مع التحديات الكبيرة التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة خلال موسم الحج في كل عام منذ تشريف المولى عز وجل السعودية بخدمة ضيوف الرحمن، من الطبيعي أن يتم استغلال هذا الحدث الديني الكبير بصورة سلبية من الأعداء، وهذا الأمر للأسف اعتدنا عليها، وواجهناه بالأفعال لا بالأقوال، فكل عام هناك أسطوانة متكررة ومتنوعة بأسلوبها بهذا الخصوص، فأصبحت عادة متكررة، لا يتم الالتفات لها، للانشغال المباشر بالاستعداد والتخطيط لحج العام المقبل! وخلال موسم حج «2024» والنقلات الكبيرة والابتكارات المتنوعة والخدمات المضافة التي سُخرت له، وجدنا أن الهجوم بازدياد أكبر باستراتيجية إعلامية مباشرة، تعتمد على أفراد وبسذاجة متناهية، لاستعطاف فئات معينة يسهل استغفالهم، فلاحظنا أنه في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت الاستراتيجيات المضادة لنا بصورة ملحوظة من خلال الأفراد ودعم الحملات الفردية من دول وجماعات لا تخفى علينا، فتكررت الفيديوهات والصور والتعليقات البعيدة عن الواقع والمصداقية، وانتشرت بصورة كبيرة، صحيح أنه كان لبعضها تأثير محدود، وهذه حقيقة خصوصا مع دعم منظمات إعلامية إخبارية لهذه الإساءات وتغليفها بصورة إعلامية احترافية، تجعل من المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعيين يتفاعلون معها بصورة غبية ويتناقلونها بينهم، والأمثلة كثيرة التي شاهدناها باندهاش وباستغراب شديدين، في حوار ومواجهة شعبية ما بين السعوديين والمنصفين من الأشقاء العرب والمسلمين وما بين المفبركين الذين يخلط لهم خلف الكواليس لتضخيم الإساءات نحو السعودية ودورها الكبير والعظيم في خدمة الحجاج. ولكن لماذا لم ننقل واقع الإساءات التي شاهدناه من وسائل التواصل الاجتماعي الشعبية، إلى إعلامنا الرسمي المتنوع، والتعامل المباشر مع الإساءات التافهة والتي قد تتضخم بصورة أكثر شفافية، فيكون الأشخاص الذين ظهروا بفيديوهات كاذبة ومسيئة أمام الملأ وبأسلوب حازم وجاد على بعض القنوات التي ندعمها وتوجهها لأبناء هذه الدول، ونستفيد من الإعلاميين الذين انتموا لنا مؤخرا من خلال تعليقهم وبرامجهم المباشرة، لمخاطبة رجل الشارع العادي والبسيط، الذي ستكون ردة الفعل الأولى لبعض الإساءات مؤثرة فيه بصورة عفوية، لا تجعله أحيانا ينتظر كشف الحقائق ومتابعة الأمر، وهنا نحن أمام معضلة إعلامية سهل حلها، بالنزول لمستويات الملعب الذي تم وضعنا فيه! فلا يكفي مع احترامي وتقديري الاعتماد على السعوديين في وسائل التواصل الاجتماعي وبجهود فردية، للرد والبحث، فالأمر هنا يمس شعيرة مهمة، وجهود عظيمة تزداد في كل عام وبإشراف مباشر ومتابعة من قيادتنا الحكيمة، نحتاج على بالفعل لأعداد برامج وثائقية نرصد فيها الإساءات ونتعامل معها بجدية وشفافية، ونكشفها ونبين حقائقها بتعامل رسمي لا نخجل منه، أو نعتبر أن الأمر لا يستحق التصعيد، لدينا القدرات ولدينا الكفاءات الإعلامية والمهم لدينا الحقائق والمصداقية، فتكون فرصة لنا لكشف الزيف والأكاذيب الإعلامية التي تابعناها بصورة رسمية ودعمها قدر الإمكان بانتشار أكبر، أما التعامل مع ما تم بالصورة التقليدية التي تمت، لا يخدمنا مطلقا، في ظل الاستراتيجيات الإعلامية الهجومية التي ما زالت مستعرة باستغلال أمور وحوادث طبيعية وتضخيمها بصورة قد يتأثر بها من تنطلي عليه الأكاذيب..!!