وسع الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق واسعة في قطاع غزة، الأربعاء، وذلك مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها ال265، فيما تزداد حدة المجاعة في شمال القطاع جراء منع الجيش الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية للمنطقة. وأكدت مؤسسات دولية أن أزمة الغذاء في القطاع تتفاقم ووصلت إلى نقطة حرجة، وحذرت وكالة "أونروا" من أن خطر المجاعة في غزة لا يزال مستمرا، في حين قال برنامج الغذاء العالمي إن "بيئة العمل العدائية في غزة تجعل من المستحيل تقريبا إيصال المساعدات إلى سكان القطاع". وحذّر تقرير دولي، من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، مشيرا إلى أن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى سبتمبر 2024. وذكر تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أن كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة، وأفاد بأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة. الأممالمتحدة: موظفو الإغاثة يتعرضون لمخاطر لا تحتمل وفي سياق ذي صلة، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين ريك بيبركورن، إن إغلاق معبر رفح حال دون إجلاء ما لا يقل عن ألفي مريض، حيث كان نحو 50 مريضا في حالة حرجة يغادرون غزة يوميا، وهذا يعني أنه منذ السابع من مايو لم يتمكن ما لا يقل عن 2000 شخص من مغادرة غزة لتلقي الرعاية الطبية. وأضاف بيبركورن إن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء من غزة، موضحا أن هذا العدد يقل عن العدد الذي يحتاج إلى رعاية حرجة من صدمات الحرب والأمراض المزمنة، "ونحن بحاجة إلى مزيد من المسارات للإجلاء الطبي العاجل". وواصل الطيران الإسرائيلي شن غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة مخلفا شهداء وجرحى، وسط قصف متواصل للمدفعية الإسرائيلية للمناطق المأهولة ومراكز الإيواء وعمليات تدمير ونسف ممنهجة لمجمعات من الأبنية السكنية في مناطق الشمال والجنوب. ونسف الجيش الإسرائيلي عدة مبان سكنية محيط دوار زعرب غرب مدينة رفح، كما سمع انفجار عنيف نجم عن نسف الاحتلال لمبانٍ سكنية في بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات، ومربعات سكنية في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع. وارتكب الجيش الإسرائيلي في الساعات ال24 الماضية، ثلاث مجازر راح ضحيتها 32 شهيدا، و139 جريحا، لترتفع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 37658 أغلبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بينما سجلت 86237 إصابة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي. سياسة منهجية باستهداف المدنيين قال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، إن "إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، أينما كانوا". وأضاف المرصد في بيان، أن "إسرائيل تتعمد حرمان المدنيين من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء، من خلال تكثيف قصف هذا المراكز، ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي". وأوضح أنه "رغم مرور تسعة أشهر على الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تتوقف فيها القوات الحربية الإسرائيلية عن عمليات قصف الأعيان المدنية والقتل الجماعي للمدنيين واستهداف مراكز اللجوء التابعة للأمم المتحدة، واقتراف جرائم قتل جماعية فيها، التي تشكل كل منها جريمة قائمة بحد ذاتها ومكتملة الأركان". وأكد أن "تتبع منهجية القصف الإسرائيلي يشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيا، من خلال استمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء في مدارس الأونروا". وأشار إلى أنه "وثق اربع استهدافات منذ فج امس، ضد مراكز إيواء، إضافة إلى تدمير عدة منازل ما أدى إلى عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال". اعتقال 20 فلسطينيا من الضفة اعتقلت القوات الإسرائيليّة 20 فلسطينيا على الأقل من الضّفة، من بينهم معتقلون سابقون، أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد فترة وجيزة من الإفراج عنهم. وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن "عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي الخليل، وجنين، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظتي بيت لحم، وقلقيلية، رافقها اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، وتخريب وتدمير منازل المواطنين". وأشار البيان إلى أن "حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر الماضي ، بلغت أكثر من 9400، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن". مخاطر يتعرض لها موظفو الإغاثة قالت الأممالمتحدة إن المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني بقطاع غزة لا تحتمل، وحثت إسرائيل على زيادة التنسيق الفعال مع منظمات الإغاثة والموافقة على استخدام الأممالمتحدة للمعدات الأمنية الأساسية وأن يسهل الجيش الإسرائيلي إيصال المساعدات. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحفيين "العمليات الإنسانية كانت في مرمى النيران بغزة على نحو متكرر". وتابع "المخاطر، بصراحة، أصبحت غير محتملة بشكل متزايد". وأضاف أن رئيس إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة عقد لقاء مع وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي فرع بالجيش الإسرائيلي مسؤول عن نقل المساعدات، لمناقشة الصعوبات التي تواجهها الأممالمتحدة أثناء عملها في غزة خلال الحرب. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأسبوع الماضي إن هناك "انعداما تاما للأمن" في غزة مما يعوق عمليات الإغاثة بينما تلوح المجاعة في الأفق. وقالت الولاياتالمتحدة إنها تعمل مع الأممالمتحدة وإسرائيل لمحاولة تحسين الوضع. وذكر دوجاريك "كل يوم، نقيّم الوضع وننظر في كيفية العمل بأمان، سواء بالنسبة لموظفينا، والأهم من ذلك، بالنسبة لمن يتلقون المساعدات". وتابع "علينا في كل يوم اغتنام أي فرصة سانحة". «إسرائيل» تتبنى سياسة منهجية باستهداف المدنيين مفوض الأونروا يدعو لتحقيقات دولية دعا المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا فيليب لازاريني إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالكميات الكافية وبانتظام، مشيرًا إلى أن وصول الإمدادات يزداد صعوبة يومًا بعد يوم. وقال لازاريني في مؤتمر صحفي في جنيف إن كل يوم في غزة يفقد 10 أطفال في المتوسط إحدى ساقيه أو كلتيهما، وتم الإبلاغ عن أربعة آلاف طفل بين المفقودين، وأن هناك 17 ألف طفل غير مصحوبين من ذويهم، و14 ألف طفل آخر قتلوا منذ بدء النزاع وفي الإجمالي تعرض 190 مبنى للأونروا للقصف أو الاستهداف أو الأضرار، وهو ما يمثل أكثر من نصف المنشآت والبنية التحتية للوكالة الموجودة في قطاع غزة ، وهي أيضًا المنشآت الوحيدة التي يتلقى فيها السكان المدنيون بعضًا من الحماية الممكنة. وردًا على التقرير الأخير حول انعدام الأمن الغذائي الصادر عن المركز الدولي للأمن الغذائي، قال إن أكثر من واحدة من كل خمس أسر، تمضي عدة أيام دون تناول أي طعام، وحالة تغذوية كارثية، ويؤثر سوء التغذية الحاد في 90% من سكان غزة. وأعرب لازاريني عن مخاوف العمال الإنسانيين بشأن العقبات التي تواجه الاستجابة، ومنع فرق الإغاثة من الوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفًا واحتياجًا, مشددًا على أهمية المساءلة لاستهداف مقار الأممالمتحدة والعاملين الإنسانيين التي تتعارض مع القانون الدولي.