يقول الله سبحانه وتعالى في الآية (185) من سورة آل عمران: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الأربعاء الموافق 21 من شهر ذي القعدة عام 1445ه الشيخ علي بن أحمد بن علي آل حسين الشريف أحد كبار أسرة آل حسين الأشراف أهالي مركز المفيجر بمحافظة الحريق، وذلك عن عمر يناهز خمسة وثمانين عاماً قضاها في طاعة ربه وخدمة وطنه وأسرتيه الصغيرة والكبيرة، وذلك بعد معاناة طويلة من المرض لازم خلالها أسرة المستشفيات فترة طويلة، نسأل الله تعالى أن يكون فيما عاناه وتحمله رفعة لشأنه عند ربه، ومغفرة لذنوبه، وعتقاً له من النار. لقد كان المرحوم باراً بوطنه وأهله وعشيرته، وساعياً بالخير بينهم ولهم، وآمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ممتثلاً لطاعة ربه ومحافظاً عليها وآمراً بها، محافظاً على علاقته الاجتماعية بدوام التواصل والسؤال والزيارة، باذلاً جهده وجاهه وماله في سبيل المعروف وإصلاح ذات البين، وكل ما حباه الله به من صفات حميدة جعل منه رجلاً حامداً شاكراً لربه، لا تسمع منه أي شكوى حتى في أيام مرضه الحالكة، ومطاعًا محبوباً في أسرته وبين جماعته، وذلك ما كان يدعوني دائماً لأن أطلق عليه اسم (صاحب الصوت المسموع) وما أسعد من يصل إلى هذه الرتبة في حياته وبعد مماته. ومن صفاته الحميدة التي كثيراً ما يذكر بها الأفذاذ ويورثونها لأبنائهم رعايته لوالديه في حياته والعناية بهم، والسهر على راحتهم، وهو ما أورثه لذريته ووجده فيهم طيلة حياته، وخاصة عندما تقدمت به السن وتعاقبت عليه أطوار المرض. أما عن خدمته لوطنه فقد استهلها مبكراً بعمله في رئاسة الحرس الوطني حيث امتدت لسنوات طويلة، تقلب خلالها في عدد من الوظائف، أعقب ذلك خدمته في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء مسؤولاً عن العلاقات العامة فيها خلال فترة طويلة، إلى أن أخلد للراحة متقاعداً، وكان شعاره -رحمه الله- طيلة حياته العملية هو الإخلاص والتفاني في حب الوطن والتضحية في سبيل ذلك. أما عن حياته الأسرية فقد اقترن في مرحلة مبكرة من حياته -رحمه الله- بسيدة فاضلة مخلصة هي كريمة الشيخ ناصر بن محمد المزروع، حيث تقاسما معاً وبإخلاص حلو الحياة ومرها واعتنيا بتربية أبنائهما إلى أن رأيا ما حقق أملهما فيهم، ثم اقترن في مرحلة أخرى من حياته بسيدة فاضلة مخلصة أخرى هي كريمة الشيخ سعد بن زيد العيسى أحد كبار أسرة الأشراف آل حسين، التي بذلت من الإخلاص والتفاني ما الله عليم به، خاصة في مراحل مرضه الأخيرة. وقد أنجب -رحمه الله- من الأبناء الذكور أربعة، ومن البنات اثنتين، سهر على تربيتهم وتعليمهم حتى تحقق مراده فيهم علماً وخلقاً، وخدمة لوطنهم في قطاعات حيوية، وهم المستشار محمد في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، والدكتور حسين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، واللواء طبيب عبدالله في وزارة الدفاع، والأستاذ عبد الرحمن في شركة مطارات الرياض. رحم الله الشيخ علي بن أحمد الشريف رحمة واسعة، وأحسن عزاء أسرته وذويه ومحبيه فيه، وجمعنا وإياهم به يوم لقائه في مستقر رحمته جل وعلا. إنا لله وإنا إليه راجعون * رئيس نزاهة الأسبق