ما نشهده من حراك مذهل متسارع الوتيرة في بلادنا، في شتى المجالات، وبشكل أذهل العالم، وأثار إعجابه، بل إنه دعا دول العالم لأن تسعى وتقفو خُطى بلادنا، وتترسّم طريقها في التخطيط والبناء وجودة ودقّة التنفيذ، ما نشهده ما هو إلاّ ترجمة حقيقية للعمل الجاد المسكون بالشغف، والإرادة الصادقة، وحُسن التخطيط. ولا غرابة في أن يتحقق ما نراه من قفزات تنموية، ومشاريع عظيمة، وتقدّم مذهل في الأرقام والإحصاءات، مما جعل المملكة تحقق مراتب عالمية متقدمة بين الدول الأكثر تنافسية في العالم وتتبوأ المراكز الأهم بين دول مجموعة العشرين. كل هذه الإنجازات والمراكز العالمية التي جعلت من المملكة نموذجاً رائداً يعيدنا لاستلهام الكلمات العظيمة والوعد الذي قطعه قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حين قال: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على الصعد كافة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك»، وهذا الوعد رافقه حفْز وهِمّة طموحة من عرّاب الرؤية 2030 سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أبان في كلمة له أنّ: «رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية، تتقبّل الآخر»، وأضاف سموه: «سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح»، «في المرتكزات الثلاثة لرؤيتنا: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي؛ سنفتح مجالاً أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكاً، بتسهيل أعماله، وتشجيعه، لينمو ويكون واحداً من أكبر اقتصادات العالم، ويصبح محركاً لتوظيف المواطنين، ومصدراً لتحقيق الازدهار للوطن والرفاه للجميع، هذا الوعد يقوم على التعاون والشراكة في تحمل المسؤولية». بالأمس حمل لنا المؤتمر الصحافي الذي أقامه وزير السياحة، بشائر وقراءة اقتصادية مستقبلية باعثة على الفخر والاعتزاز؛ فقد أكد معاليه أنّ معدل نمونا السياحي 153 % مقارنة ب 2019 مما جعلنا الدولة الأسرع نمواً بين دول مجموعة العشرين، وجاء في ثنايا حديثه أن القطاع السياحي يشكل حالياً 5 % من الاقتصاد المحلي، ونخطط للوصول إلى 10 % بما يعادل من 600 - 700 مليار. كما لفت إلى أننا وصلنا -ولله الحمد- لما يقارب 109 ملايين سائح، منهم 27 مليون سائح قدموا من الخارج، مما جعل المملكة تحتل المرتبة 11 عالميًا من حيث عدد السياح. هذه الأرقام والقراءات التي تستشرف المستقبل القريب، تؤكد نجاعة وبراعة رؤية المملكة 2030، وكيف أنها برحابتها وشموليتها نقلت وطننا العظيم لمراتب عالمية نحن جديرون بها، وهو أمر وضعته رؤيتنا وطبّقته بدقة في التنفيذ والمتابعة، وهي أننا لن نقف عند مصادر الدخل الريعية السابقة، وإنما سنستثمر في كنوزنا وممكناتنا العظيمة المختلفة التي تشكّل السياحة أحد روافدها. ما يبهج أن طابع هذه الرؤية يتسم بالديمومة واستدامة النماء، واستثمار الإنسان، والمكان، وكل كنوزنا المخبوءة والظاهرة.