في عالم متغير، نحتاج بالفعل للتعامل بواقعية وشفافية أكبر مع الأحداث الحالية والمستقبلية المتوقعة، نعلم أننا لسنا مجتمعا ملائكيا، مثلنا مثل المجتمعات الأخرى لدينا الجيد والسيئ، ولكن كيف لا نجعل السلبي يطغى على الإيجابي بمجتمعنا الذي يختلف عن الآخرين، كونه يعيش نهضة فكرية واقتصادية وعمرانية بصورة متجددة ومختلفة! مئات المقاطع التي تتناقلها أهم القنوات التلفزيونية العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي لأحداث فردية بمجتمعات يتم تصنيفها بالمتطورة إنسانيا، لا نجد أن الانعكاس يكون على المجتمع ككل وإنما على الخطأ الفردي الذي قام به من تم تصويره ونشر مقاطعه، حتى لو هذا التصرف غير الإنساني يمثل شريحة كبيرة بذلك المجتمع، والأمثلة كثيرة بهذا الخصوص. دائما وبصورة مستمرة تتناقل وكالات الأنباء العالمية وأهم القنوات الأميركية على سبيل المثال اعتداء رجال من الشرطة الأميركان بدوافع عنصرية ووحشية لمواطنين أميركا من أبناء بلدهم، نعم عنصرية وجريمة كبرى، ولكن مع تعدد هذه الأحداث وخصوصا التي يسلط الإعلام عليها الضوء، هل تم تجريم بلدهم بلد الحريات أميركا، هل أثرت مثل هذه الممارسات غير المقبولة على النظرة للشعب الأميركي بصورة عامة، هل توقف هذا الأمر مع الشجب المحلي والدولي، ومعاقبة المذنبين بهذه الحوادث، طبعا لا، ولكن تم اعتبارها بصورة إعلامية احترافية وبتضافر جهود الحكومة لديهم بأنها أحداث فردية، لا تمثل المجتمع الأميركي المحارب للعنصرية. لدينا الكثير من الحالات السلبية والإيجابية، ولكن لماذا نجد أن بعض الأحداث لدينا يتم استغلالها بصورة مختلفة، رغم أنها أحداث فردية وشاذة، ويتم التأليب الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي علينا كمجتمع، هل التعامل من قبلنا مع ما نواجهه من حالات سلبية شاذة لا يكون بصورة احترافية مناسبة، أم أن الحملات الإعلامية ضدنا مستمرة وتستغل أي حدث لتأليب الرأي العام الدولي، أم أن تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا على المستوى الشعبي يحتاج لتعامل مختلف؟! صحيح أن الفترات الأخيرة ورغم اشتداد الحملات الإعلامية المنظمة علينا، إلا أننا أصبحنا أكثر مناعة وأكثر ثقافة وانفتاحا أمام العديد من هذه الحملات، وهذا المهم، فقوة المجتمع تأتي من داخله، فأصبحت الكثير من الحملات رغم تنظيمها الشديد لا تؤثر فينا، بل بالعكس انعكست الكثير من الحملات بصورة إيجابية على مجتمعنا والأمثلة متنوعة بهذا الخصوص، مع مواصلة التنمية ببلادنا وانشغالنا بين فترة وأخرى بمشاريع مستقبلية في زمن توقفت أغلبية الدول عن التنمية، نعم نتأثر من الكثير من الإساءات ولكن ومع تجاربنا وخبراتنا استطعنا أن نستثمر الكثير من هذه الإساءات، وحولناها لإيجابيات وهذا هو المهم، لأننا ابتعدنا عن الحساسية الزائدة وأخذنا الأمور بصورة طبيعية.