موسم تاريخي واستثنائي شهده دوري روشن للمحترفين في ظل كتيبة النجوم العالميين الذين زخرت بيهم الأندية، منهم من فرض اسمه بقوة، ومنهم من لا يزال يبحث عن ترك بصمة، لكن منهم أيضًا من تحمل بمفرده مسؤولية انتشال فريقه في الأوقات الحرجة وهو ما ينطبق على الإيفواري فرانكي كيسيه. وقدم «كيسيه» رفقة فريقه الأهلي موسمًا رائعًا قاده خلاله لتحقيق المركز الثالث في دوري روشن ليضمن «الراقي» مقعدًا في أول نسخة من دوري أبطال آسيا للنخبة، وظهر منقذًا للفريق في فترات صعبة عاشها الأهلي هذا الموسم. وكانت صفقة انتقال «كيسيه» إلى الأهلي قادمًا من برشلونة الصيف الماضي محل جدل بين الجماهير، منهم من اعتبرها صفقة لا ترتقي لطموحات الفريق في ظل الصفقات العالمية التي أبرمتها أندية الصندوق العام الماضي، نظرًا لأنه لم يحظ بفرص لعب كبيرة مع النادي الكتالوني، لكن هناك أيضًا من راهنوا عليه عطفًا على مستويات مميزة قدمها في بعض مباريات البلوجرانا ومنها هدف الفوز الشهير في شباك ريال مدريد. وتعكس الأرقام التي حققها كيسيه مع الأهلي هذا الموسم قيمة الصفقة الذهبية للفريق، فبالرغم من أنه لاعب وسط دفاعي «محور»، إلا أن كيسيه ساهم في 14 هدفًا «سجل 10 أهداف وصنع 4 أهداف» وذلك خلال 29 مباراة في الدوري. وبلغت نسبة التمريرات الناجحة ل «كيسيه» 89% «1557 تمريرة ناجحة»، كما أرسل 117 كرة طويلة ناجحة، فيما صنع 33 فرصة سانحة للتسجيل. وعلى المستوى الدفاع حقق كيسيه 33 افتكاكًا ناجحًا بنسبة 80 %، كما ربح 101 التحام بدني، واعترش 23 هجمة، كما استعاد الكرة 194 مرة، وهي إحصائيات تعكس القيمة الكبيرة للاعب الإيفواري هجوميًا ودفاعيًا. 10 أهداف صنعت الفارق انتظر كيسيه 3 مباريات فقط ليضع أولى بصماته مع الأهلي، واللافت أن البصمة الأولى لن تنسى إذ أنها كانت هدف في آخر ثانية في شباك الأخدود والمباراة تتجه للتعادل السلبي، ليظهر «كيسيه» ويضع هدفًا قاتلًا ب3 نقاط. وواصل كيسيه تألقه مع الأهلي ليسجل للمباراة الثانية على التوالي وذل في الجولة الرابعة أمام الطائي في المباراة التي حسمها الأهلي 2-0. ولن تنسى جماهير الأهلي ل «كيسيه» هدفه الأشهر هذا الموسم والذي حسم به الديربي الكبير أمام الاتحاد لحساب الجولة التاسعة، كما سجل هدف المباراة الوحيد في مباراة فوز الأهلي على الخليج لحساب الجولة التاسعة عشر، كما ساهم في فوزه الأهلي على الشباب في مباراة مثيرة لحساب الجولة الحادية والثلاثين حيث سجل هدفًا في فوز الأهلي 2-1، كما شارك في خماسية الأهلي الأخيرة أمام أبها في الجولة 32. تتويج قاري ولقب "الرئيس" شهد موسم كيسيه الأول مع الأهلي حدثًا تاريخيًا للنجم الإيفواري، إذ توج رفقة منتخب بلاده بكأس أمم إفريقيا بعد ملحمة قدمها منتخب كوت ديفوار والذي كان على وشك الخروج من دور المجموعات لكنه بمعجزة لا تصدق أكمل طريقه في البطولة حتى تأهل للنهائي الذي فازت فيه كوت ديفوار على نيجيريا 2-1، علمًا بأن كيسيه أعاد أصحاب الأرض للقاء بهدف التعادل قبل أن يسجل مواطنه سيباستيان هيللر هدف الفوز في آخر الدقائق. ويُلقب كيسيه ب «الرئيس» ولهذا اللقب قصة طريفة إبان تجربته مع ميلان، حيث جاء اللقب بمحض الصدفة وفقًا لما ذكره اللاعب في تصريحات سابقة. وأوضح كيسيه «في أحد الأيام قبل التدريبات، وصلت بسيارتي وقمت بركنها في الموقف المخصص للرئيس التنفيذي للنادي إيفان غازيديس. وقال لي حراس النادي إنني لا أستطيع ركنها بهذا المكان، فأجبتهم وما المشكلة أنا الرئيس التنفيذي الآن؟» مضيفا «أحب تبادل النكات، وبالطبع أعلم أنني لست الرئيس». ومنذ أن شاهد بعض اللاعبين زميلهم كيسيه يقوم بهذا الأمر الطريف، بدؤوا بمناداته ب»الرئيس» كنوع من الطرافة.