يعلم الجميع ما لقواعد المعلومات من أهمية، وتعتبر المعلومات من الموارد الهامة، مثل رأس المال والأفراد وغيرها من الموارد التنظيمية . وما يميز المورد المعلوماتي انه لا يكتسب قيمته من شكله الملموس ولكن بما يمثله من قيمة اعتبارية بحيث يصبح للمعلومة ثمناً، وعادة تزداد أهميتها مع الوقت، فالوقت كفيل بزيادة حجم أي قاعدة معلومات، وبتالي تزداد قيمة وثمن قاعدة المعلومات هذه، إذا مشروع شركة نظم معلومات في هذا الوقت مشروع واعد وجبار، وبما أن جمع البيانات التي تحتاجها قاعدة المعلومات هي الوظيفة الأولى في نظام معلومات متكامل دقيق لان المعلومات الصحيحة هي العنصر الأساس الذي يقلل الشك ويزيد من درجة الثقة في موقف أو قرار معين، وهنا اطرح سؤالاً .. من يملك في الوقت الحالي قاعدة معلومات كبيرة وبدقة عالية وتثبت جيد، وهو مخول رسميا أيضا بالحصول عليها من مصدرها ؟ انه بدون شك البريد السعودي .. البريد السعودي يملك قاعدة معلومات جبارة ولها آلية تحديث مستمرة، فالبريد السعودي قام بوضع عنوان لكل متر مربع في أرضنا الغالية أو على الأقل هو الوحيد الذي لدية الإمكانية لعمل ذلك، ناهيك عن المعلومات الهائلة للمنشآت التجارية ونشاطاتها وعناوينها وأرقام هواتفها وكذلك الاجهزة الحكومية فهو كما نعلم المعني بمعالجة البريد الرسمي للدولة، أما من ناحية الأفراد فحدث ولا حرج، فحينما تطالع نموذج اشتراك المواطنين في البريد محل الإقامة (واصل) تتعجب من حجم المعلومات التي يطلب البريد تعبئتها، فمن العمر لعدد أفراد الأسرة رلي المؤهل وكم مرة تسافر ..معلومات كثيرة ومهمة لأي قاعدة معلومات تريد العمل بأسس تجارية فكل هذه المعلومات لها ثمن ويحتاج لها أي نشاط تجاري سواء في الدراسات التي تسبق الانطلاق أو ما بعد ذلك، وكذلك الأجهزة الرسمية خصوصا بعد الاعتماد على الحكومة الالكترونية، وبما أن البريد بدأ العمل على أسس تجارية وإنشاء عدد من الشركات لإدارة بعض قطاعاته مثل شركة ناقل وشركة شاهر فقد حان الوقت لإنشاء شركة نظم معلومات بمشاركة القطاع الخاص . لقد سمعت مؤخرا عن شركات تود خوض هذا المجال لأسباب تجارية بحته،لأنهم يعلمون أن المعلومات أصبحت سلعة رابحة باهظة الثمن، ولكن هل فكرت هذه الشركات في حجم المعلومات اللازمة لبدء مشروع يمكن الاعتماد عليه، وهل لديها آلية تمكنها من جمع المعلومات بمصداقية ودرجة تثبت معقولة، وهل لها المقدرة على تحديث هذه المعلومات بشكل مستمر ..أنني اشك أن تستطيع أي جهة ليست حكومية بان تقوم بذلك، بل أني اجزم انه لا توجد جهة حكومية لها هذه المقدرة سوى البريد السعودي، إذن لقد حان الأوان لدراسة إنشاء شركة كبرى في هذا المجال يكون البريد السعودي شريكا بها، وبما أن الأنظمة تسمح للبريد بإنشاء شراكات مع القطاع الخاص في سبيل تخصصية بشكل كامل، فعليه البحث من ألان عن شريك ذي مقدرة وطموح ليستغل هذا الكنز المعلوماتي ويطوره حسب حاجة السوق المحلي بل والدولي أيضا،فهناك مثلا نظم المعلومات(Information Systems) وهي النظم التي تهدف إلى توفير المعلومات لصنع القرار، ونظم القرار (Decision Systems) وهي النظم التي تؤثر في كيفية اتخاذ القرار، وكذلك النظم المبرمجة (Programmed Systems) وهي التي تعتمد عليها القرارات التشغيلية المبرمجة، وغيرها العديد من النظم التي يمكن تسويقها حسب ما يطلبه السوق في أي زمان، وبما أن البريد السعودي لديه إمكانية لتحديث المعلومات بشكل مستمر فان الأمر لا يحتاج إلا لبرامج تصنف تلك المعلومات بشكل حزم بيانات تسوق حسب رغبات العملاء. أني أجد أن السوق يحتاج إلي شركة كبرى للمعلومات، وبوجودها لا تكون هناك حاجة لغيرها في هذا المجال خصوصا إذا كانت هذه الشركة شبه حكومية ومعلوماتها موثقة، إذن على الشركات التي تود دخول المجال أن تتسابق للشراكة مع البريد السعودي، وهو جهاز ذو مرونة عالية ويقوم على إدارته رجل ذو فكر متفتح يسعى الى تطوير هذا الجهاز بشكل يعتمد على الربحية بحيث تنشأ عدد من الشركات تحت مظلة شركة قابضة، وبالفعل أقيمت بعض الشركات بمشاركة القطاع الخاص والباقي في الطريق، لعل يكون من أهمها شركة (معلومة) وهو اسم اقترحه لشركة معلومات كبرى تكون مشاركة بين البريد والقطاع الخاص،، والله من وراء القصد،،