انتهت الجولة الثانية بالمجموعة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026، بتصدر اليابان المجموعة ب6 نقاط يليها المنتخب السعودي ب4 نقاط، وبعد انتهاء الجولتين اتضح بما لا يدعو مجالاً للشك قوة المنتخب الياباني والفارق الكبير بينه وبين فرق المجموعة بل بينه وبين جميع المنتخبات الآسيوية والتطور الكبير في مستوى الكرة اليابانية التي قارعت الكرة الأوروبية، وأصبحنا نشاهد اللاعبين اليابانيين محترفين في أكبر وأعرق الأندية الأوروبية، والمنتخب الياباني استطاع بكل قوة الفوز ب14 مباراة وذلك خلال آخر 15 مباراة، بينما تعادل في واحدة أمام فيتنام 1/1، ولم يدخل مرماه في تلك المباريات سوى هدفين أمام فيتنام وآخر أمام أستراليا عندما فازت عليها اليابان ( 2/1 )، بينما كانت أغلبها نتائج كبيرة ( 5/0 ) أمام كل من البحرين وسورية وميانمار «مرتين بالنتيجة ذاتها»، وآخر النتائج الكبيرة أمام الصين ( 7/0 ). وعندما أتحدث عن الكرة اليابانية والتطور الكبير الذي حدث للكرة اليابانية، وهي الكرة التي ظهرت بقوة آسيوياً في بداية التسعينات وتحديداً عام 1993م عندما تم تأسيس دوري المحترفين وشارك فيه آنذاك نجوم عالميين أمثال: زيكو، غاري لينيكر، دونغا وغيرهم من النجوم العالميين، وجذب الدوري الياباني المشاهدين من شتى أنحاء العالم، ومعه دخلت الكرة اليابانية عجلة التطور في كرة القدم، بينما إنجازات كرة القدم السعودية بدأت آسيوياً قبل الكرة اليابانية وتحديداً في الثمانينات عندما حقق لقب القارة المنتخب السعودي عامي 1984م ثم 1988م، وحققت بعده اليابان أولى ألقابها الآسيوية عام 1992م، وعاد المنتخب السعودي لتحقيق اللقب مرة أخرى عام 1996م، ثم عادت اليابان وحققت اللقب عام 2000م وحافظت عليه في البطولة التي تليها عام 2004م، بمعنى الكرتان السعودية واليابانية كانتا المسيطرتان على البطولات الآسيوية لعشرين عاماً من 1984م إلى 2004م. وعندما أتحدث عن تاريخ المنتخبين السعودي والياباني وسيطرتهما على البطولات الآسيوية والتطور الكبير والمذهل للكرة اليابانية وهي التي بدأت تحقق البطولات الآسيوية بعد الكرة السعودية، فإنني أتساءل لماذا الكرة السعودية لم تواصل التطور مثل الكرة اليابانية؟ ولماذا كل جيل في كرتنا بكل أسف أسوأ من الجيل الذي قبله؟ وهل الاحتراف أثر سلباً على اللاعب السعودي في وقت المفترض يكون سبباً لرفع مستوى اللاعب السعودي..! وتعاقدات الأندية السعودية مع أفضل اللاعبين في العالم أمثال: نيمار، بنزيما، رونالدو المفترض أن يرفع من مستوى اللاعب السعودي وليس العكس! كل ما أتمناه من الاتحاد السعودي دراسة الوضع بشكل جيد لتطوير الكرة السعودية، بالاستعانة بخبراء من الرياضة السعودية وكذلك العالمية واتخاذ القرارات التي في صالح الكرة السعودية عموماً والمنتخب السعودي خصوصاً، وإعادة النظر في قرار وجود 8 + 2 لاعبين أجانب لمصلحة المنتخب السعودي، وهل سيتضرر أم سيستفيد من ذلك القرار؟! هذا قرار من عدة قرارات أخرى تحتاج للدراسة وإعادة النظر، وهناك العديد من القرارات التي تحتاج لإعادة دراسة من الاتحاد السعودي لكرة القدم لتطوير كرة القدم السعودية ومصلحتها عامة بعيداً عن مصلحة الأندية، فالأهم تطور الكرة السعودية والمنتخب السعودي بشكل عام وعودته لتحقيق الألقاب الآسيوية، والتأهل لكأس العالم بأسرع وأسهل الطرق وليس عن طريق الملاحق، وبالتوفيق إن شاء الله للأخضر السعودي التأهل المباشر بصدارة المجموعة أو المركز الثاني بعيداً عن انتظار الملحق.