حي البطحاء وسط الرياض يعاني من سلوكيات مسيئة تمارسها بعض العمالة الأجنبية التي شئنا أم أبينا فهي تشكل السواد الأعظم من مرتادي هذا الجزء المهم من العاصمة الرياض، وأجزم أن وسط كل مدينة رئيسة في وطننا الغالي ترتادها مثل هذه الفئات من العمالة متدنية التعليم والتي ربما جاءت من مناطق لا تعير نظافة المدن أدنى أهمية، ستعاني نفس المعاناة وتواجه نفس الممارسات التي تستدعي رقابة ميدانية وغرامات رادعة. أذهب إلى حي البطحاء الذي تخرجنا من أطرافه وتعودنا ارتياده يومياً (آنذاك) لقضاء احتياجاتنا وشراء ما نحتاج من أدوات مدرسية وملابس رياضية ومواد غذائية وخضروات وفواكه من تجار محليين أغلبهم من كبار السن (الشياب) تغمدهم الله بواسع رحمته، وكانوا جميعاً من الحريصين على نظافة الحي والأسواق وقبل ذلك نظافة الضمائر وطهارة التعاملات التجارية، أقول أذهب الآن لحي البطحاء فأرى صوراً من الممارسات تجعلك لا تأمن على ثيابك من الاتساخ، فهذا يرمي كأس القهوة تحت قدميك وذاك يقذف المناديل خلفه غير مكترث أين تقع ولا على وجه من تلتصق، وعلب المشروبات الغازية تفترش بها الأرصفة وغيرها من النفايات التي تشوه جمال وسط البلد. الأمر يحتاج إلى رقابة ميدانية سرية وغرامات رادعة تسبقها غرامات توعوية (قرصة أذن) لفترة محددة، فمشكلة المرتادين هي مشكلة وعي وجهل بالأنظمة وجهل بأهمية نظافة الطريق والحي والأرصفة حتى من أصحاب المحلات، وبلدية البطحاء بمراقبيها الحاليين وأوقات دوامهم وساعات عملهم لا يمكن أن تغطي وتسيطر على كل تلك الممارسات، فالمنطقة تحتاج لرقابة ميدانية سرية مكثفة ليل نهار وغرامات صارمة ورادعة. وإحقاقاً للحق فإن أواسط المدن ليست المتأثرة وحدها بالسلوكيات غير المنضبطة وأهمها رمي النفايات سواء من المشاة أو من نوافذ السيارات، فقلة الوعي ليست حكراً على فئة من السكان أو حي بعينه، ويجب تطبيق غرامات شديدة ومؤثرة على رمي النفايات سواء من المشاة أو من المركبات في كل مدينة وكل حي وكل طريق، لكن مناطق تجمع العمالة في وسط المدن تعاني أكثر وازدحامها أشد والحنين لها أكبر.