يتواصل القصف الكثيف الثلاثاء في قطاع غزة المدمّر جرّاء العدوان الاسرائيلي المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر فيما تتلاشى الآمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتتفاقم "الكارثة الإنسانية" بحسب منظمات غير حكومية. وقال مسؤولو وزارة الصحة إن 17 شخصاً على الأقل استشهدوا في قصف إسرائيلي على المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع. كما استشهد ثمانية فلسطينيين على الأقل وأصيب عدد آخر في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة في وسط غزة أمس الثلاثاء. وذكرت وزارة الصحة في القطاع أن الضربة استهدفت مدرسة العودة في مخيم النصيرات. استشهاد 44 فلسطينيًا كما استشهد 44 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح، خلال الساعات الأربع العشرين الماضية، في سلسلة عمليات قصف جوي ومدفعي للاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة من قطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أن من بين الشهداء 35 فلسطينيًا استشهدوا في عمليات قصف لمنازل وتجمعات للفلسطينيين في النصيرات والزوايدة ودير البلح، كما استشهد ثمانية فلسطينيين في غارات عنيفة على منازل في مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة. وفي مدينة غزة، استشهد شاب فلسطيني قي قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في منطقة النفق وسط المدينة، تزامن ذلك مع مواصلة مدفعية الاحتلال قصفها لمدينتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع. واتهمت حماس إسرائيل بتصعيد الهجمات في غزة لمحاولة عرقلة جهود الوسطاء العرب والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتقول إسرائيل إنها تحاول القضاء على مقاتلي حماس. توقف المحادثات وفي وقت استؤنفت الجهود الدبلوماسية على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أعلن قيادي كبير في حماس وقف المفاوضات الجارية عبر الوسطاء "بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل". وكان مفاوضون قد قالوا إن جهود مصر وقطر في التوسط لإنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن وكذلك الإفراج عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية تحقق بعض التقدم. وقالت مصادر أمنية مصرية إن المحادثات توقفت يوم السبت بعد ثلاثة أيام من مفاوضات مكثفة لم تتمخض عن نتيجة قابلة للتطبيق وبعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت القائد العسكري البارز لحماس محمد الضيف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أمس الاثنين إن اثنين من كبار مستشاري نتنياهو أكدا أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى وقف إطلاق نار. اجتماع إسرائيلي لبحث صفقة الأسرى سياسياً، يعقد مجلس الوزراء الأمني المصغر الإسرائيلي اجتماعاً لبحث صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، ويأتي الاجتماع في ظل إصرار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على أن إتمام الصفقة سيشكل انتصاراً لحركة (حماس). وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصر على رفض انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا وعدم عودة السكان إلى شمال غزة. ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مجلس الوزراء الأمني سيبحث في اجتماعه اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن فريق التفاوض أبلغ نتنياهو أنه من دون الانسحاب من محور فيلادلفيا وعودة السكان للشمال، فلن توافق حماس. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن موقفه الحازم يدفع حماس إلى إبداء مرونة في المفاوضات، وقال في حديث للقناة 14 الإسرائيلية "علينا زيادة الضغط، وكلما ازداد سنحصل على صفقة تحرر أكبر عدد ممكن من المختطفين". واستبق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اجتماع المجلس الوزاري الأمني بتجديد موقفه المعارض لإبرام صفقة تبادل مع حماس، معتبرا صيغة الصفقة الحالية بمثابة انتصار لرئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، وتعكس ضياع الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش ودفع ثمنها غاليا، بحسب تعبيره. مطالبة بإبرام الصفقة في المقابل، خرجت مسيرة في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب دعت إليها عائلة الإسرائيلي المحتجز بغزة نمرود كوهين. تلاشي آمال التوصل إلى هدنة وشارك في المسيرة مئات من أقرباء وأصدقاء ومناصري عائلة الأسير الذين جابوا شوارع رحوفوت -مسقط رأس كوهين- في الذكرى العشرين لميلاده. وردد المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بإبرام صفقة تبادل وإعادة كوهين وجميع المحتجزين من غزة. ومن واشنطن، بدت الخارجية الأميركية واثقة من المضي قدما في صفقة التبادل، وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر ""ما نسمعه من الجانب الإسرائيلي هو الالتزام بمقترح بايدن وما يتسرب في الإعلام محاولات ضغط". وأشار ميلر إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن التقى مسؤولين إسرائيليين بارزين وناقش المحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر خلال الاجتماع أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بموجب الشروط التي وضعها الرئيس جو بايدن في 31 مايو الماضي. استشهاد 9241 طالباً فلسطينياً منذ بدء العدوان قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، إن 9241 طالبا استُشهدوا و15182 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر على قطاع غزة والضفة. وأوضحت التربية في بيان لها،وصل"الرياض" نسخة منه، الثلاثاء، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 9138، والذين أصيبوا إلى 14671، فيما استُشهد في الضفة 103 طلاب وأصيب 505 آخرون، إضافة إلى اعتقال 357. وأشارت إلى أن "497 معلماً وإدارياً استُشهدوا، وأصيب 3426 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 357 في الضفة". ولفتت إلى أن 353 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة للجامعات، و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 139 منها لإضرار بالغة، و93 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 69 مدرسة و5 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب، كما تم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة. وأكدت التربية أن "620 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء العدوان، و88 ألف طالب محرومين أيضا من الالتحاق بجامعاتهم، كما حرم الاحتلال 39 ألف طالب من قطاع غزة من تقديم امتحان الثانوية العامة، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة". عرقلة منهجية واعتبرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "الأحداث الأخيرة تفاقم الكارثة الإنسانية"، منددة مع منظمات غير حكومية أخرى ب"عرقلة إسرائيل المنهجية للمساعدات وهجماتها على عمليات الإغاثة". وفي تقرير نُشر أمس، حذّرت 13 منظمة غير حكومية من "تدهور" وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع تكثيف العمليات الإسرائيلية. ولفتت المنظمات إلى أن سيطرة الجيش الإسرائيلي منذ بداية مايو على معبر رفح عند الحدود مع مصر من الجانب الفلسطيني، تسببت ب"وقف كامل" لإيصال المساعدات، بحسب المنظمات غير الحكومية وبينها أوكسفام وكير وسيف ذي تشيلدرن وأطباء العالم. ولفتت المنظمات إلى أن إسرائيل سهّلت 46 % فقط من المهمات الإنسانية المقررة (53 من أصل 115). وفي شمال قطاع غزة، أصبحت نحو 20 % من الأسر مصنّفة في وضع "كارثي" و50 % في حالة "طوارئ" بسبب خطر المجاعة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي أشارت إلى أن إيصال المساعدات في هذه المناطق "محدود جدًا". الصين تستضيف اجتماعاً للفصائل الفلسطينية قال قياديان في حركة حماس وحركة فتح لرويترز إن الفصائل الفلسطينية، ومنها الحركتان، ستعقد محادثات وحدة وطنية في الصين في يوليو الجاري في محاولة لحل الانقسامات العميقة. 20 % من الأسر في وضع كارثي و50 % في حالة طوارئ واجتمعت الحركتان في الصين في أبريل الماضي لمناقشة جهود المصالحة وإنهاء الانقسامات السياسية المستمرة منذ نحو 17 عاماً. وتأتي هذه اللقاءات وسط تصاعد التوتر بين الحركتين بسبب الحرب المستمرة بين حماس وإسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقود حركة فتح، قد انتقد في وقت سابق حركة حماس بسبب الحرب، في حين اتهمته حماس بالوقوف إلى جانب إسرائيل. ودب خلاف بين الحركتين منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 وسيطرتها على قطاع غزة في العام التالي بعد حرب أهلية قصيرة أطاحت فيها بالقوات الفلسطينية المدعومة من الغرب والموالية لعباس. ولم تفلح الجهود التي تبذلها دول عربية بقيادة مصر منذ عام 2007 حتى الآن في إنهاء الخلافات على تقاسم السلطة بين حماس التي تدير غزة وفتح التي تشكل العمود الفقري للسلطة الفلسطينية.