في مجموعة تعتبر الأقوى على الإطلاق، ستكون إيطاليا مطالبة بالفوز منذ البداية حين تستهل دفاعها عن اللقب اليوم (السبت) في دورتموند ضد ألبانيا، فيما يتجدّد الموعد بين إسبانيا وكرواتيا على الملعب الأولمبي في برلين، وذلك في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لكأس أوروبا 2024 في كرة القدم. خالفت إيطاليا التوقعات في النسخة الماضية حين توجت باللقب على حساب إنجلترا بركلات الترجيح، لاسيما أنها دخلت البطولة بعدما غابت عن كأس العالم لأوّل مرّة منذ 1958. وعاد أبطال العالم أربع مرات لاختبار الأمر ذاته في ألمانيا 2024، إذ غابوا عن مونديال 2022 بعدما أقصتهم مقدونيا الشمالية من الملحق، ليجدوا أنفسهم مجدداً أمام محاولة التعويض وهذه المرة بقيادة مدرب جديد هو لوتشانو سباليتي الذي استلم المهمة بعدما قرّر روبرتو مانشيني الاستقالة والانتقال لتدريب السعودية. وعندما يتحدّث المرء عن إيطاليا وإسبانيا، فتكون خبرة البطولات الكبرى العنوان الأساسي بالنسبة لمنتخبين أحرزا مجتمعين كأس العالم خمس مرات وكأس أوروبا خمس مرات أيضاً، لكن الوضع مختلف هذه المرة إذ تبدو كرواتيا الأكثر حنكة في هذه المجموعة، في ظل وجود عناصر مخضرمة قادتها إلى المركز الثالث في مونديال قطر بقيادة لوكا مودريتش. وتدرك إيطاليا أن الخطأ ممنوع منذ مباراتها الأولى التي تبدو مناسبة تماماً لكسب الثقة اللازمة قبل مواجهتيها الصعبتين جداً ضد إسبانيا وكرواتيا. وما يزيد من أهمية الفوز على ألبانيا التي تخوض النهائيات الكبرى الثانية فقط في تاريخها، أنه يتأهل إلى ثمن النهائي صاحبا المركزين الأولين في كل من المجموعات الست، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحل في المركز الثالث. بالنسبة لنجم المنتخب الإيطالي فيديريكو كييزا، فالهدف «أن نظهر للعالم في كأس أوروبا معدننا الحقيقي» بعد خيبة الغياب عن مونديال 2022»، مضيفاً «دعونا نرى ما يمكننا تحقيقه». ومن المؤكد أن مهمة الاحتفاظ باللقب القاري لن تكون سهلة على الإطلاق، لاسيما أن أحداً لم يتمكن من تحقيق ذلك سوى الجيل الذهبي لإسبانيا الذي توج بالثلاثية التاريخية كأس أوروبا 2008 - كأس العالم 2010 - كأس أوروبا 2012. وكييزا هو من العناصر القليلة المتبقية من التشكيلة التي قادت إيطاليا لإحراز كأس أوروبا صيف 2021، ويشكل مع نيكولو باريلا الركيزة التي يعتمد عليها سباليتي في هذه البطولة، لكن مشاركة الأخير في المواجهة الرسمية الثانية فقط مع ألبانيا، بعد أولى في تصفيات مونديال 2018 (فازت إيطاليا ذهابا وإياباً)، غير محسومة حتى الآن رغم تفاؤل سباليتي بشأن وضع إصابة نجم إنتر. ولن تكون مهمة «سكوادرا أتزورا» سهلة ضد ألبانيا التي تعوّل على مدرّبها البرازيلي سيلفينيو وعشرة من لاعبيها المحترفين في الدوري الإيطالي، إضافة إلى الجمهور الذي سيملأ «أكثر من نصف مدرجات» ملعب سيغنال إيدونا بارك (معتمد بي في بي شتاديون دورتموند في البطولة الحالية) وفق ما أفاد رئيس اتحاد اللعبة في البلاد أرماند دوكا في حديث لشبكة «سكاي»، قائلاً: «مباراة إيطاليا ترتدي طابعاً خاصاً. سنلعب في دورتموند أهم مباراة في حياتنا على الأرجح». وتابع: «سنكون سعداء جداً إذا تأهلنا عن المجموعة، لكننا سنكون سعداء في كافة الأحوال لمجرد مشاركتنا في كأس أوروبا». إسبانيا - كرواتيا وعلى الملعب الأولمبي في برلين، يصطدم المنتخب الإسباني بلوكا مودريتش ورفاقه الكروات في النهائيات القارية الرابعة توالياً بعدما تواجه الطرفان في دور المجموعات لنسختي 2012 (فازت إسبانيا 1-0) و2016 (فازت كرواتيا 2-1)، ثم ثمن نهائي النسخة الماضية صيف 2021 حين فاز «لا روخا» 5-3 بعد التمديد. واستناداً إلى المشاركة الرسمية الأخيرة، يُعتبر المنتخب الإسباني مرشّحاً للتأهل بعدما تغلّب على إيطالياوكرواتيا في نصف نهائي (2-1) ونهائي (بركلات الترجيح) دوري الأمم الأوروبية في يونيو 2023. وبإحرازها البطولة القارية في هولندا، عادت إسبانيا بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي إلى منصة التتويج لأول مرة منذ إحرازها كأس أوروبا 2012. واستعدّ المنتخبان للنهائيات القارية بعروض قوية، إذ تغلبت إسبانيا على أندورا 5-0 بفضل ثلاثية لميكيل أويارسابال، ثم على إيرلندا الشمالية 5-1 بفضل هدف آخر من مهاجم ريال سوسييداد وثنائية لنجم وسط برشلونة بيدري الذي أظهر أنه عاد إلى مستواه السابق بعدما عكرت الإصابات موسمه. وتطرّق دي لا فوينتي إلى المواجهة بالقول لموقع الاتحاد القاري «أنا معجب حقاً بذهنية اللاعبين الكروات لأنهم مثال على الكبرياء الوطني، شعور التعاضد، الفخر بالمنتخب الوطني»، مضيفاً: «هدفنا الأول دائماً هو أن نكون منافسين وأن نكون في وضع يخولنا الفوز». وتابع: «أنا مقتنع بفرصتنا للمنافسة على اللقب. لكن لا يمكن أن يكون هناك سوى بطل واحد وهناك الكثير من المنتخبات الوطنية التي بإمكانها الفوز بالكأس». وتستكمل الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى في كولن حين تلتقي المجر وسويسرا في مواجهة بين منتخبين مرشحين للمنافسة على الوصافة، لاسيما الأخير الذي وصل إلى ثمن النهائي في مشاركاته الثلاث الأخيرة في كأس العالم وبلغ ثمن النهائي في كأس أوروبا 2016 ثم ربع النهائي في النسخة الأخيرة بعدما أقصى فرنسا من ثمن النهائي قبل انتهاء المشوار بركلات الترجيح على يد إسبانيا. وأكد قائد سويسرا غرانيت تشاكا، المتوج مع باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني، أن «هدفنا الأول هو التأهل إلى ثمن النهائي ثم سنتعامل مع كل مباراة على حدة، على أمل الذهاب إلى أبعد ما يمكن»، مضيفاً: «المباراة الأولى ضد المجر مهمة... يجب أن نلعب مباراة مثالية ضد المجر وأن نبقى مركزين طيلة الدقائق التسعين». بيدري