فقدت قبيلة السياحين بشقراء أواخر الشهر الماضي أحد أبنائها وهو الشيخ محمد بن صائل السيحاني -رحمه الله- عن عمر يناهز التسعين عاماً وهو من أكبر أبناء القبيلة سناً أمضاها -رحمه الله- في خدمة وطنه كأحد منسوبي الحرس الوطني وطاعة الله حتى وافاه الأجل نتيجة مرض لم يمهله طويلاً. وكان رحمه الله من الرجال المخلصين الذين يحبون أعمال الخير وتماسك المجتمع وتوجيه النصح للشباب بأن يقتدوا بالآباء ويحثهم على الإخلاص والتفاني لخدمة الوطن وولاة الأمر. وكانت أحاديثه في المجالس وبين أفراد أسرته تحث على الترابط والتراحم والتعاون لما فيه خير الجميع وكان يحاول دائماً توجيه الشباب للقيم الأصيلة ويذكرهم بأمثلة مما هم عليه الآباء والأجداد من الصلة والتماسك والتعاون، كما يحث الشباب على العلم والعمل لأن فيه خير الدنيا والدين. وكان رحمه الله يحب الاجتماعات حتى في آخر حياته رغم ما يعانيه لأنه يرى فيها نوعاً من الصلة والتواصل وكان يروي خلالها من القصص والبطولات لبعض الرجال الأوفياء ما يكون قدوة للجيل الحاضر. وكان -رحمه الله- يتحامل على نفسه ويحاول حضور المناسبات الكبيرة والصغيرة ويؤمن برسالة الشباب ويرى فيهم الخير الكثير. وكنت أستأنس بالاستماع إلى أحاديثه ورواياته لبعض القصص والأحداث التي يكون شاهداً عليها، فللرواية التي يحكيها الشخص الذي عايشها مباشرة نكهة خاصة ومصداقية مؤثرة. وكان -رحمه الله- يأنس بمن يزوره في أي مناسبة ويحيطك بسؤاله عن الجميع للاطمئنان عليهم وهذه من خصائص كبار السن الذين يمتازون بالوفاء، ويا ليت الشباب ينقلون هذه عنهم ويتصفون بهذه الصفات الجميلة. رحم الله محمد بن صايل السيحاني وتعازينا لابنه الأكبر الأخ فرحان أحد منسوبي التعليم بشقراء وبقية إخوانه وأسرته، والتعازي موصولة إلى أبناء أخيه وفي مقدمتهم الأخ غازي وجبر بن سعيد ومفرح ورحيم وإبراهيم بن صالح وعبدالله بن علي شاعر المحافظة وإخوانه صايل ومسلط ومشاري وسلطان ومحمد والأخ عبدالله وفهد وزيد بن ضويحي. رحم الله أبا فرحان وأبدله داراً خيراً من داره في الدنيا وغفر له وألهم أسرته الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. محمد المسفر - شقراء