ظهر المهندس لؤي ناظر بعد توليه الرئاسة بتصريحات مطولة أجاب فيها على أسئلة المدرج المكلوم من كوارث الموسم الماضي وكانت التصريحات مطمئنة للمدرج وتعكس ثقة الرئيس في النهوض بالنادي واستعادة حقوقه التي اعترفت بها لجنة الاستقطابات حين أكدت للرئيس "على حد قوله" بأنها تعلم أن الاتحاد كان أقل الفرق دعماً وستعمل معه على تعويضهم وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة لا نعلم بتفاصيلها، الطمأنينة في حديث الرئيس الوردي ووعوده الشعبوية يكمن في مداعبتها لمشاعر الاتحاديين وتأكيده لبراءة بنزيما من دم المدربين؛ لكنها في الجانب الآخر كشفت استسلام الرئيس أمام تخاذل اللاعب حيث ربط إقالة غاياردو بطلبه لإبعاد بنزيما، وليس بسبب سوء أدائه الفني وانهزاميته كمدرب لم يقدم للفريق شيئاً وكأن الرئيس حضر للاتحاد برسائل موجهة تهدف لتقريب وجهات النظر بين الجماهير والسيد المرسول مع إدارته الربحية، وبين الجماهير واللاعب المتخاذل طمعاً في إعادة الجماهير للمدرجات، وهذا تحديداً ما يهم الفريق التسويقي للدوري السعودي أكثر من اهتمامه بشخصية الاتحاد، والحقيقة أن الاتحاد بحاجة إلى شخصيات تزرع الغيرة في نفوس اللاعبين وتهتم بقيمة وإرث النادي وتسعى جاهدة لأن تحافظ على نجومها المميزين وتستبعد النجوم المتخاذلين ولا تزرع الوعود وهي تدرك صعوبة الإيفاء بها وتصديقها، فلا يمكن للجنة أن تصرح بأنها ظلمت الاتحاد وساهمت في تدميره بضخ ميزانية ضعيفة مقابل الفرق الأخرى لأنها ستفتح على نفسها باب الحساب مع بقية الأندية وكشف حجم الدعم والفوارق بين الأندية، وهذا ما تتهرب منه اللجنة أصلاً، ولا يمكن للرئيس أن يحصل على الميزانية ثم يطالب بالمزيد حين يكتشف أن المساواة غير حاضرة، فمثل هذه التصريحات لا تمر على أصغر مشجع رياضي، جميعنا نعلم أن هذا الكلام إنشائي وغير واقعي ومن الصعب أن يتم تطبيقه على أرض الواقع، وترديده للمدرج يهدف لامتصاص الغضب وكسب تعاطف الجماهير واستعادة حضورهم وطي صفحة التجاهل الماضية ونسيانها، عودة الجماهير لا تقترن بالتصريحات المطمئنة، بل هي خاضعة للعمل والدعم العادل والغيرة على الكيان وإبعاد كل المتخاذلين والشخصيات التي لا تنتمي للنادي، وكانت سبباً في سقوطه وخذلانه وطمس هويته وتلطيخ سمعته في الموسم الماضي تحديداً، وفكرة إبعاد بنزيما أو بقائه ليست محور القضية، ولكن تقديمه كضحية ورمزاً للمشروع المقبل وهو اللاعب المتخاذل الذي تفرغ للتجول والسياحة طوال الموسم الماضي، وتجاهل نجم عالمي ككانتي ما هو إلا فكرة بائسة وتعكس أن الرئيس جاء ليصرح بما يملى عليه وليس بما يجب أن يقوله، وهذا يعني أن العمل المقبل غير مطمئن بالنسبة لي على الأقل، وحتى نتجاوز كل هذه التحليلات والتوقعات والأحاديث المستهلكة. فنجاح لؤي مقرون بالقدرة على مخالصة أو تسويق اللاعبين الحاليين، ثم التعاقد مع الجهاز الفني المناسب قبل العمل على استقطاب النجوم العالميين، يلي ذلك العمل على استعادة هيبة وشخصية الفريق بفرض الانضباط في النادي وتكريس ثقافة الاتحاد أولاً والبقاء للأفضل بعيداً عن الاسم والمكانة العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة دراسة ملفات اللاعبين وعدم الدخول في صفقات متواضعة بمبالغ فلكية كما حدث سابقاً مع رودريغو وبريجوفيتش، ستبقى الإجابات الدبلوماسية إجابات انتخابية لا مكان لها أمام العمل، وعودة الجماهير ستقترن بجودة العمل، وما تم نثره من وعود سيكون حجة على صاحبه الذي كان ظهوره الأول غير مقنع ويضع الكثير من علامات الاستفهام!؟ عماد الحمراني - جدة