39 ميدالية وأربع جوائز عالمية حققتها المملكة في أولمبياد الكيمياء الدولي في عام 2023 الذي أقيم في سويسرا، اليوم ومن تاريخ 21 يوليو حتى 30 تستقبل المملكة النسخة السادسة والخمسين للأولمبياد الدولي للكيمياء في جامعة الوطن جامعة الملك سعود وبتنظيم مشترك بين وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع "موهبة" وبرعاية حصرية من الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" ذات الريادة في الصناعات الكيميائية. (Cho) هكذا سمي الأولمبياد الدولي للكيمياء في نسخته الأولى عام 1928 في تشيكوسلوفاكيا، وتضمن دولا قليلة وعددا لا يتجاوز ستة طلاب، لكن لاحقا تطورت الفكرة وتضاعفت المشاركات حتى وصلنا لهذه النسخة التي تضم أكثر من 90 دولة، وأكثر من 330 من طلبة المرحلة الثانوية، وقرابة 260 مدربا مختصا في الكيمياء، وتشمل المسابقة اختبارا عمليا ونظريا مدة كل منهما خمس ساعات، ستشهد الفعالية احتفالات وزيارات من تنظيم الجامعة وسابك بجانب موهبة التي تلعب دورا رئيسا في تنظيم هذا الحدث الشيق. "سنجمع المبدعين والموهوبين من كل أنحاء العالم لصنع شيئا مختلفا"، هكذا قال سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وهكذا نشاهد اليوم ففي هذا الصيف المملكة تشهد أكثر من فعالية تحتضن موهوبي وعباقرة العالم، فقد شهدنا كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الأسبوع الماضي ونجاحه الدولي، ومجيء أولمبياد الكيمياء في هذا التوقيت استكمالية لتكاتف قطاعات الدولة الحيوية وميكانزيم عالي جدا في الشراكات والاستقطابات العالمية، بلا شك أن مثل هذا الحضور المعرفي هو محط تلاقح للخبرات والعقول بل أجد أنه حدث نوعي واعتباري إذ يمكن من إيجاد قاعدة للعلماء والنوابغ بجانب انعكاس الوجه المعرفي للمملكة وكونها من أقدم المجتمعات المعرفية والإنسانية في التاريخ. إن اهتمام الجهات المنظمة أيضا يعزز تنمية القدرات البشرية وهي صميم رؤية المملكة فتتجاوز التأثير من قدرات المنتسبين لتصل للمستفيدين محليا وعالميا، كما أن استضافة هذا النوع من المناسبات يساهم بنشر ثقافتنا للعالم وتعزز مكانة المملكة في صناعات البتروكيمياويات التي نعتز بوجود سابك كواحدة من أقوى 10 شركات بتروكيماويات في العالم بل تحتل المركز الثاني عالميا بقيمة سوقية تتجاوز 221 مليار ريال، والممتع أن هذه الصناعات تتلامس مع كل جزء في حياة البشر، بل إن الحياة كلها كيمياء وتفاعلات واستقطاب المبدعين في المجال فرصة لرواد هذه الصناعات وأيضا للمهتمين بأن يكونوا جزءا من المستقبل. أتمنى أن نشهد المزيد من التعاون بين المجتمع المحلي والقطاعات التعليمية والصناعية، فأجد أن ثالوث الريادة يكتمل في هذا الأولمبياد، حيث تأتي الموهبة عبر موهبة والمعرفة عبر جامعة الملك سعود والتطبيق العملي عبر سابك وهو تحالف لافت ويعول عليه في الكثير من التحولات المعرفية النوعية المستقبلية، فكلما تم احتضان الموهوبين عبر إشراف أكاديمي متميز ودعم مهني كلما ازدادت حجم المنتجات المتوقعة وتضاعفت المخرجات النوعية، وستصبح الرياض بالفعل "أولمبيا" المنطقة لتسبق مسارح أثينا التاريخية بجبال طويق وعقول وسواعد أبنائه في ظل قادتنا -حفظهم الله-، وأهلا بالجميع.