تمثل السبحة بألوانها وأشكالها، محطة مهمة من محطات هدايا الحجاج الذين يتوقفون عندها بمكةالمكرمة، حيث تعج الأسواق هذه الأيام بجموع كبيرة من الحجاج لشراء هدايا الحج وهم يلوحون بالوداع لأم القرى. بيع سبح الهدايا للحجاج الأكثر منه يكون بالجملة بعدد 12 حبة في حزمة واحدة ما بين 20 إلى 25 ريالا ويمثل الحج بالنسبة لسوق السبح بمكةالمكرمة الموسم الأول بنسبة تصل إلى 70 % مقابل 25 % لشهر رمضان والبقية لشهور موسم العمرة ما بين الحج وشهر رمضان. ويشير "المتعامل " مصطفى محجوب أن 25 % زيادة على الطلب على السبح بأسواق مكةالمكرمة هذا العام قياساَ بالأعوام الماضية موضحاً أن 80 % من طلبات الحجاج على السبح تتركز على الرخيص وبجودة أقل. ويؤكد متعاملون في سوق السبح أن مكةالمكرمة الأولى على مستوى مدن العالم في الاستحواذ على مبيعات السبح لمكانتها الدينية ولارتفاع أعداد الحجاج والمعتمرين إليها سنوياً بما يرفع مستوى التوزيع والبيع لمستويات عالية تصل إلى عشرات الملايين من السبح. وفي سوق سبح الحجاج والمعتمرين بمكةالمكرمة قواعد مهمة تحدد مستوى البيع وهي أن ألا تكون غالية وخاماتها نوعية بل تكون الأسعار في متناول الحجاج والجودة بسيطة بعيدة عن الحرفية، وغير مكلفة مع التغليف الكامل للحزمة الواحدة. ولا مجال في أسواق سبح الحجاج لنوادر السبح ممن ينتج بحرفية أو خامات نادرة مثل الأحجار والأخشاب الطبيعية النادرة والمميزة أو المرصعة بالفضة والرصاص مثل الزمرّد، واللؤلؤ، والمرجان، والياقوت، والزبرجد والزفير، والعقيق، والفيروز ولكن يظل المنتجات بأسعار رخيصة جداً. ورصدت (الرياض) أمس ملامح سوق السبح بمكةالمكرمة، حيث أن أغلب طلبات الحجاج من الجنسين تتركز على سبح البلاستيك بالدرجة الأولى كحبيبات مختلفة المقاسات والألوان، ثم سبح الخشب البسيطة ثم الكريستال. ووفقاً لمتعاملين فأن أكثر الجنسيات إقبالاً على شراء السبح كهدايا هم حجاج أوزبكستان والجزائر وتركيا والهند وبنغلاديش والمغرب، وفي أسواق السبح بأم القرى ثمة بضائع مقترنة بسبح الحجاج وهي الخواتم الرجالية والحلي النسائية مثل الأسوار وحلق الأذان والبناجر والحلي المذهبة والمرصعة بالفصوص والخواتم وتعليقات الصدر النسائية. وكشف مراقبون أن المنتج الوطني خارج استثمارات أسواق السبح بمكةالمكرمة، منذ سنوات طويلة، ولم يدخل دائرة المنافسة مع المنتجات المستوردة، على الرغم من تنامي الطلب، والتسهيلات التي يقدمها القطاع الحكومي، وتوفر الخامات، وتفوق أساليب التوزيع والمبيعات الرقمية، وانتشار الأسواق المفتوحة بمكةالمكرمة، وتوفر الخدمات اللوجستية، حيث يهيمن المنتج الصيني بنسبة 70 % والتركي بنسبة تصل إلى 25 % فيما ذكرت مصادر تاريخية إلى أن صناعة السبح كانت متوارثة بمكةالمكرمة منذ زمن بعيد إلى أن تلاشت في منتصف التسعينات الهجرية، بسبب تحسن الوضع الاقتصادي، ولوفاة وكبر وعجر الصناع المعروفين. وطبقاً لتقديرات غير رسمية، فإن حجم مبيعات السبح في أسواق منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة يلامس 90 مليون ريال، والأكثر مبيعاً المنتج من الزجاج والبلاستيك، الذي يتم استيراده من الصين، وتركيا. ووفقاً لتقديرات حديثة فإن حجم سوق الأحجار الكريمة والسبح بالمملكة يتجاوز 2.5 مليار سنوياً وشهد زيادة قدرها 20 % مطلع عام 2024. جزئية مهمة كشفتها جولة (الرياض) أمس بمكة أن سوق السبح والحلى النسائية، بسوق الجملة بمكةالمكرمة قادر على توظيف 200 سعودية كأقل تقدير ما يجعل التصنيع وتوطين وظائف السوق، غائبين على خريطة السوق الأهم، الذي يمثل 30 % من اهتمام الحجاج والمعتمرين. غادرنا سوق السبح بمكةالمكرمة وثمة أسئلة تحاصرنا، إلى أي مدى يحقق تصنيع السبح محلياً أثاراً اقتصادية؟ وكيف نعزز اهتمامات بعض الأسر المنتجة التي تحمل خبرات الإنتاج في صناعة السبح محلياً؟ كل مقومات التصنيع المحلي متوفرة.. أين الاستثمارات؟