أكد مختصون في صناعة زيت الزيتون، أن السوق يشهد مضاربات في الأسعار أوصلت أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة، حيث ارتفع سعر اللتر لما يصنف بأنه بكر "عصره أولى" إلى نحو 150 ريالاً، عدا أن الحصول على زيت زيتون طبيعي بعيد عن شبهة الغش يستلزم الحصول عليه من مصادر موثوقة، ولفت منتجون إلى أن جزءاً من مسالة ارتفاع الأسعار يعود إلى الجفاف الذي أصاب منطقة حوض البحر المتوسط المنطقة الرئيسة لإنتاج الزيتون ما أثر على المعروض من الزيت، إلا أن هذا الأمر تم استغلاله بشكل كبير من بعض التجار. ضرورة صحية وأوضحت اختصاصية الأغذية شيماء الزهراني، أن زيادة الطلب على الزيوت النباتية الطبيعية وبالأخص زيت الزيتون يعود إلى إدراك الناس لضرورته الصحية، إلا أنه يجب أن يكون طبيعياً ليعطي الفائدة المرجوة، مبينة بأن الدهون تمد الجسم بأحماض دهنية مهمة، فيما يؤكد مختصون أن أغلب المتداول في السوق إما مكرر أو مخلوط أو متبقي عملية العصر "تفل"، محذرين بشكل خاص من مواقع البيع الشخصي على وسائل التواصل نظراً الى أنها قد تكون مخلوطة بزيوت ضارة. وكان مختصون على وسائل التواصل قد أشاروا الى أن الزيوت المكررة والمخلوطة بات لها سوق رائجة مع ارتفاع الطلب وقلة المعروض من الممتاز البكر، موضحين بأن متبقي الزيتون "التفل" بات يباع علنا في السوق للاستهلاك الآدمي بعد أن يستخدم فقط لصناعة المستحضرات والصابون. وبالرغم من أن تصنيف الهيئة العامة للغذاء والدواء لا يضع متبقي عملية العصر ضمن المستهلك، الا أنه بات يستهلك، وتصنف الهيئة زيت الزيتون بكر عصره أولى، بأنه الذي يتم الحصول عليه من أول عصره لثمرة الزيتون، وهو أفضل أنواع زيت الزيتون جودة وقيمة غذائية، كما ان درجة التدخين له منخفضة لذا فهو يتأثر بالحرارة العالية، ودرجة الحموضة فيه لا تزيد عن 8 %، فيما صنفت زيت الزيتون البكر الممتاز في المستوى الثاني، ويمكن استخدامه لأغراض التتبيل والطبخ دون القلي العميق، وبدرجة حموضة لا تزيد عن 2 %. ولفت المزارع المنتج لزيت الزيتون، حمدان الرويلي، الى أن موضوع الجفاف الذي أصاب منطقة البحر المتوسط المنطقة الرئيسية لإنتاج الزيتون في العامين الأخيرين وأثرت على كمية الإنتاج أستغل بشكل مبالغ فيه من بعض التجار، وبشكل أدى الى الارتفاعات الأخيرة في أسعار زيت الزيتون التجاري لدى المحلات. وعن أسعار الزيت البكر المنتج محليا من المزارع أشار الى ان اللتر يتراوح بين 45 و50 ريالاً من المزرعة، بينما تتم المضاربة بالأسعار في مناطق اخرى ليصل سعر اللتر الى ما يزيد عن 100 ريال، لافتا الى أن البعض أفاد بان سعر تنكة الزيت البالغ وزنها 16 لتراً يصل سعرها لدى بعض التجار في جدة الى 1200 ريال. عروض وهمية وحذر الرويلي، من العروض التي تقام على زيت الزيتون، مشيراً الى أن القائمين عليها إذا لم يكونوا أشخاص أو جهات معروفة، فإنه يخشى ان يكون الزيت قديماً او مخلوطاً أو مكرراً، ولا يذكر ذلك على العبوات التي تباع للمستهلكين. وافاد المختص في صناعة زيت الزيتون محمد الحسيني، الى وجود تلاعب في أسعار زيت الزيتون والذي يباع على أنه درجة أولى بينما يشير أصحاب الشأن الى أنه من المخلوط مع زيوت أخرى، مشيرا الى أن نسبة الحموضة في البكر الممتاز عالميا يجب أن تكون 1 % وليس 2 % حسب ما حددته الهيئة. ونصح رئيس اللجنة الزراعية بغرفة الشرقية محمد بن دايل، من يرغب بشراء زيت الزيتون ذي الجودة أن يشتريه من جهة موثوقة وليس من السوق، مستغرباً في الوقت نفسه من المضاربات في الأسعار، والتي صعدت بأسعار التفل والذي هو أدنى الأنواع جودة، مشيرا الى أن زيت الزيتون البكر عصره أولى لا يوجد غالبا في المراكز التجارية بل لدى المزارع والموزعين. وأكد أحد المنتجين من منطقة الجوف محمد الهران، بأن ارتفاعات الأسعار كان لها أسباب مختلفة الا ان أبرزها زيادة الطلب الى جانب انخفاض المعروض في العامين الأخيرين، مشددا على أهمية دعم الإنتاج المحلي بشكل أكبر. وأفاد بأن الزيتون المعد للعصر يجب ان يوضع في مكان بارد لا يتجاوز 25 درجة مئوية، لنضمن الفائدة الأكبر لزيت الزيتون لأن تجاوزها الى أكثر من ذلك يؤدي الى احتراق وتطاير مواد أساسية مفيدة للجسم، الا ان ذلك قد يقلل من الكمية ما يجعل البعض الى عدم تفضيله برفع الحرارة في المعصرة الى مستويات عالية قد تتجاوز 30 درجة للحصول على كميات أكبر. وأضاف بأن الاهتمام بزراعة وانتاج الزيتون بالمناطق الشمالية والشمالية الغربية جعل من زيت الزيتون احدى الصناعات البارزة خاصة مع انتشار المعاصر، لافتا الى أن الزيت السعودي المنتج من المزارع مضمون، بعكس المستورد الذي قد يتعرض لعميات الخلط. ونصح عضو اللجنة الزراعية الوطنية وأحد منتجي زيت الزيتون بالقريات د. مرزوق الخنجر، من يرغب بشراء زيت الزيتون أن يبتعد عن المكرر والمخلوط لضررها على الصحة، لافتاً الى أن بعض المنتجين الذين يمكث لديهم زيت الزيتون لفترة طويلة أو الذي يعرض لدرجة حرارة عالية تتجاوز 40 درجة مئوية يبيعونه بأسعار مخفضة ويقوم تجار بخلطه مع زيت زيتون مستورد ويبيعونه على أنه بكر. وأبان بأن الغش في زيت الزيتون يصعب كشفة الا بأجهزة خاصة في المختبرات، مبيناً بأن المختبرات تظهر نسبة الحموضة في الزيت الى جانب نسبة التزنخ، لافتاً إلى أن نسبة التزنخ إذا تجاوزت 15 % فهو غير صالح للاستهلاك الآدمي.