قبل أيام تلقيت اتصالاً خاص باستبيان عن دور الإعلام السعودي خارجياً، الطريقة أكثر من تقليدية، المركز الذي يقوم بالمهمة وبطريقة عشوائية يعتقد من أُوكل له المهمة أن هذا الاستبيان أو الدراسة أمرها عادي، مثلها مثل استبيان خاص بمنتج استهلاكي أو خاص بدرجة رضا العملاء..!! دائماً أكرر أن إعلامنا خارجياً نقطة انطلاقته المحلية، نعم هذه حقيقة، البعض يتوقع أن الوجود في بعض القنوات الفضائية هو رسالتنا للعالم الخارجي، هذه وسائل ولكن ليست مؤثرة ومهمة لدى المتلقي الخارجي سواء رجل الشارع العادي أو صاحب القرار، فما يحدث بالداخل ونتناقله وبسرعة صاروخية لأحداث فردية قد يكون للأسف هو الحكم علينا، اعتدنا أن ننقل ولا نعلق أو يكون لنا رأي. لو حدث أي فعل عادي في حفلة غنائية، أو داخل قاعة سينما، أو حادث مرور لسيدة، نجد أنفسنا أمام مادة إعلامية نتناقلها أحياناً بسذاجة ودون دراية، ولا نتوقع أن هناك من يتصيد أي حادثة شاذة ليعكسها بصورة سلبية على مجتمعنا السعودي، ويكرس النظرة السوداوية لبعض المجتمعات ضدنا، وهذه حقيقة، لم نتعود بمجتمعنا أن نعطي الأمور الإيجابية حقها، وهذا أمر يحتاج لتغيير ثقافتنا من السلبية للإيجابية، البعض يعد الإيجابية أمراً عادياً ولا يجب أن نشيد بها أو نشكر عليها، وهذا قصور في فهمنا للواقع. وخير مثال على كلامي أنني بعد متابعتي لبرنامج الزميل داود الشريان في حلقته الأولى والثانية وجدت التركيز في آراء الكثيرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي على بعض الفقرات البسيطة بالبرنامج، واعتبروا أنه من خلال حلقة الهاربات والأحياء القديمة يشوه المجتمع ويسبب له الإساءة، وتناسوا أنه يناقش قضيتين مهمتين. الأمر كان حسب ما شاهدت عملاً إعلامياً احترافياً، والأمر يحتاج معالجته داخلياً ومن ثم دولياً، وهذا ما شاهدناه بالبرنامج، فقد كانت رسالته واضحة أن المجتمع والمسؤولين لا يرضون بما يحدث من إهمال وأخطاء وظلم لبعض الفتيات بمجتمعنا، فكانت الرسالة الإعلامية واضحة جداً، لأن الإعلام الخارجي ومن يقف وراءه من أعدائنا، يصور أن المجتمع مع الظلم وانتهاك الحقوق ويساعده بذلك المسؤول، وهذا الأمر مخالف للحقيقة كما نعرفها جميعاً. رسالتنا الإعلامية من الداخل هي الأهم، يجب أن ننظر للأمور بإيجابية، وأن تكون الشفافية هي أسلوبنا، لأن الأحداث الشاذة والبسيطة التي استغلها الإعلام الخارجي تؤثّر علينا جميعاً. أعطوا الفرصة للشريان وغيره من الإعلاميين وتناقشوا معهم بصورة علمية ولا تلقوا عليهم التهم، نحن لسنا مجتمعاً ملائكياً وهذه حقيقة لابد أن يستوعبها الكثيرون.