خلال الأيام القليلة التي سبقت محاولة اغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب تبنى تيار اليسار بقيادة الإعلام حملة شرسة كان مضمونها هو أن الرئيس دونالد ترمب فاشي استبدادي، ويجب إيقافه بأي ثمن، كذلك من خلال ربطه بمشروع يميني متطرف يعرف ب2025. هذا الخطاب المشحون بالكراهية أفضى بشكل مباشر إلى محاولة اغتيال الرئيس ترمب من قبل هذا الشاب العشريني الذي يفتقر إلى القدرة على تمييز الرسائل الموجهة. وبحسب المراقبين، محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترمب ليست مجرد حادثة معزولة، والخطاب المتطرف في أمريكا وصل إلى مرحلة خطيرة، وتخطى خطا أحمر. هذا الخطاب الذي تبينت ملامحه قبل ثلاثة عقود أوقد حالة الاستقطاب حتى تحول الاختلاف من وسيلة تحقيق الضبط والتوازن إلى منصة الإقصاء. عودًا إلى مشروع 2025 الذي ارتبط استخدامه بترمب كحملة تشهير من قبل اليسار، من خلال آلاف المنشورات اليسارية التي تتباكى على الحالة التي سيصل إليها المجتمع الأميركي في حال تمكن ترمب من الوصول إلى البيت الأبيض، ومن تحقيق أجندات ذلك المشروع الذي يدعو في مجمله إلى إعادة أميركا إلى حقبة تمكين الأفكار اليمينية المتطرفة مثل إعادة المرأة إلى الأعمال المنزلية ومحاربة الشذوذ وما إلى ذلك. تلك الحملة الشرسة ضد ترمب كانت تدرك تمامًا بأن المتلقي الذي لا يحمل الكثير من التقدير للرئيس السابق، لذلك لن تبذل الكثير من الجهد للتحقق من صحة المعلومة بالرغم من أن برنامج ترمب الانتخابي وسياساته معلنة تحت عنوان "جدول أعمال 47" هذا البرنامج التفصيلي موجود على موقع حملة ترمب الرسمي. وفي هذا السياق قال ترمب: "أود أن أقترح الاطلاع على خطتي السياسية الفعلية والتي تحمل عنوان جدول أعمال 47، إلا إذا كنت تحب الشعور بكراهيتي وتقبل بأن حكومتك وإعلامك يكذب عليك". اغتيال الرئيس جون كينيدي ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأميركي رونالد ريغان والمحاولة الأخيرة لاغتيال دونالد ترمب تعمق خطاب الكراهية وتزيد حالة الاستقطاب التي تهيمن بشكل خطير على المجتمع الأمريكي، وتفتح فصلا جديدا مظلما في قصة العنف السياسي في أمريكا، تلك الأمة التي تعاني بالفعل من التباعد العميق خلال إحدى أكثر الفترات توترا في تاريخها الحديث. لذلك ستكون الأيام المقبلة حبلى بالأحداث الساخنة والصدامات العنيفة.