أعتقد أنَّ تأهل المنتخب السعودي مباشرة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة 2026 لن يكون أمرًا سهلًا؛ ليس لأنَّ الأخضر تعثر في بداية مشوار التصفيات أمام أضعف منتخبات مجموعته بتعادله مساء الخميس الماضي أمام المنتخب الإندونيسي، ولكن لأنَّ حال المنتخب مع روبرتو مانشيني لا يبدو أنَّه يتحسن بعد مرور عام على استلامه تدريب الأخضر؛ بل يزداد سوءًا، والتبريرات المعلبة التي يخرج بها مانشيني بعد كل مباراة لا تُظهر أنَّه يملك الحل، هذا إن لم يكن هو أحد أهم المشاكل!. صحيح أنَّ المنتخب السعودي لا يملك حاليًا الكثير من النجوم من فئة (سوبر ستار)، ولا يعيش فترة ذهبية من ناحية العناصر والمواهب والخيارات في كثيرٍ من المراكز؛ لكن ليس لدرجة الوصول لهذه الحالة الفنية البائسة التي شاهدناها أمام المنتخب الإندونيسي، والتي كلفت الأخضر نقطتين ثمينتين على أرضه أمام المنتخب الأقل في المجموعة!. مانشيني وبعيدًا عن شهرته التدريبية وإنجازاته القديمة مع إنتر ميلان أو مانشستر سيتي قبل أكثر من 10 سنوات، أو إنجازه الدولي الوحيد مع الآزوري في يورو 2020، وبعيدًا عن إخفاقاته في محطات أخرى مثل غلطة سراي الذي أقاله بعد 6 أشهر فقط لسوء النتائج، أو فشله في التأهل مع المنتخب الإيطالي لمونديال 2022، بعيدًا عن هذه وتلك؛ لا يبدو أنَّ مانشيني يملك رؤية واضحة لما يمكن أن يقدمه للأخضر السعودي، ويبدو في كثيرٍ من الأحيان كمدرب (حافظ مش فاهم) يريد ويصر على أن يستنسخ طريقته الإيطالية القديمة مع الأخضر، وليس لديه الوقت ولا الرغبة أو حتى ربما القدرة على أن يضع الطريقة الأنسب لقدرات اللاعبين ونوعيتهم، لذلك شاهدنا الأخضر يلعب ب5 مدافعين ومحوري ارتكاز وبمهاجم وحيد وبدون جناح أيمن أمام منتخب كان إلى وقت قريب يأمل بالستر أمام الأخضر!. التأهل إلى نهائيات كأس العالم أمر وارد بإذن الله سواء كان تأهلًا مباشرًا أو عبر الملحق الأول أو الثاني؛ فمن حسن الحظ أنَّ مقاعد التأهل الآسيوية إلى المونديال أصبحت 9 مقاعد، منها 6 مقاعد مباشرة، و 3 عبر الملحق؛ لكنَّ هذا لا يعني الصمت على ما يفعله مانشيني مع الأخضر؛ حتى لا نتفاجأ بالخروج من أسهل تصفيات في تاريخ محاولات المنتخب السعودي للتأهل إلى المونديال، وإن كان الأمر مقبولًا مع بعض الحسرة في وقت مضى كانت فيه المقاعد الآسيوية محدودة، فإنه من غير المقبول أن يخرج الأخضر حتى وهو في أسوأ حالاته من سباق آسيوي على 9 مقاعد مونديالية!. تجديد ياسر المسحل رئيس اتحاد القدم السعودي ثقته بالإيطالي مانشيني لا يكفي لمنح الشارع الرياضي الاطمئنان؛ لأنَّ المسحل نفسه أصبح بحاجة لأن يجدد الوسط الرياضي الثقة به، كما أنَّ المسحل بالتأكيد لا يملك النظرة الفنية المتخصصة التي تجعل من شهادته لمانشيني أمرًا حاسمًا للخلاف على جدارة مانشيني بالاستمرار مدربًا للأخضر، وهذا ما يجدد التساؤل حول أسماء وخبرات المعنيين باتخاذ القرارات الفنية في اتحاد القدم في ظل الإقصاء الغريب لعدد من الكوادر الوطنية المتخصصة فنيًا وذات الخبرة الكروية الطويلة، وتضييق دائرة اتخاذ القرار على أسماء أبرز مؤهلاتها هي ثقة المسحل!.