يحاول منتخب البرتغال بقيادة نجمه الأسطوري كريستيانو رونالدو تصحيح مساره حينما يلاقي نظيره السلوفيني غدا الاثنين في فرانكفورت في دور الستة عشر لكأس أمم أوروبا (يورو 2024) في ألمانيا. وتأتي المباراة بعد أيام قليلة من الخسارة المفاجئة على يد جورجيا التي تشارك في البطولة القارية للمرة الأولى، بهدفين دون رد، حتى وإن كان المدرب روبرتو مارتينيز أجرى تغييرات جذرية على تشكيل الفريق خلال المباراة. وتصدر منتخب البرتغال المجموعة السادسة بست نقاط من الفوز على التشيك 2 /1 وعلى تركيا 3 / صفر قبل الخسارة أمام جورجيا، أما منتخب سلوفينيا فشق طريقه للأدوار الإقصائية بصعوبة بعد احتلاله المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات مع الدنمارك وصربيا بهدف لمثله ومع إنجلترا سلبيا. ومن المتوقع أن يلعب ماتياس كيك مدرب منتخب سلوفينيا بلطريقة لعبه المعهودة أمام البرتغال عبر الدفع بخمسة لاعبين في خط الدفاع لغلق المساحات أمام الخصم. ويتطلع رونالدو ورفاقه للثأر من سلوفينيا التي فازت على منتخب بلادهم وديا بهدفين دون رد في آذار/مارس الماضي، في أول هزيمة للفريق في عهد مارتينيز بعد 12 مباراة لم يعرف خلالها طعم الخسارة منذ خلافة فيرناندو سانتوس، الذي رحل عن منصبه عقب الخسارة أمام المغرب في دور الثمانية لمونديال قطر 2022. وخلال المواجهة السابقة في ليوبليانا بدا منتخب البرتغال عاجزا عن اختراق خط الدفاع الصلب لنظيره السلوفيني رغم أن نسبة استحواذه بلغت 75% ، ودفع الثمن غاليا من خلال الهجمات المرتدة السريعة للخصم، وهو نفس السيناريو الذي حدث أمام جورجيا. سبق لمارتينيز قيادة الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا بقيادة كيفين دي بروين وإدين هازارد وتيبو كورتوا وحقق معهم إنجازا تاريخيا عبر حصد المركز الثالث في مونديال روسيا 2018 لكن الفريق خرج بشكل مخيب للآمال من دور المجموعات في مونديال قطر 2022. والآن يتحمل المدرب الإسباني نفس المسؤولية تجاه منتخب البرتغال، حيث يقع على عاتقه قيادة الجيل الحالي من اللاعبين الموهوبين في الفريق لبلوغ أبعد مدى في البطولة القارية والمنافسة على اللقب حتى الأمتار الأخيرة. ويتطلع منتخب البرتغال للمنافسة على لقبه القاري الثاني كما يسعى رونالدو لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية بعدما أصبح أول لاعب يشارك في ست نسخ من كأس أمم أوروبا بالإضافة إلى أنه اللاعب الأكثر خوضا لمباريات البطولة والهداف التاريخي لها برصيد 14 هدفا، لكن هذه هي المرة الأولى في تاريخ هداف النصر السعودي التي يفشل فيها في التسجيل في دور المجموعات للبطولات الكبرى. ويسعى رونالدو لكسر هذا النحس على حساب منتخب سلوفينيا، أو على أقل تقدير إمداد زملائه بالتمريرات الحاسمة في رحلة البحث عن بطاقة الصعود لدور الثمانية الأوروبي. كما يبحث المدافع البرتغالي المخضرم بيبي عن المزيد من الأرقام القياسية بعدما أصبح أكبر لاعب يشارك في البطولة القارية. وقال بيبي "من المباراة الأولى لنا هنا في ألمانيا وحتى المباراة الأخيرة فإن الجماهير تساندنا دائما، ندرك أنها ستكون مباراة غاية في الصعوبة بسبب التاريخ الحديث". وأضاف "الأمر يتعلق بتفادي ارتكاب الأخطاء، والثأر من هزيمتنا أمام سلوفينيا في آذار/مارس... ندرك أنها ستكون رحلة صعبة للغاية، الأمور ستكون معقدة، لكن علينا أن نكون على قلب رجل واحد". وستكون هذه أول مباراة لمنتخب سلوفينيا في الأدوار الإقصائية لبطولة كبرى بينما هي المباراة رقم 26 للبرتغال في الأدوار الإقصائية. ومنذ التتويج بلقب يورو 2016 خسر منتخب البرتغال ثلاث من أصل أربع مباريات خاضها بالأدوار الإقصائية في البطولات الكبرى مقابل انتصار وحيد. وحاول بيبي أن يطمئن الجماهير البرتغالية على رونالدو قائلا "كريستيانو يعيش على تسجيل الأهداف، هذه حقيقة، لكن هل رأيتم الجهد الذي يبذله داخل الملعب لمساعدة الفريق، إنه أمر رائع". وأضاف "إنه اللاعب الأكثر مشاركة في دقائق لعب في منتخب البرتغال وهو يبلغ 39 عاما، إنه يؤدي بشكل جيد للغاية، وسيؤدي بشكل جيد للغاية في المراحل الأخيرة من البطولة الأوروبية، واثق من أنه سيمنحنا الكثير من السعادة". ولم يسجل رونالدو أي هدف في أخر سبع مباريات له مع البرتغال في البطولات الكبرى، وهي أطول فترة من العقم التهديفي تلازمه في كأس العالم واليورو.، رغم أنه أطلق 19 تسديدة على مرمى المنافسين في تلك المباريات السبع، لكنه لم يعرف الطريق إلى الشباك منذ هدفه في شباك غانا في مونديال قطر 2022. وصنع رونالدو ست فرص للمنتخب البرتغالي مقابل تمريرة حاسمة واحدة في رقم قياسي على المستوى الأوروبي، حيث يمتلك سبع تمريرات حاسمة خلال ست مشاركات أوروبية. من جانبه سجل منتخب سلوفينيا هدفين فقط حتى الآن في اليورو لكن أندراس سبورار وبنيامين سيسكو مازالا يبحثان عن الهدف الأول لهما بالبطولة بعد أن نفذا 12 تسديدة على مرمى المنافسين في المباريات الثلاث الأولى، بواقع سبع تسديدات لسبورار وخمس تسديدات لسيسكو.