على أثر ما تبقى من الوقت للوصول إلى عام الرؤية 2030، اجتذبت المملكة في علاقاتها الدولية عبر العمل الدبلوماسي الذي لا يهدأ الكثير من الاستجابات السريعة لمفاهيم التغيير من خلال العديد من الملفات المهمة بدءاً من عودة العلاقات السعودية مع إيران، إلى محادثات السلام مع الحوثيين اليمنيين، مروراً بإعادة دمج سورية في جامعة الدول العربية، إلى تأكيد المحاولات للتوصل إلى اتفاقية سلمية ووقف إطلاق النار في السودان، واستضافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة جامعة الدول العربية. وقد ركزت المملكة على التغيير من خلال سياستها الخارجية الحالية في التعامل مع الأزمات من خلال اعتمادها على الدبلوماسية، والمساهمة في تهدئة التوترات ووقف التصعيد والصراع الدائر في الدول المجاورة والدول المتضررة حول العالم، وقد أصبح هذا الأمر أكثر وضوحاً في هيكل التغيير الذي تعلنه الرياض منذ إقرار وتنفيذ استراتيجية الرؤية، والتي هي برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي الطموح للغاية الذي من خلاله سيتم تحويل المملكة إلى اقتصاد معرفي حديث ومتكامل عالميًا والذي يعتمد بشكل أقل على ثرواته النفطية، وتتمثل المهمة الأساسية والحالية للسياسة الخارجية السعودية في دعم هذه الطريقة وتمكين تفعيلها. المملكة واصلت التركيز على الهدف العام نفسه من خلال الامتداد في دعم رؤية 2030، التي غيرت شكلاً وموضوعاً في استراتيجية المملكة الخارجية، مما ساهم في إبراز قوة السعودية بطريقة مختلفة عما كانت عليه في السابق بما في ذلك قدرتها الجديدة للتعامل مع التحديات القائمة وبناء التحالفات، وتظل الرياض منفتحة على التعاون بكل ما يخدم مصلحة المملكة. في إطار عام، تحاول المملكة أن تضع نفسها في موقف يتعامل وفق علاقات بناءة مع الجميع وبناء الجسور مع القوى الإقليمية الأخرى وهي تتجه لمستقبل ما بعد النفط والاستفادة من موارد البلاد الأخرى، ولا شك أن سياسة المملكة اليوم تنبني على استثمار مواقعها الجيوسياسية واستثمار مقوماتها ومقدراتها ومكتسباتها واستثمار العلاقات الدولية في اتجاه استمرار واستدامة الاستقرار في الإقليم لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. تنامي علاقات المملكة مع القوى الكبرى روسيا أو الصين أو الهند أو البرازيل أو غيرها هي بمثابة إشارة حقيقية عن ذاتها لأنها تعتبر نفسها قوة مهمة جداً ليس في العالم الإسلامي بل في المجتمع الدولي وهذا التنامي جاء بمحاذاة النمو الاقتصادي المهم الذي نشهده اليوم مشبعاً بالاستثمارات الخارجية والاتفاقيات الدولية المهمة.