من المعلوم أن الزواج من سنن الحياة والزواج من سنن المرسلين قال سبحانه: (ويزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما)، وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، وقد أكد أستاذ طب النساء والولادة وعلاج العقم البروفيسور حسن صالح جمال خطورة انخفاض أعداد المواليد في المملكة، وقال لا بد أن ننتبه للمشكلة لأن ذلك يعتبر انقلابا في الهرم السكاني، وأشار إلى أن معظم السكان سيكونون من كبار السن وبالتالي وجود عدم استقرار وظهور مشكلة الضمان الاجتماعي ولذا فمن الضروري الوصول إلى حلول لزيادة أعداد المواليد في المملكة. وحول هذا الموضوع كشفت الدكتورة هيفاء التركي استشارية نساء وولادة وتأخر الإنجاب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر أن نسبة تأخر الإنجاب بسبب الرجال بحسب إحصائيات عالمية ارتفعت إلى 50 - 60 % و40 % لنساء، مؤكدة على أن السمنة من أهم أسباب تأخر الإنجاب لدى النساء إضافة إلى عدم ممارسة الرياضة والأكل الصحي والتوتر الزوجي وإلى أمور أخرى تتعلق بالتبويض وتشوهات الرحم؛ ومن أسباب تأخر الإنجاب لدى الرجال عوامل بيئية وجينية أو مشكلات في العلاقة الجنسية إلى جانب عوامل أخرى كعدم ممارسة الرياضة والتدخين والقلق. وتناولت الاستشارية الفحوصات الخاصة بالنساء كفحص التبويض وفحص الأنابيب وتنظير الرحم، وفحوصات الرجال وفحص وتحاليل الدم الهرمونية مسلطة الضوء على معالجة الأسباب لكلا الجنسين وطمأنت الجميع أن برنامج الجينوم السعودي سيحد إلى درجة ما من تأخر الإنجاب إلى جانب تدخل الذكاء الاصطناعي في طرق التلقيح والإخصاب لأطفال الأنابيب عبر الروبوتات ووجود مختبرات الأجنة واستخدام الخلايا الجذعية مما سيزيد فرص الإنجاب. وأبدت أملها بوجود المستشفيات الحكومية المتخصصة في أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري والخصوبة إلى جانب إمكانية تغطية التأمين لهذه العلاجات لتكاليفها العالية. وأخيرا نشرت بسمة السيوفي مقالا قالت فيه: لماذا لا يتزوج الشباب، فالشاب هو المبادر والبادئ والعائل وأن هناك تزايدا ملحوظا في عدد الشباب الذين يتأخرون عن الزواج أو يقررون تجنبه بالكامل مما يعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الكبيرة، بينما يشتكي الشباب من ارتفاع تكاليف الزواج بشكل ملحوظ وفقا لتقرير مؤسسة الملك خالد في 2023 إذ أنها تتراوح بين 150,000 - 300,000 ريال أضافة إلى تزايد أسعار العقارات فيصبح العبء المالي مؤثرا على قدرة الشباب على تحمل التكاليف ويدفعهم ليفضلوا الزواج من خارج المملكة ولذا نجد أن 62 % من الشباب يفضلون تأجيل الزواج حتى تحقيق الاستقرار المهني والاقتصادي، علما أن تأخر الزواج أو تجنبه يمكن أن يكون له تأثيرات متعددة على المجتمع كتغير الهيكل العمري للسكان، مما قد يؤثر على الأبعاد الاجتماعية كالتقاعد والرعاية الصحية وتأثيرات اقتصادية وعدد المواليد وحقيقة أن تأخر الشباب في الزواج أصبح ظاهرة ومتواجدة لدى كثير من الأسر، بل إن منهم من وصل الخمسين دون أن يفكر في أزواج ولا حتى يتحدث عنه ولو سألت أيا منهم لأجابك بعدم رغبته ولو أراده فسيتعذر بالمهر والسكن والمركبة المناسبة وصعوبة الوصول إلى المرأة المناسبة وأن الزواج سيتلوه إنجاب أولاد وبنات وهؤلاء يحتاجون إلى كل شيء، بما في ذلك العناية والرعاية، ولذا فالأمر شائك وتلك الأيام الأسعار مرتفعة وستزيد ارتفاعا، ودخل الكثير من الأفراد الشباب متدنٍ، وغالبا لن يتحمل الإنفاق الأسري وأما العاطل فلا حرج عليه.