كشفت الدكتورة هيفاء التركي -استشارية نساء وولادة وتأخر الانجاب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر- أن نسبة تأخر الإنجاب بسبب الرجال بحسب إحصائيات عالمية محكمة ارتفعت الى 50-60%، فيما نسبة تأخر الإنجاب بسبب النساء 40% رابطةً ذلك بعمر المرأة، فكلما تجاوزت عمر 35 سنة قلت فرص الإنجاب أو التلقيح البويضي أو الصناعي، وزيادة فرص الاجهاضات، مؤكدةً أن منظمة الصحة العالمية أدرجته مؤخراً من ضمن المشاكل الصحية. وأكدت الدكتور هيفاء التركي خلال لقاء ديوانية الأطباء 87 بعنوان: "تأخر الانجاب؛ الأسباب، والحلول الحديثة، والتحديات الجينية"، والتي أقيمت بمدينة الخبر، على أن السمنة من أهم أسباب تأخر الإنجاب لدى النساء، إلى جانب عدم ممارسة الرياضة والأكل الصحي وارتفاع حدة القلق والتدخين والتوتر الزوجي وزيادة العمر ومشاكل التبويض وانسداد الانابيب وتشوهات الرحم.وأشارت إلى أن من أسباب تأخر الانجاب لدى الرجال يكون إمّا بسبب عوامل بيئية وجينية، أو مشاكل في العلاقة الجنسية، أو مشاكل في السائل المنوي، أو مشاكل في الدوالي، إضافةً إلى عدم ممارسة الرياضة والتدخين والقلق، لافتةً إلى أنه وبحسب دراسات عالمية هناك واحد من كل ستة أشخاص سيعاني من صعوبة الإنجاب -نسبة 17.5% من سكان العالم يعانون من صعوبة الانجاب-، فيما دراسة قامت بها الدكتورة مع فريقها ونشرت بمجلة جمعية الخصوبة في الشرق الأوسط قبل سنوات تشير إلى أن نسبة تأخر الإنجاب في الخبر حوالي 18%، ودراسة أخرى قاموا بها بمستشفيات المنطقة الشرقية وجدوا أن نسبة التأخر في الإنجاب 20% بين سكان المنطقة الشرقية، ملمحةً إلى أنهم يقومون الآن بدراسات على مستوى المملكة مستوفية الشروط وستظهر نتائجها قريباً. وأوضحت الدكتور هيفاء التركي أن هيئة الخصوبة والإنجاب ببريطانيا أعلنت قبل أسبوعين تقريباً أن 85% من الأشخاص المتأخرين في الانجاب هم حزينين أغلب الوقت، ناصحةً بعدم تدخل المحيطين في هذه المشكلة -تأخر الانجاب- بين الزوجين وتركها لهم ليعملوا على حلها، حتى لا يكون هناك ضغط نفسي إضافي عليهم، مبينةً أن مشكلة الإنجاب هي المشكلة التي يشتركا فيها الزوجين معاً، ولها تأثيرات نفسية وتؤدي إلى الاكتئاب والتوتر الزوجي. وتناولت استشارية النساء والولادة وتأخر الانجاب الفحوصات الخاصة بالنساء منها "فحص التبويض، فحص الانابيب، تنظير الرحم"، وفحوصات الرجال "تحليل السائل المنوي، فحص الخصيتين، تحاليل الدم الهرمونية"، مُسلطةً الضوء على طرق العلاج بمعالجة الأسباب بدءً من تنشيط المبايض وعلاج الألياف واللحميات -إن وجدت لدى النساء- والعمل على التلقيح الصناعي أو الاخصاب في المختبر، وضرورة التركيز على الأكل الصحي وممارسة الرياضة وعدم التدخين والابتعاد عن القلق، وممارسة الرياضة والاكل الصحي. وطمأنت الجميع أن برنامج الجينوم السعودي -أحد المشروعات الوطنية الرائدة لتحقيق رؤية المملكة 2030- سيحد إلى درجة ما من تأخر الإنجاب، الى جانب تدخل الذكاء الاصطناعي في طرق التلقيح والاخصاب لأطفال الأنابيب عبر الريبوتات، ووجود مختبرات الاجنة واستخدام الخلايا الجذعية، مما يزيد فرص الانجاب، وقالت: نعمل على دراسة حديثة بشأن الخلايا الجذعية وامكانية التلقيح والانجاب ستنشر قريباً، الى جانب استخدام تقنيات حفظ البويضات والحيوانات المنوية للمصابين بأمراض مزمنة مثل امراض السرطان. وأبدت أملها بوجود المستشفيات الحكومية المتخصصة في أطفال الأنابيب والتقليح المجهري والخصوبة، الى جانب إمكانية تغطية التأمين لهذه العلاجات لتكاليفها العالية، مُتطرقةً إلى "نعمة الاحتضان" وأجره العظيم للعائلات جميعاً، خاصةً الذين يجدون صعوبة في الانجاب وأن يكونوا أسر حاضنة، وهناك جمعيات بالمملكة منها جمعية "الوداد لرعاية الايتام"، وقالت: نعمل الآن جنباً إلى جنب مع جمعية "إنجاب للمساعدة المتأخرين في الإنجاب" بالمنطقة الشرقية في التوعية والتثقيف للمجتمع المحلي وغيرها من البرامج.يُذكر بأن تكاليف وعمليات أطفال الانابيب تتراوح مابين 10-20 ألف ريال من دون الفحوصات الأخرى وهي ومرتبطة بعمر المرأة.