قصف صهيوني لمستشفى أطفال في غزة وسيارات إسعاف وملاجئ للأونروا قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أمس مدخل مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن طائرات الاحتلال دمرت مدخل أكبر مستشفى للأطفال في حي النصر في غزة بالتزامن مع تدمير كافة الطرق المؤدية إليه بعد استهدافها بعدد من الصواريخ مما يعرض حياة مئات المرضى الأطفال للخطر. وفي سياق متصل، دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ألواح للطاقة الشمسية في عدة مناطق في قطاع غزة والتي تستخدم لتوليد الكهرباء المحروم منها القطاع للأسبوع الرابع على التوالي بعد نفاد الوقود المشغل للمولدات الكهربائية في محطة توليد الكهرباء الرئيسة في قطاع غزة. كما قصف الجيش الصهيوني سيارات إسعاف أمام مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعيد استهدافه نازحين من شمال القطاع إلى جنوبه موقعا قتلى في صفوفهم، وفق ما أعلنت وزارة الصحة. وقال مكتب الإعلام في غزة "استهدف الاحتلال بصاروخ موكب سيارات الإسعاف الذي يقل مصابين قبل تحركه باتجاه معبر رفح في الجنوب". نقص في الغذاء والمياه والوقود واستنزاف النظام الصحي وأعلنت وزارة الصحة سقوط "13 شهيدا و26 مصابا جراء المجزرة" في المستشفى. وأظهرت مقاطع فيديو صورتها وكالة فرانس برس مدنيين يحملون جرحى وجثثا مضرجة بالدماء، فيما كان آخرون ممددين على الأرض جراء شدة القصف الذي استهدف مركبات متوقفة على جانب الطريق. يأتي ذلك بعد استشهاد 14 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي أثناء نزوحهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وفق مكتب الإعلام الحكومي. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أيضا "استهداف محيط مستشفى القدس" أكثر من مرة الجمعة في تل الهوى بجنوب غرب مدينة غزة، مشيرا إلى أن 14 ألف نازح لجأوا إلى محيط المستشفى. وكان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة قد دعا بعد استهداف النازحين في شارع الرشيد، فرق الصليب الأحمر إلى مرافقة قافلة سيارات الإسعاف التي تنقل جرحى من مستشفى الشفاء في مدينة غزة إلى مستشفيات أخرى في الجنوب. 9488 شهيداً بينهم 3900 طفل وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف قد أعلن أمس أن حصيلة العدوان الإسرائيلي النازي المستمر على قطاع غزة بلغ 9488 شهيدا بينهم 3900 طفل و2509 نساء وقرابة 23 ألف جريح، مع وجود 2060 بلاغا عن مفقودين. توقف عمل 14 مستشفى أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دكتور تيدروس أدهانوم غيبيريسيوس عن القلق البالغ بشأن توقف عمل 14 مستشفى -من بين 36- ومركزين متخصصين في غزة بسبب نقص الوقود والأضرار التي لحقت بهم إضافةً إلى الهجمات وانعدام الأمن. وقال: إن المستشفيات التي ما زالت تعمل في غزة، مكتظة بالمرضى والجرحى وتقوم بعلاج عدد يزيد بنسبة 40 % عن قدرتها الاستيعابية، داعياً إلى ضمان الوصول العاجل والدائم للإغاثة الإنسانية بالحجم الملائم للاحتياجات، مجدداً الدعوة لحماية المدنيين ومرافق الرعاية الصحية، ووقف إطلاق النار لأغراض إنسانية. من جانبه، شدد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينيةالمحتلة الدكتور ريتشارد بيبركورن، على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بما فيها الغذاء والماء والإمدادات الطبية بصورة عاجلة، إلى قطاع غزة وفي جميع أنحاء القطاع. وقال بيبركورن: يعمل الفريق رغم كل الصعاب والمخاطر التي تهدد أمنهم في سبيل إيصال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى المستشفيات، حيث تم توزيع إمدادات منظمة الصحة العالمية التي وصلت عبر معبر رفح على سبعة مستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة"، مؤكداً أن هذه الإمدادات هي مجرد غيض من فيض الاحتياجات الكبيرة. ويذكر أن غارات الاحتلال الجوية ونقص الإمدادات الطبية والغذاء والمياه والوقود أدى إلى استنزاف النظام الصحي في قطاع غزة الذي يعاني بالأصل من نقص الموارد، حيث تعمل المستشفيات فوق طاقتها بكثير بسبب ارتفاع أعداد المرضى والمدنيين النازحين الذين يبحثون عن مأوى، فيما تعرضت الخدمات الصحية الأساسية من رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة وعلاج الحالات المزمنة للخطر الشديد. قصف أربعة ملاجئ للأونروا ومعهد الفرنسي أكد المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني، أنه وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها، تضررت أربعة ملاجئ تابعة للأونروا في قطاع غزة. وقال في بيان صحفي أمس: إنه في شمال غزة لحقت أضرار بمدرسة حولت إلى ملجأ في مخيم جباليا للاجئين -أكبر مخيم في قطاع غزة-، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 شخصاً وإصابة خمسة آخرين، في ظل ما تشهده المنطقة من قصف عنيف خلال اليومين الماضيين، كما تضررت أيضاً مدرسة أخرى في مخيم الشاطئ للاجئين، واستشهد طفل واحد. وأضاف: أنه في جنوبغزة أيضاً أصيبت مدرستين تحولتا إلى ملاجئ في مخيم البريج للاجئين، واستشهد شخصان وأصيب 31 آخرين، وفقاً لأحدث تقديرات الأونروا. وأشار لازاريني إلى أن هذه الملاجة استضافت ما يقرب من 20,000 شخص، مبيناً أنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر تضرر ما يقرب من 50 مبنى من مباني الأونروا وأصولها، بعضها بشكل مباشر، وعلى غرار ما حدث اليوم، فإن ذلك يشمل مباني الأونروا المستخدمة كملاجئ، تستضيف الأونروا حالياً نحو 700,000 شخص، 25 منها شمال غزة، وهي تستضيف 112,000 شخص. وشدد على أنه في أرجاء قطاع غزة كافة، ينبغي أن تكون هذه الملاجئ ملاذاً آمناً، مؤكداً أن القانون الإنساني الدولي لا يدع مجالاً للشك في وجوب حماية المدنيين والمرافق المدنية، منوهاً بأنه حتى الآن سقط 72 من زملائه في الأونروا في غزة منذ بدء الحرب، وغالباً مع عائلاتهم. واختتم المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) حديثه متسائلاً: "هل هناك أكثر؟ كم سيعانون أكثر من الحزن والقتل؟ لقد طال انتظار وقف إطلاق النار من أجل الإنسانية". كما طاول القصف الإسرائيلي أيضا المعهد الفرنسي في غزة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان مطالبة إسرائيل بتوضيحات. إطلاق صاروخ على منزل هنية ذكرت إذاعة صوت الأقصى التابعة لحركة (حماس) أمس السبت أن طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على منزل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة والموجود خارج القطاع في الوقت الراهن. ولم يتضح إذا كان أي من أفراد عائلته في المنزل عند قصفه. وهنية موجود خارج قطاع غزة منذ 2019 ويتنقل بين تركيا وقطر. طرد العمال الغزاويين باشرت إسرائيل طرد "آلاف" العمال الفلسطينيين إلى قطاع غزة بعد إلغاء تصاريح العمل الخاصة بهم، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس ومسؤول فلسطيني. وقال هشام عدوان مدير هيئة المعابر في غزة "أرجعوا الآلاف من العمال المحجوزين في إسرائيل منذ أول الحرب". وأعربت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان عن "قلقها الكبير" لهذا الإجراء الذي يجري "رغم خطورة الوضع" في غزة.