من أنبل الأعمال الصالحة التي تحمل في طياتها الأجر العظيم والثواب الكبير عند الله تعالى. فهي ليست مجرد خدمة بدنية، بل هي عبادة وطاعة لله، وفرصة لتقديم العطاء والتضحية إرضاءً لله، كما أنها مشاركة وطنية تتجلى في خدمة ضيوف بيته الحرام. بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، -حفظهما الله-، تقوم حكومتنا الرشيدة بجهود جبارة لضمان توفير أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين. تسخر الحكومة جميع الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن لضمان راحتهم وتأديتهم لشعائر الحج بكل سهولة ويسر. تستقبل المملكة العربية السعودية الملايين في مكان واحد، ويتم تأمين تفويجهم بسلاسة ويسر، ما جعل كثيراً من دول العالم المتطور تشيد بهذه القدرة المهنية في السيطرة والتفويج لجموع الملايين في مساحة وزمن محددين. ومن ضمن هذه الجهود، يأتي دور التطوع الذي يعزز من جودة الخدمات المقدمة ويسهم في تعزيز الروح الوطنية والانتماء للوطن. تُعتبر خدمة الحجاج والمعتمرين استثمارًا روحيًا ووطنيًا في آن واحد. تجمع هذه الخدمة بين الأجر الديني والعطاء الإنساني، وتعكس التعاون والتكافل الاجتماعي الذي يحث عليه ديننا الحنيف، وتبرز الوجه الحضاري الراقي للمجتمع السعودي الكريم. إن تقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين ليس فقط واجبًا دينيًا، ولكنه أيضًا تعبير عن التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع، ومساهمة فعالة في بناء وتطوير الفكر بأهمية العمل التطوعي. من المؤكد أن التطوع في خدمة ضيوف الرحمن يشكل عملاً راقيًا ينبغي للمجتمع أن يفتخر به. فهو ليس مجرد تقديم خدمات، بل هو عمل يتجلى فيه الإخلاص والتفاني لوجه الله تعالى. يعكس التطوع القيم الإنسانية العالية والتربية الدينية الصحيحة لدى الشعب السعودي الكريم، وما يتمتع به مجتمعنا من إرث حضاري ثقافي وقيم نبيلة نتوارثها. هذه القيم يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، ونقتدي في ذلك بولاة أمرنا الذين يبذلون الجهود في خدمة العالم العربي والإسلامي، بل حتى العالمي. ولا شك أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خير دليل على العمل الإنساني الخيري والقيم والفضائل التي تحث على خدمة الآخرين بكل محبة وسعادة. إن المملكة حكومة وشعبًا تعتبر قدوة في العمل الخيري والخدمة الاجتماعية بكل فخر واعتزاز. التطوع في خدمة ضيوف الرحمن هو تعبير صادق عن الحب والعطاء والتفاني في شرف خدمة ضيوف الرحمن في أطهر وأقدس بقعة على وجه الأرض. إنه تجسيد للروح الوطنية والإنسانية التي تعزز من تكاتف وتعاون المجتمع، وترفع من شأن العمل التطوعي وتنشر ثقافته.