قفز حجم سوق لوجستيات التجارة الإلكترونية في السعودية ملياري دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 3.32 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.9٪، وفي الوقت الحالي، يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة نمواً مطرداً، حيث تخطى عدد الشركات المسجلة نحو 36.330 في عام 2023، بفضل ارتفاع الطبقة الوسطى، وزيادة استخدام الإنترنت، وارتفاع الدخل المتاح، ووجود القوة الشرائية القادرة على شراء السلع الإلكترونية، ومن الواضح، أن السكان الأصغر سنا والأكثر ذكاء في مجال التكنولوجيا يقودون الطلب على المنتجات الإلكترونية، وخاصة على مبيعات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة المنزلية الذكية. قدرة تنافسية عالية يتميز سوق الخدمات اللوجستية للتجارة الإلكترونية في المملكة بقدرة تنافسية عالية، حيث يتنافس اللاعبون المحليون والدوليون على حصة السوق، فيما تعمل الشركات الناشئة الجديدة على توسيع وجودها في السوق من خلال دخول مجالات جديدة والحصول على عقود جديدة، بالإضافة إلى ذلك، يقوم لاعبو التجارة الإلكترونية بتوسيع أعمالهم من خلال عمليات الدمج والاستحواذ والشراكات الاستراتيجية وإطلاق خدمات جديدة لتلبية احتياجات العملاء في السعودية، وعلى سبيل المثال، في عام 2023، أكملت شركة التجارة الإلكترونية نون الاستحواذ على متاجر التجزئة للأزياء عبر الإنترنت شركة "نمشي"، لذلك، فإن الاستحواذ على"نمشي" وسع عروض نون الرقمية للمنتجات والخدمات لتشمل المزيد من العلامات التجارية للأزياء وتطوير أسلوب حياة المستهلكين. أماعالمياً، فقد بلغ حجم سوق لوجستيات التجارة الإلكترونية إلى 97.8 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تبلغ القيمة السوقية للوجستيات التجارة الإلكترونية عالمياً إلى119.2 مليار دولار في 2024، ومن المرجح أن تستمر المكاسب لتصل إلى 463.6 مليار دولارفي عام 2030، وهذا يعني أن القطاع ينمو بمعدل سنوي مركب 25.4٪، مستفيداً من التوسع السريع في تجارة التجزئة عبر الإنترنت، والتطور الواسع في تكنولوجيا الخدمات اللوجستية، وملايين المتسوقين عبر الإنترنت، والتوسع في إنشاء منصات التجارة الإلكترونية، ونمو التجارة عبر الهواتف الذكية. يستلزم الارتفاع الكبير في التجارة الإلكترونية عبر الحدود، تطوير شبكات لوجستية أكثر تطوراً لإدارة الشحنات الدولية، ويتجلى هذا الاتجاه بشكل خاص في مناطق سكانية ضخمة مثل آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا، حيث يشتري المستهلكون بشكل متزايد السلع من الأسواق الأجنبية، وقد أدت توقعات المستهلكين لأوقات التسليم السريعة إلى ظهور خدمات التوصيل في نفس اليوم أو اليوم التالي، ودفع هذا الطلب القوي مقدمي الخدمات اللوجستية إلى الاستثمار في التقنيات المتقدمة وتحسين سلاسل التوريد الخاصة بهم لتقليل أوقات العبور، وعلى سبيل المثال، وضعت شركة أمازون معايير جديدة في سرعة التسليم، حيث تقدم خدمة التوصيل في نفس اليوم في العديد من الأسواق الرئيسية. أدى تكامل التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وإنترنت الأشياء إلى ثورة في لوجستيات التجارة الإلكترونية، حيث تتيح هذه التقنيات التتبع في الوقت الفعلي، والتحليلات التنبؤية للطلب، والأتمتة في المستودعات، وبالتالي تعزيز الكفاءة وتقليل تكاليف التشغيل، ولا شك أن مثل هذه العوامل تقود نمو السوق في جميع أنحاء العالم، من جهة أخرى تكتسب تقنية بلوكتشين أو سلاسل الكتل، قوة جذب لتعزيز الشفافية والأمن في سلاسل التوريد، فمن خلال توفير دفتر أستاذ لامركزي وغير قابل للتغيير للمعاملات، يمكن أن تساعد تقنية بلوكتشين في تقليل مخاطر الاحتيال، وتحسين إمكانية التتبع، وتبسيط عمليات التخليص الجمركي، ولهذه التكنولوجيا قيمة خاصة في التجارة عبر الحدود، حيث تشارك أطراف متعددة في نقل وتسليم البضائع. مراكز لوجستية إقليمية في الوقت الحالي، يزدهر إنشاء مراكز لوجستية إقليمية في العديد من الدول المهمة، وهذا التوجه يعتبر أحد الاتجاهات البارزة في السوق، وفي الغالب، تتمركز هذه المراكز في مواقع استراتيجية في الأسواق الرئيسية، بهدف توصيل البضائع إلى المستهلكين بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وعلى سبيل المثال، تقوم الشركات الرائدة في القطاع بإنشاء مراكز توزيع في دول مثل سنغافورة والسعودية والإمارات وألمانيا، والتي تعد بمثابة بوابات للأسواق الإقليمية الأوسع، ويعود هذا الاتجاه إلى الحاجة إلى تقليل أوقات العبور وتقليل التكاليف وتعزيز رضا العملاء. سيطر قطاع التوصيل القياسي على السوق في عام 2023، وقد شكل أكثر من 79٪ من الإيرادات العالمية من حيث نوع التسليم، ويتم تصنيف السوق إلى التسليم القياسي والتسليم في نفس اليوم، والواقع، أن التسليم القياسي يظل الخيار الأكثر شيوعًا في لوجستيات التجارة الإلكترونية عبر الحدود، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى فعاليته من حيث التكلفة، وأدى ظهور الأسواق عبر الإنترنت إلى تعزيز قطاع التسليم القياسي، وقد سهلت منصات مثل "أمازون"، و"على بابا" و" إيباي"،على البائعين الوصول إلى العملاء الدوليين، الذين يختارون التسليم القياسي نظرًا لقدرته على تحمل التكاليف، وعلاوة على ذلك، فإن انتشار عروض الشحن المجاني، خاصة للطلبات التي تزيد عن قيمة معينة، ساهم بقوة في زيادة شعبية التسليم القياسي. من المرجح أن يسجل قطاع التسليم في نفس اليوم أعلى معدل نمو من عام 2024 وحتى عام 2030، وذلك بفعل نمو ظاهرة ثقافة الإشباع الفوري، حيث يتوقع المستهلكون أن يتم تسليم مشترياتهم على الفور تقريبًا، وقد أدت جائحة كورونا إلى تسريع اعتماد التسليم في نفس اليوم، حيث تحول المستهلكون بشكل متزايد إلى التسوق عبر الإنترنت للسلع الأساسية، بما في ذلك البقالة والمستلزمات الطبية، التي تتطلب توصيلًا أسرع، ومن المتوقع أن يؤدي الضغط التنافسي بين منصات التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية لتمييز نفسها عن المنافسين والاستيلاءعلى حصة أكبر من السوق إلى دفع الطلب على قطاع التسليم في نفس اليوم. سيطر قطاع الملابس على السوق في عام 2023، وذلك بنحو أكثر من 37٪ من الإيرادات العالمية من حيث الاستخدام النهائي، حيث يتم تصنيف السوق إلى الملابس والإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات والرعاية الصحية والأغذية والمشروبات، كما أدى الانتشار السريع لاتجاهات الموضة عبر الحدود إلى زيادة الطلب على ماركات الملابس العالمية، وتلعب منصات وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرون دورًا مهمًا في الترويج لهذه الاتجاهات، مما يدفع المستهلكين للبحث عن كافة المنتجات من شتى أنحاء العالم، من جهة أخرى، تعمل التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة على تعزيز تجربة التسوق للمستهلكين من خلال تقديم توصيات مخصصة ومعاملات سلسة عبر الحدود، علاوة على ذلك، فإن الاتفاقيات التجارية المواتية والتعريفات الجمركية المخفضة على سلع الملابستجعل التجارة الإلكترونية عبر الحدود في متناول المستهلكين، مما يؤدي إلى زيادة الطلب في قطاع الملابس. من المتوقعأن يسجل قطاع الأغذية والمشروبات معدل نمو كبير حتى عام 2030، مستفيداً من الطلب الاستهلاكي المتزايد على الأطعمة الغريبة والمتخصصة والمنتجات المهتمة بالصحة والراحة، حيث تقدم منصات الإنترنت مجموعة متنوعة من المنتجات، بدءًا من الأطعمة العضوية وحتى المشروبات الفاخرة، لتلبية احتياجات جمهور عالمي، بالإضافة إلى ذلك، اكتسبت خدمات الاشتراك للأغذية والمشروبات شعبية كبيرة، مما يسمح للمستهلكين بتلقي شحنات منتظمة من منتجاتهم العالمية المفضلة، وسيؤدي ذلك إلى دفع نمو قطاع الأغذية والمشروبات. يسجل سوق لوجستيات التجارة الإلكترونية عبر الحدود في أمريكا الشمالية نموًا ملحوظًا، وقد شهدت المنطقة استثمارات كبيرة في البنية التحتية اللوجستية والتكنولوجيا للتعامل معالحجم المتزايد للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، وتستفيد الشركات من التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة وسلسلة الكتل لتعزيز الكفاءة والشفافية في سلسلة التوريد، ومن المتوقع أن ينمو سوق لوجستيات التجارة الإلكترونية عبر الحدود في الولاياتالمتحدة بمعدل سنوي مركب قدره 23.7% حتى عام 2030، وقد أدى التفضيل المتزايد للمنتجات الدولية بين المستهلكين إلى زيادة في معاملات التجارة الإلكترونية عبر الحدود، وتعزز اتفاقيات التجارة الرقمية، مثل اتفاقية الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا تسهيل التجارة عبر الحدود بشكل أكثر سلاسة من خلال تقليل الحواجز التجارية وتعزيز إجراءات العملاء، وسيؤدي ذلكإلى دفع نمو السوق في الولاياتالمتحدة. هيمنت سوق لوجستيات التجارة الإلكترونية عبر الحدود في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على السوقفي عام 2023، وشكلت حصة تزيد عن 42٪ من الإيرادات العالمية، وتعزى هيمنة المنطقة إلى العدد الكبير من السكان وشيوع تقنيات الذكاء التكنولوجي، وزيادة الدخل المتاح، والطبقة المتوسطة، وانتشار منصات الإنترنت، فيما أدت المبادرات الحكومية لتعزيز تيسير التجارة، مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية، إلى تحسين الاتصال والبنية التحتية اللوجستية، مما أتاح تجارة أكثر سلاسة عبر الحدود، في المقابل، ينمو سوق لوجستيات التجارة الإلكترونية في أوروبا بمعدل سنوي مركب ملحوظ يبلغ 22.7٪، وذلك بفضل القوة الشرائية للمستهلكين وتفضيلهم للمنتجات الدولية، وقد أدى ظهور أسواق التجارة الإلكترونية، مثل "أمازون"، و"إيباي"، اللتين تتمتعان بحضور قوي في أوروبا، إلى زيادة الطلب على خدمات لوجستية فعالة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود. توصيل الطلبات بشكل سريع تقرير د. خالد رمضان