تعزيز الدور السعودي في إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم تعد سفارات المملكة العربية السعودية الوجه المشرق للمملكة، والراعي الأول لمصالح المواطنين في مكان وجودهم، ويوجد للمملكة عدد من السفارات والممثليات في الخارج، وتحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على خلق علاقات مشتركة مع جميع دول العالم من خلال تلك السفارات السعودية. والمتتبع لتطور السلك الدبلوماسي بالمملكة، يدرك كيف أصبحت تلك السفارات منذ توحيد المملكة على يدي الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، حيث تتميز بطبيعتها ومقوماتها المستمدة من العقيدة الإسلامية السمحة، والعمل على ترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل للدول الصديقة وعدم التدخل في شؤون الغير. وقد شهدت المملكة بمعطيات هذه السياسة الهادئة المتزنة تطوراً في علاقاتها الثنائية والدولية، فقد كان عدد البعثات الدبلوماسية الأجنبية بالمملكة عند إنشاء المديرية العامة للشؤون الخارجية 9 وازداد إلى 29 بعثة بعد إنشاء وزارة الخارجية، واستمر ازدياد التمثيل الدبلوماسي الأجنبي في المملكة ليصل الآن إلى حوالي 157 ممثلية موزعة ما بين 98 سفارة في الرياض و59 قنصلية ما بين الرياضوجدة والظهران. أما عن الممثليات السعودية في الخارج فلم تكن هناك أي بعثة دبلوماسية رسمية حتى عام 1348ه حيث افتتحت في القاهرة أول ممثلية سعودية بالخارج، ثم ارتفع العدد إلى خمس بعثات في عام 1936م، وارتفع إلى 18 بعثة عام 1951م.. واستمر الارتفاع بحكم السياسة الحكيمة ليبلغ عدد ممثليات المملكة في الخارج حاليا 102 سفارة و18 قنصلية و5 وفود ومكتب تجاري. هذا وقد واكب هذا التوسع في علاقات المملكة الدبلوماسية تطور في جهاز وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج بما في ذلك إعادة تشكيل جهازها الإداري والتنظيمي لتمكينه من القيام بواجباته تمشيًا مع توسع المملكة في علاقاتها الدولية ونشاطها الدبلوماسي على الساحة الدولية. «رؤية وقيم» وتعد وزارة الخارجية المسؤولة عن العلاقات الخارجية الدبلوماسية للمملكة، لتحقيق المصالح الوطنية وحمايتها، وتعزيز دور المملكة في إحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم. وتحرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله- من خلال وزارة الخارجية بقيادة الأمير فيصل بن فرحان، والسفارات السعودية في الخارج على خلق علاقات مشتركة مع جميع دول العالم حيث تعد الوجه المشرق للمملكة، والراعي الأول لمصالح المواطنين في مكان وجودهم، ويوجد عدد من السفارات والممثليات في الخارج. وتتمتع الدبلوماسية السعودية الرائدة، برؤية ورسالة وقيم أساسية لتحقيق المصالح الوطنية وحمايتها، وتعزيز دور المملكة في إحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم وذلك من خلال رسالة واضحة لصياغة وتنفيذ السياسة الخارجية بما يتماشى مع مبادئ المملكة، في سبيل حماية وتعزيز المصالح الوطنية ورعاية المواطنين والمساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، من خلال كفاءات بشرية مؤهلة، ونظم تقنية ومعلوماتية متخصصة، وبرامج دبلوماسية فعالة. وتستمد رسالة وزارة الخارجية قيمها الأساسية من منظومة المبادئ الوطنية والمهنية، وتعمل على ترسيخها في ثقافة العاملين والوحدات التنظيمية في جميع المستويات. وأهم هذه القيم: الولاء لله ثم الملك والوطن، والحس الأمني العالي والمسؤولية والشفافية وروح الفريق الواحد والخدمة المتميزة والمبادرة والإبداع. حجم المسؤوليات ولأهمية وزارة الخارجية ولكبر حجم المسؤولية التي تحملها كان الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- يتولى كثيراً منها بنفسه. وسبق وأن أصدرت دارة الملك عبدالعزيز موسوعة هي عبارة عن سيرة موجزة لتاريخ الملك عبدالعزيز الدبلوماسي، تعرض الموسوعة أهم الإنجازات السياسية والدبلوماسية التي حققها -رحمه الله-، حيث جرى إلقاء الضوء فيها على أهم الأحداث الدبلوماسية في عهده، وإبراز الجهود التاريخية للمملكة العربية السعودية، ومواقفها العربية والإسلامية والدولية التي تبرز مقدرة الملك عبدالعزيز الدبلوماسية. ولعل مما يضفي على هذه الموسوعة أهمية خاصة أنها تشتمل على وثائق لم تنشر، وبخاصة فيما يتعلق بالممثليات الدبلوماسية وتطور وزارة الخارجية في عهد الملك عبدالعزيز. وتعد وزارة الخارجية هي أول وزارة بالمملكة العربية السعودية، حيث صدر أمر ملكي بتاريخ 16 ديسمبر (كانون الأول) 1930م بتحويل مديرية الشؤون الخارجية إلى وزارة الخارجية وتعيين الأمير آن ذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز وزيراً لها، وتم نشر ذلك في صحيفة أم القرى يوم 19 ديسمبر 1930م. المرأة الدبلوماسية ولأهمية وجود المرأة السعودية في السلك الدبلوماسي، فقد شهد تمكين المرأة في المملكة خطوات فعالة وملموسة في مختلف المجالات في ظل القيادة، وفي إطار رؤية المملكة 2030 الطموحة. ونظمت الدورات والندوات التي تعزز «دور المرأة في العمل الدبلوماسي»، لدمجها بمجال العمل الدبلوماسي، فأصبحت المرأة السعودية اليوم سفيرة، وقيادية في منظمات وهيئات دولية، ومُفَاوِضة في المجال الدولي، ومعنية في إدارة ملفات سياسية ودولية مهمة، وممثلة للوطن في البعثات الخارجية في الوفود الرسمية، ودبلوماسية ذات كفاءة واقتدار. وترى الأستاذة «أحلام بنت عبدالرحمن ينكصار التي تعد أول سيدة شغلت منصب مدير عام في وزارة الخارجية. أنه ومنذ بدايات تأسيس المملكة والمرأة تلاقي الاهتمام والدعم وتتاح لها فرص التعليم والابتعاث للخارج، وتلقى عناية لا تقل عن تلك التي يلقاها الرجل، وكانت المرأة وما زالت مساهمة فاعلة في مسيرة التنمية وذات دور كبير وأثر بالغ في المجتمع، ولطالما كانت وزارة الخارجية سبّاقة وفي طليعة الجهات الحكومية التي آمنت بقدرات المرأة وتوظيف مهاراتها وتمكينها من تولي المناصب القيادية متى ما أثبتت جدارتها وكفاءتها العملية، فكانت الدبلوماسية السعودية تُعد وتلقي كلمات المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية، وتشارك في اللجان والاجتماعات الثنائية والمتعددة، وتولت الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية والتعليمية. وقد كانت منهجية المملكة في التغير المحرك الرئيس لتسريع خطوات التحولات الهيكلية وبنائها بما يخدم إسهام المرأة في العمل، وتهيئة البيئة المحيطة بها لتجعلها قادرة على مواكبة التغيرات، واستشراف المستقبل ونجاح المرحلة القادمة تحت راية القيادة الحكيمة في بلادنا. جهود السفارات وتقوم السفارات السعودية بالخارج بتقديم خدماتها للزائرين والطلبة والمقيمين ويقدم قسم شؤون السعوديين بالسفارات بالخارج الدليل الإرشادي الذي يزود السعودي بالمعلومات الهامة والمفيدة التي تساعده على فهم الأنظمة والقوانين المتبعة في البلد المسافر إليها ليقيم فيها إقامة مريحة وموفقة وليعود إلى بلده بعد ذلك وقد حقق ما يصبو إليه معززاً مكرماً. كما تنبه سفاراتنا بالخارج على قراءة الدليل الإرشادي والاستفادة منه والرجوع إلى السفارة أو إلى الملحقية الثقافية بالسؤال والاستفسار قبل الاقدام على اتخاذ أي إجراء يتعلق بأمور الدراسة أو الإقامة كما تؤكد السفارة حرصها على احترام أنظمة وقوانين البلد المضيف وأن نضع نصب أعيننا وسمعنا التمتع بالأخلاق العالية واحترام الآخرين والتعامل الحضاري وتقدير المسؤولية والتركيز على الهدف الذي جئنا من أجله ليجعلنا خير سفراء لبلدنا ولنعكس نبل أخلاقنا وميراثنا الإسلامي العظيم وشيمنا العربية الاصيلة في جميع تصرفاتنا ولا ندع مجالاً لأحد أن يستغل عدم معرفتنا بالقوانين أو عدم حرصنا على اتباعها من النيل منا أو من وطننا. كما يوضح الدليل الإرشادي أرقام هواتف مسؤولي شؤون السعوديين في السفارات والقنصليات العامة وبعض أرقام الهواتف المهمة في البلد المضيف كالشرطة ومكاتب الخطوط والإسعاف. إلى جانب السفارات تقف القنصليات العامة للمملكة جنباً إلى جنب، لتكون في الخدمة وتقديم يد العون والمساعدة، كما وأن قسم شؤون الرعايا بالسفارات والقنصليات العامة على استعداد لمواجهة الحالات الطارئة على مدار الأربع وعشرين ساعة وخلال العطلة الاسبوعية وعطل المناسبات كالأعياد لتقديم يد العون والمساعدة كحالات الوفاة والاصابة والمرض والكوارث الطبيعية والاحتجاز والحجز والاعتقال. وما على المواطن في الحالات الطارئة وبعد ساعات العمل إلا الاتصال بالسفارة أو أقرب قنصلية لتتمكن من الوصول إليه أو تقديم المساعدة أو المشورة والرأي. ويتولى القسم استقبال الرعايا السعوديين وتلبية احتياجاتهم وذلك على النحو التالي: تسجيل جوازات سفر المواطنين المقيمين إقامة نظامية والزائرين وكذلك تسجيل كافة الوقائع المدنية من (زواج، مواليد، وفيات، طلاق). وإصدار جوازات السفر وتذاكر المرور، وإصدار الوكالات، إنهاء المعاملات المتعلقة بالتبليغ عن فقدان جوازات السفر في حينه وحالات الوفاة، متابعة القضايا الخاصة بالمواطنين السعوديين وحل المشاكل التي تحدث لهم مع الأفراد وأقسام الشرطة وتوكيل محامي السفارة إذا دعت الحاجة لذلك. إضافة لمتابعة أحوال السجناء السعوديين المحكوم عليهم بتهم وقضايا مختلفة وتقديم كل العون لهم ومخاطبة الجهات المختصة بضرورة معاملتهم معاملة حسنة طوال مدة محكوميتهم والقيام بزيارة دورية لهم وكذلك متابعة أحوالهم الصحية وصرف الإعانات المالية المخصصة لهم والتوسط لدى إدارة السجون لتمكين ذويهم من زيارتهم وتسهيل الحصول على تصاريح زيارة لهم كلما أمكن ذلك. كما تقوم بإتمام إجراءات المواطنين السعوديين الراغبين في الزواج من أجنبيات أو المواطنات السعوديات الراغبات في الزواج بأجانب الحاصلين على موافقة الجهات المختصة بالمملكة والتأشير لزوجاتهم بالدخول للإقامة بجانبهم. تحذيرات وتنبيهات وفي كل مناسبة تصدر سفاراتنا بالخارج العديد من البيانات والتحذيرات لتلفت عناية المواطنين الكرام عن مايحدث في أي بلد، كما تحذرهم من عدم التعامل مع الاتصالات وعمليات الاحتيال المالية التي تنتحل صفة السفارة وموظفيها. لحماية المواطنين السعوديين في كل الدول من حالات الاحتيال من خلال الاتصالات أو الرسائل البريدية الإلكترونية الوهمية من قِبل أشخاص مجهولين، الذين ينتحلون شخصيات لموظفين في بعض سفارة بالدول مستخدمين برامج إلكترونية، تُظهر أن رقم المتصل هو رقم سفارة سعودية، أو رقم ملحقية ثقافية أو قنصلية، ويطالبون المواطنين بتحويل مبالغ مالية، وأنه في حال امتناع المواطنين يقوم هؤلاء الأشخاص بتهديدهم. ودائما تدعوا السفارات لعدم التجاوب مع مثل هذه الاتصالات المشبوهة، وتجاهلها، وعدم تحويل أي مبالغ مالية. مؤكدة أنها تعمل مع الجهات المسؤولة في الدول التي يصدر فيها مثل هذه الاتصالات المشبوهة على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمتابعة التحقيق في هذه المحاولات، وحماية حقوق المواطنين. وتطالب السفارات المواطنين أنه في حال اشتباههم بأي اتصالات أو مراسلات من أرقام أو عناوين لسفارة ما، أو ملحقية ثقافية، أو قنصلية بالتواصل مع سفارة البلد التي تعرضوا فيها لمثل هذه الاتصالات المشبوهة، سواء عبر هواتف السفارة، أو البريد الإلكتروني للتثبت من صحة ما وردهم.كما أن سفارات المملكة تؤكد دوماً الراغبين في تجديد جوازات السفر، بأن طلبات التجديد لاتتم إلا بوجود هوية وطنية سارية المفعول، كما تنوه بأن تجديد الهوية الوطنية يتم فقط من داخل المملكة وليس عن طريق السفارة. وزير الخارجية فيصل بن فرحان