هدّدت روسيا الغرب ب»مواجهة مباشرة» بسبب «تكثيف» طلعات المسيّرات الأميركية فوق البحر الأسود قبالة أوكرانيا، بعد أيام على توجيهها تهديدات إلى واشنطن إثر ضربة أوكرانية على شبه جزيرة القرم. وتعتبر موسكو أن المساعدة المقدمة لكييف في مجال الأسلحة وجمع معلومات استخبارية وتحديد أهداف على أراض روسية تجعل الولاياتالمتحدة وحلفاءها أطرافاً في النزاع مع أوكرانيا الذي أجّجه الكرملين بشنّه هجوما عسكريا على الأراضي الأوكرانية في فبراير 2022. وتزيد طلعات المسيّرات الأميركية فوق البحر الأسود «من أرجحية وقوع حوادث في المجال الجوي مع طائرات قوات الفضاء الجوي الروسية، ما يرفع بدوره خطر المواجهة المباشرة بين حلف الأطلسي والاتحاد الروسي»، وفق ما جاء في بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية. وحذّر البيان من أن «بلدان الناتو ستكون مسؤولة» عن هذا الوضع، مشيرا إلى أن وزير الدفاع أندريه بيلوسوف أمر هيئة الأركان «باتّخاذ تدابير للردّ بسرعة على هذه الاستفزازات». وبحسب الوزارة الروسية، تُستخدم المسيّرات الأميركية «للاستطلاع وتحديد أهداف للأسلحة الدقيقة التي يقدّمها الغربيّون للقوّات الأوكرانية المسلحة». وبعد رفض الأمر لفترة طويلة خشية التصعيد، بدأ الأميركيون والأوروبيون يسمحون في الأسابيع الأخيرة بتنفيذ ضربات بأسلحة دقيقة داخل الأراضي الروسية للقضاء على منشآت ومنظومات تستخدم لقصف أوكرانيا، وذلك وفق شروط محددة. وليل الخميس الجمعة، تعرّض مستودع لمنتجات النفط في منطقة تامبوف على بعد مئات الكيلومترات من الحدود لهجوم بمسيّرة أوكرانية متفجّرة، ما تسبّب باندلاع حريق تمّ إخماده، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي ماكسيم إغوروف. وكشفت وزارة الدفاع الروسية من جهتها أنها «اعترضت» 25 مسيّرة أوكرانية كانت تحلّق فوق الأراضي الروسية ليلا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة روزدوليفكا في منطقة دونيتسك (شرق أوكرانيا). وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن قوّاتها «حرّرت بلدة روزدوليفكا» الواقعة على مسافة حوالي 20 كيلومترا من شمال شرق مدينة باخموت التي استولت عليها روسيا العام الماضي. وفي الشرق الأوكراني، أفادت النيابة العامة في منطقة دونيتسك بمقتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم «طفلة في الثامنة»، صباح الجمعة في قصف روسي على مدينة نيويورك الأوكرانية الصغيرة المحاذية لمدينة توريتسك التي استهدفتها هجمات روسية مكثّفة في الأيام الأخيرة. وفي منطقة خاركيف (شمال شرق أوكرانيا)، تسببت ضربات مدفعية روسية بقتل امرأة في السادسة والخمسين في بلدة على الحدود، وفق ما أفادت وزارة الداخلية. وفي منطقة خيرسون (الجنوب)، قضى رجل بضربة «مسيّرات انتحارية» فيما قتل آخر جراء «قصف كثيف» لإحدى القرى، بحسب الحاكم الإقليمي. كما أودى هجوم بمسيرة أوكرانية استهدف قرية روسية محاذية لأوكرانيا، بحياة خمسة أشخاص، بينهم طفلان، وفق ما أعلن حاكم منطقة كورسك الروسية السبت. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عودة عشرة مدنيّين إلى أوكرانيا بعدما أفرجت عنهم السلطات الروسيّة، وكتب زيلينسكي على منصّات التواصل الاجتماعي «نجحنا في إعادة عشرة آخرين من مواطنينا من الاعتقال الروسي»، مضيفا «أُفرج عنهم وعادوا إلى أوكرانيا». وهذا الاتّفاق الذي لم تُعلن عنه موسكو بعد، تمّ التوصّل إليه بدعم من الفاتيكان، وفق زيلينسكي.