يأتي اليوم الوطني الرابع والتسعون للمملكة العربية السعودية ليؤكِّدَ على مواصلة مسيرة الإنجازات والمشروعات الضخمة التي تليق بوطَنٍ بحجم مملكة الإنسانية، وتَليقُ بتطلّعات رؤيةٍ عظيمة كرؤية السعودية 2023، وتُعبِّر مُنجزات تلك الرؤية عن ترسيخ مكانة المملكة ودورها الرياديّ وطنيًّا وإقليميا وعالميًا في شتّى المجالات. ففي الثالث والعشرين من سبتمبر كُلّ عام تتجدَّدُ ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، -طيّبَ الله ثراه-، وفي هذه الذكرى نُقدِّر جهود القادة المؤسِّسين، ونستحضر التاريخ التليد، ونحافظ على التراث والقيَم الأصيلة لأمّتنا وشعبنا، ونستشرفُ المستقبل بما نخطوه من خطوات وثّابة، وما نحققه من إنجازات عظيمة رائدة. إنّ إعلانَ هويّة اليوم الوطني ال94 تحت شعار" نحلم ونحقّق" وهو شعار ممتد يجعل أحلامَنا جميعها أحلامًا مُخططة لا تعرف المستحيل، بل تأخذ طريقها نحو الواقع المشهود، وليس خافيًا ما أنجزته المملكة من مشروعات ضخمة تُعدّ جزءًا من رؤية 2030، وهي مشروعات جديرة بالفخر والاحتفاء لمملكتنا وأمّتنا، فهذه بوّابة الدرعيّة بما تحمله من أبعاد تاريخية وثقافية تُشكِّل مَعلمًا حضاريا وتراثيا مُستدامًا، وذا مشروع "نيوم" المعبِّر عن مستقبلٍ عصريّ بمعالمه البارزة ووجهاته السياحية الفاخرة، مثل جزيرة "سندالة"، فضلاً عن مشروع " ذا لاين" الذي يؤسس لمفهوم جديد للحياة الحضرية التي قوامها الإنسان والطبيعة معتمدًا على نموذج فريد للمدن المستدامة العاملة بالطاقة المتجددة 100%، وتجدون في "العلا" تحفة التراث الإنساني والطبيعي وجهة متميزة في السياحة التاريخية والتراثية والثقافية. ومن أعلى قمّة في المملكة يطلّ مشروع "السودة" تلك الجوهرة الخضراء، ذات الطقس المعتدل البديع، والتي تُعدّ وجهة مثالية للسياحة والترفيه. في يومنا الوطني ال94 نستعرضُ أيضًا المعالِم البارزة في رؤية 2030 ومشروعاتها العظيمة، ونذكر منها إضافة إلى "نيوم"، و"ذا لاين"، مشروع أوكساجون، ومشروع "تروجينا"، ومثل تلك المشروعات تقدِّم تغييرات جذرية في مستقبل السياحة بما يجعل المملكة وجهة عالمية من وجهاتها. في ذكرى يومنا الوطني كم حقَّقنا من أحلامٍ! وما زِلنا نَحْلُمُ ونحقِّقُ، ونبني وطَنًا باتساعِ أحلامِنا، ومحلِّقًا بِقدر طُموحاتنا، وعظيمًا بِقْدْر قِيَمِنا وأصولِنا العربيّة العريقة، وطَنًا نفخَرُ بِه، ونحتفي بأمجادِه، ونمتَنّ لتضحياتِ قادته ومؤسسيه، ونؤكِّد الولاء لرعاة مسيرته، ونظلّ رافعين رايته، ونَحلُم ونُحقِّق! الملحق الثقافي السعودي السابق بسفارة خادم الحرمين الشريفين بجمهورية باكستان الإسلامية د. عصام بن شرف المالكي