تحتفل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) باستضافة المملكة لليوم العالمي للبيئة 2024، بتسليط الضوء على شركتين ناشئتين تعملان على تطوير حلول مبتكرة لتشجير السعودية، حيث تركز المملكة في اليوم العالمي للبيئة على مواضيع استصلاح الأراضي وطرق مقاومة التصحر والجفاف. إذ يعتبر إصلاح النظام البيئي من أكثر الطرق فعالية في استصلاح الأراضي المتدهورة ومنع التصحر وبناء القدرة على مقاومة الجفاف. يُدفن نحو 20 مليون طن من النفايات العضوية في المملكة العربية السعودية في مدافن القمامة سنويًا، وقد يصل هذا الرقم إلى مليارات الأطنان سنويًا على مستوى العالم، لا يتسبب ذلك في تراكم النفايات بمرور الوقت فحسب، بل يؤدي إلى تسرب الكربون للغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد كربون أو حتى غاز الميثان، وهو من غازات الاحتباس الحراري القوية، وتعتبر هذه المشكلة من المشكلات الضخمة التي تواجهها البشرية في وقتنا الحاضر. تعهدت المملكة بخفض دفن النفايات العضوية بنسبة 90% بحلول عام 2035، بالإضافة إلى ذلك، تتبنى المملكة رؤية تركز على تعزيز الزراعة الصحراوية واستصلاح الصحراء والتشجير العمراني وإنشاء حدائق عامة ومساحات خضراء. وتوصلت تيراكسي إلى طريقة لمعالجة النفايات العضوية واحتجاز الكربون، بالإضافة إلى المساهمة في تشجير السعودية، إذ تُنتج محسن التربة المحمي ببراءة اختراع كربو سويل عن طريق معالجة متخصصة ومتعددة الخطوات للنفايات العضوية، فتتحول التربة الصحراوية إلى تربة صالحة لإنتاج الغذاء والتشجير عند إضافة محسن التربة كربو سويل، وتسعى تيراكسي إلى تحويل مكبات النفايات العضوية لتشجير الصحراء واحتجاز الكربون ويقول هيمانشو ميشرا الأستاذ الجامعي والمؤسس الشريك ل"تيراكسي": "إن التربة الرملية قلوية وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه والمواد المغذية ضعيفة. كما أن الكفاءة في استخدام المواد المغذية منخفضة للغاية بسبب انخفاض التوافر البيولوجي وتطاير الأمونيا وارتشاح التربة، ويعمل محسّن التربة كربو سويل كإسفنجة فيمتص المواد المغذية ويسهل إطلاقها ببطء، بشكل يشبه إلى حد كبير الأدوية التي تُطلق في الدم ببطء، ولا ينبغي الخلط بينه وبين السماد العضوي أو المخلط، ولاحظنا فوائدًا كثيرة لكربو سويل على صحة النباتات، سواء كانت المحاصيل الغذائية أو الأشجار المحلية في المواقع الصحراوية السعودية. تستمر محسنات التربة هذه لمئات وآلاف السنين، مما يجعلها وسيلة عظيمة لاحتجاز الكربون على نطاق واسع ومكافحة تغير المناخ". وتعد الزراعة واحدة من أكثر الأنشطة البشرية استخدامًا الموارد على هذا الكوكب، إذ نستهلك أكثر من 70% من المياه العذبة لزراعة الغذاء على مستوى العالم. ومهمة آيرس، وهي شركة ناشئة تدعمها جامعة كاوست، هي تصميم تقنيات تساعد على ضمان الأمن الغذائي للعالم بشكل مستدام، وتتراوح مجموعة التقنيات المحمية ببراءة اختراع التي تقدمها آيرس من أغطية وشبكات البيوت الزراعية المحمية المعززة بتقنية "SecondSky وحتى التطوير الجيني للنباتات الذي يساعد المزارعين في البيئات الزراعية الصعبة على زيادة غلة المحاصيل، وخفض تكاليف المدخلات والمخاطر، وتمديد مواسم الزراعة. إن تقنياتها المحمية ببراءة اختراع تقلل من استهلاك المياه والطاقة بنسبة تصل إلى 90%. وتقنية آيرس الرئيسية SecondSky عبارة عن غطاء صوب زجاجية حاصل على جوائز يحجب الأشعة تحت الحمراء القريبة. تمنع هذه الحلول الزراعية التي يتم التحكم فيها جزءًا من الإشعاع الحراري القريب من الأشعة تحت الحمراء ولكنها تسمح بالتمثيل الضوئي في النباتات، مما يقلل من تراكم الحرارة في الصوب الزجاجية ويخفف بشدة من متطلبات الري والتبريد. توفر تقنية SecondSky كميات هائلة من الطاقة والمياه، وتطيل موسم الزراعة في المناخات الحارة. أظهرت الاختبارات الأخيرة في المملكة انخفاضًا بنسبة تزيد عن 40% في استهلاك الطاقة وانخفاضًا بنسبة 30% في استهلاك المياه. تقول ديريا باران الأستاذ في كاوست والشريكة المؤسسة لآيرس: "إذا استطعنا توفير التقنيات اللازمة لزراعة فواكه وخضروات ونباتات عالية الجودة في المناخات الحارة مثل شبه الجزيرة العربية، حيث تقل المياه العذبة، سنتمكن من تكرار هذه العملية في بيئات قاسية وحارة مماثلة في جميع أنحاء العالم".