أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريتش عن قلقه البالغ إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية على محافظة الحديدة في اليمن. ودعا في بيان، جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس؛ لتجنب الهجمات التي يمكن أن تؤذي المدنيين وتلحق الضرر بالبنية التحتية المدنية. وتشير التقارير الأولية إلى أن الغارات خلف العديد من القتلى وأكثر من 80 جريحاً، فضلاً عن وقوع أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية. من جهته عبّر معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، عن بالغ القلق للتصعيد العسكري في اليمن والهجمات الإسرائيلية التي شهدتها محافظة الحديدة يوم السبت الموافق 20 يوليو 2024م، التي تُضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة والتوصل إلى حل سياسي في اليمن، مؤكداً أن استمرار العمليات العسكرية في المنطقة يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ويؤدي إلى تفاقم حدة الأوضاع الإنسانية في المنطقة. ودعا معاليه الأطراف كافة إلى ضبط النفس، والمجتمع الدولي والدول الفاعلة إلى تحمل مسؤوليتها في إنهاء الصراع في المنطقة، مؤكداً أهمية استمرار جهود دول مجلس التعاون لإنهاء الحرب في غزة، ودعم جهود السلام في اليمن، مشدداً على ضرورة استمرار جميع الجهود الدولية والأممية لوقف قوات الاحتلال الإسرائيلية عن انتهاكاتها المتواصلة، والوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، بما سيسهم في وقف دائرة الصراع والتوصل إلى حل سلمي وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة. من جهة اخرى تواصل فرق الإطفاء الاثنين جهودها لاحتواء الحريق الهائل الذي لا يزال مشتعلاً في ميناء الحُديدة بغرب اليمن، بعد يومين من غارة إسرائيلية أصابت خزانات نفط ومحطة لتوليد الكهرباء في الرصيف البحري. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الحُديدة إن ألسنة اللهب الكثيفة والدخان الأسود شوهدت تتصاعد في السماء لليوم الثالث على التوالي بعد غارة يوم السبت. وبحسب المراسل، يبدو أن فرق الإطفاء لم تحرز تقدماً يذكر، إذ أن الحريق يمتد في بعض أجزاء الميناء، وسط مخاوف من وصوله إلى منشآت تخزين المواد الغذائية. وأظهرت صور أقمار اصطناعية عالية الدقة التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" ألسنة اللهب تلتهم منطقة تخزين الوقود المتضررة بشدة في الميناء. ويُدار مستودع الوقود من قبل شركة النفط اليمنية التي قالت في وقت متأخر الأحد إن الأشخاص الستة الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية كانوا من موظفيها. ويقول الحوثيون إن أكثر من 80 آخرين أصيبوا في الهجوم، وبعضهم حروقه خطرة. وفي تطور كبير في الأحداث، أغارت مقاتلات إسرائيلية السبت على ميناء الحديدة الإستراتيجي، غداة تبنّي الحوثيين هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب، وكانت هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها الدولة العبرية هجوماً على اليمن. وتوعّد الحوثيون إسرائيل ب"رد على الهجوم"، مهددين باستهداف تل أبيب مجدداً. وقالت مجموعة "نافانتي" للاستشارات التجارية ومقرها الولاياتالمتحدة نقلاً عن تجار، إن غارات السبت دمرت خمس رافعات وقلصت سعة تخزين الوقود في الميناء من 150 الفا إلى 50 ألف طن. ويعد ميناء الحديدة نقطة دخول رئيسية للوقود والمساعدات الإنسانية إلى اليمن، الذي تقول الأممالمتحدة إن أكثر من نصف سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه إن "ميناء الحديدة هو شريان حياة حيوي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن". وأضافت أن "أي تأثير على هذه البنية التحتية يعرض للخطر دخول السلع الأساسية ويعيق جهود الإغاثة".