قتل 80 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح في هجوم "شنته قوات الدعم السريع" على قرية جلنقي في ولاية سنّار بجنوب شرق السودان، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود عيان. وأوضح مصدر طبي "وصلَنا في المستشفى 55 قتيلا، وعشرات الجرحى بينهم عدد من الحالات حرجة، وتوفي منهم 25، ليرتفع العدد إلى 80" قتيلا. وقال أحد سكان القرية، وهو يرافق ابنه المصاب الى المستشفى "أمس وصلت ثلاث سيارات مسلحة وأرادت اقتحام منازل القرية، وتصدى لهم الناس". وأشار إلى أن المسلحين "انسحبوا (لكنهم) عادوا بقوة بأكثر من عشر سيارات، وأطلقوا النار عشوائيا على القرية"، ما أدى الى سقوط قتلى. وأفاد المصدر ذاته، بأن المسلحين قاموا بإحراق منازل، بينما "ظلت بعض الجثث لساعات في العراء". وأتى الهجوم غداة انطلاق مباحثات في سويسرا دعت إليها الولاياتالمتحدة، سعيا لوقف إطلاق النار في الحرب التي اندلعت العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع. وحضر ممثلو قوات الدعم الى جنيف في حين غاب ممثلو الجيش، لكن يتم التواصل معهم عبر الهاتف، وفق ما أكد المبعوث الأميركي الى السودان توم بيرييلو. وسيطرت قوات الدعم السريع أواخر يونيو على مدينة سنجة عاصمة سنّار. وأدت المعارك في الولاية الى نزوح نحو 726 ألف شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة التي تفيد بأن سنّار كانت تستقبل أساسا أكثر من نصف مليون نازح بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع. وتربط سنّار بين وسط السودان وجنوبه الشرقي الخاضع لسيطرة الجيش. في المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم الخرطوم وولاية الجزيرة (وسط) وإقليم دارفور (غرب)، إضافة الى مساحات واسعة من كردفان (جنوب). واندلعت المعارك منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. واتسع نطاق الحرب لتطال مناطق واسعة. وأوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأممالمتحدة التي، على غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تندّد بعوائق تحول دون إتمام العمل الإنساني. وأرغم النزاع أكثر من خمس السكان على النزوح، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأممالمتحدة في يونيو. ورغم عدم مشاركة الجيش في المفاوضات في جنيف، قال بيرييلو لوكالة فرانس برس إن المحادثات حققت بعض النجاح، من خلال التركيز الدولي على السودان في وقت "كان فيه العالم يحول انتباهه بعيدا". وأعلنت سلطات البرهان أن معبر أدري الحدودي مع تشاد سيعاد فتحه لايصال المساعدات الإنسانية. وقال بيرييلو إن فتح المعبر "كان مطلبا أساسيا منذ أشهر، لنقل المساعدات الإنسانية إلى بعض أجزاء دارفور الأكثر معاناة من المجاعة والجوع".