا. وقالت ستونر الزميلة البارزة في معهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية وأستاذة العلوم السياسية في جامعة ستانفورد والزميلة البارزة في معهد هوفر، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأميركية، إن تقييم ما إذا كان استيلاء أوكرانيا الجريء على الأراضي الروسية كان قرارا حكيما يعتمد على ما نفهم أنه الهدف من قيام اوكرانيا بذلك. فقد رأى معظم المحللين هذه الخطوة على أنها محاولة يائسة لتحويل القوات الروسية إلى المنطقة وإبعادها عن الاستيلاء الوشيك على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا. وإذا كان هذا هو الهدف الوحيد لاوكرانيا، فإن هجوم كورسك لم يكن ناجحا، فقد استمرت روسيا في تقدمها البطيء ولكن الثابت صوب بوكروفسك، ويتردد أنها على بعد أميال قليلة من المدينة في وقت كتابه هذا التحليل. وأشارت ستونر، الخبيرة في السياسات الداخلية والخارجية المعاصرة لروسيا، إلى أنه مع ذلك، فإن القوات الروسية لم تحقق تقدما أسرع بشكل كبير صوب بوكروفسك منذ بدء العملية الأوكرانية في منطقه كورسك قبل أكثر من شهر. ولذلك، فإن تحويل آلاف قليلة من قوات النخبة الأوكرانية من تلك المنطقة إلى كورسك لم يكن أمرا كارثيا بالنسبة للدفاع عن بكروفسك. وربما تقع المدينة في سيطرة روسيا قريبا، إلا أن ذلك لن يكون بسبب قيام أوكرانيا بتحويل بعض من قواتها التي تدافع عن المدينة من أجل الاستيلاء على الأراضي في كورسك. والحقيقه هي أن القوات الروسية كان لديها ميزة ساحقة تقدر بنسبة أربعة إلى واحد على الأقل من حيث عدد القوات في بوكروفسك. وكانت هذه القوات تتحرك صوب المدينة قبل هجوم أوكرانيا على كورسك في السادس من أغسطس، وهم يواصلون التقدم بعد ذلك بنفس وتيرة تحركهم في السابق. وترى ستونر أنه بدلا من التركيز على التوغل في كورسك على أنه محاولة إلهاء فاشلة، يجب النظر اليه كخطوة جريئة في إطار استراتيجية أوكرانية أكثر شمولا لنقل الحرب إلى الأراضي الروسية.